مهما ضاقت بك الحياة ... لا تيأس ..!

لا تقنط .. لاتيأس .. لا تنتحر يامن ضاقت بك الحياة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد.
قد يتعرض العبد في الدنيا - وهي دار الابتلاء - لأزمات ونكبات ومصائب عظيمة وفاجعات، فلا يتحمل ولا يصبر، بل يقنط ويجزع وييأس بل قد يقتل نفسه وينتحر - عياذا بالله - وهذا ما نعيشه في واقعنا فكم سمعنا أو قرأنا أو شاهدنا لمن قتل نفسه لما ضاقت به الحياة.
فهذا يشرب سما قاتلا ، وهذا يذبح نفسه بسكين، وهذا يشعل في نفسه النار بالبنزين، وهذا يلقي بنفسه في النيل، وهذا يرمي نفسه من عمارة شاهقة......وهكذا ، وكل هذا لماذا؟ !!!! لضيق في الرزق، أو لرسوب في امتحان، أو لفضيحة أيا كان سببها، أو لظلم وقع عليه، أو لمرض نفد صبره لتحمله، أو لضياع ماله وخسارته أو.......
ولقد حذرنا ربنا جل وعلا أشد التحذير وكذلك رسوله البشير النذير من اليأس والقنوط والجزع.
** قال تعالى : " (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر 53]
** وقال تعالى : " إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون " [ المعارج 23 - 19 ]
** وقال تعالى : " (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا) [سورة اﻹسراء 83]
** وقال تعالى : " (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) [سورة فصلت 49]
** وقال تعالى : " (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ) [سورة هود 9]
** وقال تعالى : " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [سورة النساء 29]
** قالت الملائكة لإبراهيم - عليه السلام : " (قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)[سورة الحجر 56 - 55]
- في الصحيحين عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات. قال الله تعالى : " بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة "
- وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال لرجل ممن يدعي الإسلام : هذا من أهل النار. فلما حضر القتال، قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل : يارسول الله الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إلى النار. قال : فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدة، فلما كان الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : " الله أكبر. أشهد أني عبد الله ورسوله. ثم أمر بلالا فنادى في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر "
- وفيهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين فقال : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا. فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليعمل - فيما يرى للناس - عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل - فيما يرى للناس - عمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم "
- وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعنها يطعنها في النار "
- وفي مسند الإمام أحمد وغيره بسند رجاله ثقات عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع "
- وروى الطبراني والبزار ورجاله ثقات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن رجلا قال : يارسول الله ما الكبائر؟ قال : الشرك بالله والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله "
- وروى الإمام أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ....وثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله عزوجل رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة، ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله "
والأحاديث في ذلك ما أكثرها.
فإلى الذين ضاقت بهم المعيشة - مهما كان سبب هذا الضيق. اصبروا ولاتيأسوا فإن فرج الله قريب، وإن مع العسر يسرا، لاتسخطوا على قدر الله، لاتظنوا بربكم ظن السوء بل أحسنوا الظن به فهو القائل : " أنا عند ظن عبدي بي. ..." ورسولنا - عليه الصلاة والسلام - القائل : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله "
والحياة قصيرة لكن يعقبها الحياة الأبدية إما جنان ونعيم لمن أمن وعمل صالحا وصبر على البلاء ، وإما جحيم مقيم لمن كفر وجحد آلاء الله عليه ولم يصبر على البلاء. نسأل الحق - جل في علاه - أن يجعلني وإياكم ممن يقولون فيعملون ويعملون فيخلصون ويخلصون فيقبلون.
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

والحمد لله رب العالمين. 


وكتبه فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي  خطاب
الخميس ١٨ ذو القعدة ١٤٣٨هجرية - ١٠ أغسطس ٢٠١٧م
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
= = = = = = = = = = = = = = = = =
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق