(( يــــا أهــل مصــــر احـــذروا الــروافـض ))





          يــــا أهــل مصــــر
احـــذروا الــروافـض
كتبه
حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه والمسلمين












 بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده  ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ[ [آل عمران:102].
]  يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً[[النساء:1]
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً[ [ الأحزاب:70،71].
أما بعد
      فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – e  - وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
لا يخفى علينا جميعًا ما جرته لنا هذه الفتن والثورات الأخيرة التي وقعت على أرض مصر وغيرها من بلاد المسلمين من ويلات وخراب ودمار ، وأشدها خطرًا تربص أعداء الأمة من يهود ونصارى ومجوس ( روافض ) بنا ، وإن أخشى ما أخشاه أن يجد هؤلاء الفرصة سانحة  لهم لدخول مصر والتحكم في شؤونها
  وما حدث أخيرًا من فتح الباب على مصراعيه لدولة إيران الرافضية على أيدي جماعة الإخوان بقياداتها في مصر لهو الخطر الجم والمصيبة الكبيرة ، ورغم أن الناس عرفوا حقيقة الروافض وخطرهم على الإسلام والمسلمين إلا أن جماعة الإخوان ما زالت تهون من الخطر الشيعي ، بل تدعوا إلى التقارب بيننا وبين الشيعة ، بل يحاولون من تمكينهم من بلادنا ، لذا أحببت أن أقف هذه الوقفة لأبين هذا الخطر الجارف ، الذي يهددنا ، لعل الناس يفيقون قبل فوات الأوان ، وأتناول الكلام عن الروافض من خلال العناصر التالية :
أولاً : فرق الشيعة.
ثانيًا : بعض عقائد الشيعة الروافض .
ثالثًا : موالاتهم لأعداء الإسلام ومناصرتهم على أمة التوحيد .
رابعًا : وقوعهم في الشرك الأكبر .
خامسًا : التقريب بين السنة والشيعة الروافض وهم وخيال .
سادسًا : فتاوى العلماء المعاصرين في الشيعة الروافض
سابعًا : نصيحة لأهل مصر قيادة وشعبًا .
   وهذا وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وبصفاته العليا أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وأن يجنب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وسائر بلاد المسلمين ، وماكان من صواب فمن الله وحده ، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان ، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه الأطهار الأخيار ، والحمد لله رب العالمين .
                                                   كتبه
                                                 أبو إسلام
                                           حازم بن علي خطاب
                                        غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
                                   الثالث من جمادى الآخرة 1434 هـ 













أولاً : فرق الشيعة .
الشيعة ليسوا فرقة واحدة وإنما هم فرق شتى بيانها كالتالي :
الأولى السبئية :
وهم اتباع عبدالله بن سبأ اليهودي قيل انه من الحيرة وهو الأرجح أو من اليمن ، أظهر الإسلام في عهد عثمان رضي الله عنه مكرا لإشعال الفتنة و قد نجح ، ويعتبر هو أول من نادى بالغلو في أهل البيت و هوأول من وضع أساس ذلك و لذلك ينسب اليه كل طوائف الشيعة .
انتقل من بلد الى أخرى ينشر هذه الأفكار وعندما وجد من يتبعه دعى إلى ولاية علي رضي الله عنه ثم إلى ألوهيته وكلما بث هذه الأفكار في من مع أظهر فكرة جديدة في الغلو فقد دعى الى الرجعة ثم الى صعود علي رضي الله عنه إلى السماء ونفى موته وأن الرعد صوته والبرق سوطه ولذلك قال عند موت علي رضي الله عنه " والله لو جئتمونا بدماغه في صرة لم نصدق بموته ، ولا يموت حتى ينزل من السماء ويملك الأرض". وهو أول من علم الشيعة كيف يؤولون القرآن بحسب هواهم فقد دعى أن محمد صلى الله عليه وسلم سيعود واستدل بقول الله تعالى ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) فسبحان الله من جهل بالتفسير وأسباب التنزيل ،ولكن أصبح هذا منهج الشيعة عامة ، ولقد بدأ بهذه الفتن في عهد علي الذي نفاه إلى اليمن وياليته أحرقه مع من أحرق ولكن الله يقدر ، وإن كان بعض الشيعة ينكرون عودتهم إلى ابن سبأ بل وآخرون ينفون وجود أي شخصية بهذا الاسم إلا أن الأسس التي أخذها ابن سبأ من اليهودية وباقي الديانات الخرافية ووضعها عقيدة له ولأتباعه ما زالت عقيدة لكل طوائف الشيعة برغم تفاوتهم في الغلو ، ولذلك تعتبر هذه الفرقة هي أصل كل طوائف الشيعة إلى يومنا باختلاف حججهم و دعواهم فقد وضع ابن سبأ قاعدة عدم رد الأحاديث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم  بل إلى علي ، وعلى نهجه فطوائف الشيعة تغير من منهجها ما يحلو لها ولميولها بأحاديث تنسبها كذبا إلى الأئمة دون ردها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم  ولاحظ ذلك في كتبهم وأدلتهم .
الثانية الكيسانية :
   ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل علي رضي الله عنه وعرفوا بموالاتهم لابن الحنفية وقد اشتد ظهورهم بعد تنازل الحسن رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه فقد أسقطوا خلافة الحسن والحسين رضي الله عنهما ودعوا إلى خلافة محمد بن الحنفية وأنه وصي أبيه ، وإن كانت فرقة منهم أثبتت إمامة الحسن ثم الحسين ثم ابن الحنفية إلا أن الأكثرية دعوا إلى إمامة ابن الحنفية مباشرة وكفروا مخالفه ، وتنسب تسمية الكيسانية إلى كيسان مولى علي رضي الله عنه أو إلى كيسان تلميذ ابن الحنفية رضي الله عنه ومع مرور الوقت تحول الكثير من طوائف الكيسانية إلى المختارية .
الثالثة : المختارية :
  يتزعمها المختار بن أبي عبيد الثقفي وقد بدأ بجماعة صغيرة ثم تجمع معه الكثير من أتباع الكيسانية كما ذكرنا ، كان المختار ذكيًا وماكرًا وعمه والي الكوفة من قبل علي رضي الله عنه وقد سمي فيما بعد بكيسان فقد أطلق ابن الحنفية كما يزعمون عليه هذا اللقب تكريما له وتشبيها بأفضل تلامذته وقد دخل الكثير من المعارك باسم ابن الحنفية و انتصر فيها ثم تمادى حتى ادعى أنه يوحى إليه ويعتقد أنه كذاب ثقيف الذي روت حديثه أسماء رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ادعت هذه الطائفة بأن ابن الحنفية لم يمت بل حبسه الله وسوف يخرج في آخر الزمان بل وتمادوا في وصف حالته في محبسه كوجود أسد عن يمينه ونمر عن شماله ..الخ من الخرافات. و قد حاول المختار جاهداً إقناع بن الحنيفة بتأييده فرفض هذا الأخير. فلم يجد المختار بداً من طلب الخلافة لنفسه. و قد كانت نهايته على يد مصعب بن الزبير رضي الله عنه .
الرابعة : الزيدية :
  ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الحسين رضي الله عنه فلم يجدوا في زين العابدين الإمام الذي سوف يسير على هواهم بل تركهم وما يدعون وأصبح من أولياء بني أمية و جليس يزيد بن معاوية لذلك انتسبت هذه الفرقة إلى ابنه زيد الذي خرج على حكام بني أمية و أشهر سيفه ولذلك سموا بالزيدية و استكملت هذه الطائفة الإمامة في أبناء زيد وتعتبر هذه الفرقة من أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنة فهم لم يكفروا الصحابة رضي الله عنهم ولم يتطاولوا عليهم بل واعترفوا بإمامة الخلفاء أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم  لمبايعة علي رضي الله عنه لهم وإن كان بعض فرق الزيدية خالفه ذلك وخرجت على مبادىء زيد إلا أنهم قلة. وقد قتل زيد بن علي رضي الله عنه بعدما غدر به الشيعة من أتباعه وتركوه في أرض المعركة منفردا وما هو إلا تاريخ يعيد نفسه فكما غدروا بعلي والحسين رضي الله عنهما غدروا الآن به فقتل منفردا .
وهم كما قلنا أقرب الفرق للسنة فهم يقولون بولاية المفضول و بعدم عصمة الأئمة ولا تدعي بوجود الغائب المكتوم و لكنهم وافقوا المعتزلة بمرتكب الكبيرة و أنه في منزلة بين المنزلتين كما لم يقولوا بالبداء و لا بالرجعة ، و الجدير بالذكر أن هذه العقيدة انحرفت لدخول علماء الضلالة بها فالكثير منهم أصبحوا يتبعون باقي طوائف الشيعة بعقيدتهم المنحرفة. و توجد اليوم عند بعض العشائر البدوية في اليمن. ومن أشهر طوائف هذه الفرقة الجارودية و الحصنية. و الجارودية يقولون بتكفير الصحابة أيضاً.
الخامسة : الرافضة :
   وقد سموا بهذا الاسم لرفضهم أكثر الصحابة وقيل لرفضهم إمامة زيد إلا أن الأول هو الأرجح لأنهم وجدوا قبل زيد بل ودعوه لمعتقداتهم من رفض إمامة الشيخين ورفض حكم بني أمية و غيرها ، ومن أهم مسمياتهم الخشبية لقتالهم بالخشب فهم لا يجيزون رفع السلاح إلا بوجود راية للإمام المعصوم ، كما أطلق عليهم الإمامية لدعوتهم بوجود نص إلهي بولاية علي رضي الله عنه ، ومن هنا نعلم أن طائفة الشيعة الاثني عشرية احدى طوائف فرقة الروافض الذين يقولون بالمهدي والرجعة والبداء والتقية وغيرها من خرافات هذه العقيدة . و تتركز هذه الفرقة في إيران و الخليج العربي و العراق و جنوب لبنان و الهند.


ثانيًا : بعض عقائد الشيعة الروافض .(1)
ـ عقيدتهم في القرآن الكريم :

1- تحريف في التأويل والتفسير:
 حيث تراهم يتأولون نصوص الكتاب تأويل أهل الزندقة والإلحاد .. تأويلاً لا يُستساغ لغة، ولا عقلاً، ولا شرعاً .. هو ألصق بمعنى التحريف منه إلى معنى التفسير والتأويل.
       مثال ذلك: ما أخرجه الكليني في كتابه الكافي 1/207 وهو من أعظم وأوثق كتب الشيعة الروافض: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر u قال: قلت له: جُعلت فداك إنّ الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية:) عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ . عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ ( قال: ذلك إلي إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم، ثم قال: لكني أخبرك بتفسيرها، قلت:) عم يتساءلون ( قال: فقال: هي في أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ما لله U آيةٌ هي أكبر مني، ولا لله من نبأ أعظم مني ا-هـ.
  فأولوا معنى ) النبأ العظيم ( الذي يُراد به ـ بإجماع أهل التفسير ـ يوم القيامة وأهواله إلى علي بن أبي طالب t .. وهذا من الكذب والتحريف والتقول على علي t ما لم يقله .. حاشاه!
       وهم في تأويلهم هذا لم يقتصروا على التحريف والكذب .. بل جعلوا من علي بن أبي طالب الآية التي هي أعظم من الأنبياء والرسل .. والقرآن الكريم .. وخلق السماوات والأرض .. والنبأ الذي هو أعظم من يوم القيامة وأهواله .. قاتلهم الله ..!
       وكذلك ما أخرجه في الكافي 1/214: عن سالم قال: سألت أبا جعفر uعن قول الله U:) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ( قال: السابق بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف للإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام ا- هـ.
  وهذا حصر مخل لمعنى الآية الكريمة .. لا تحتمله لغة .. ولا عقل ولا نقل .. وهو أقرب إلى التحريف منه إلى التفسير ..!
وهو إضافة لما تقدم فإنه يتضمن إساءة بليغة للأنبياء، والصديقين، والشهداء، والصالحين .. كما يتضمن تزكية صريحة للفساق والمجرمين لكونهم فقط يعرفون الإمام أو يُصدقون بالإمام!
وكذلك ما أخرجه في الكافي 1/216: عن أبي عبد الله u في قوله تعالى:) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ( قال: يهدي إلى الإمام ا- هـ.
 وهذا تحريف وليس تفسيرًا ...!!
  وفي الكافي كذلك 1/217: تلا أبو عبد الله u هذه الآيـة:)
واذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ ([[1]]. قال: أتدري ما آلاء الله ـ أي ما نعم الله وفضله على عباده ـ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه، وهي ولايتنا
 أهـ. وهذا من التحريف لمعاني ومقاصد القرآن ..!
وفي الكافي كذلك 1/343: عن أبي عبد الله u في قول الله U:) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ( قال: إن منا إماماً مظفراً مستطراً، فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره، نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله تبارك وتعالى  أهـ.
ففسروا النفخ بالصور يوم القيامة كما قال تعالى:) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ . عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (المدثر:9-10. بقيام وظهور صاحب السرداب مهديهم المنتظر .. وهذا تحريف لا يحتمله النص ..!! 
وفي الكافي كذلك 1/413: عن أبي عبد الله u في قول الله U:) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ( قال: بما جاء به محمد r من الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان، فهو الملبس بالظلم ا- هـ.
ففسروا الإيمان بالإيمان بالولاية والإمامة .. والظلم ـ الذي يُراد به الشرك بإجماع أهل التفسير ـ بالذي يخلط بين ولاية الأئمة وغيرهم ..!!
وهذا تحريف صريح لآيات الكتاب وليس بتفسير ..!!
وفي الكافي كذلك 1/413: عن الحسن بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله u عن قول الله U:) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ( فقال: عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم u وهم ذرٌّ  أهـ.
 فالمؤمن هو الذي يؤمن بولايتهم، والكافر هو الذي يكفر بولايتهم ..
وهكذا كل إيمان وكفر يرد ذكرهما في القرآن الكريم .. فهما يُحملان ـ عند الروافض ـ على الإيمان بالولاية والوصاية .. أو الكفر بها ..!
وهذا عين التحريف والكذب على الله تعالى وعلى رسوله r ..!!
وفي الكافي كذلك 1/417: عن أبي جعفر u قال: أوحى الله إلى نبيه r:) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (قال: إنك على ولاية عليّ، وعلي هو الصراط المستقيم ا- هـ.
فتفسير الصراط المستقيم بعلي t وبالولاية .. تفسير لا يحتمله النص لغة ولا معنى .. وهو أقرب للتحريف منه للتفسير!
وفي الكافي كذلك 1/418: عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله u: قوله U:) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( قال: ولايتهم ـ أي ولاية أبي بكر، وعمر، وعثمان وغيرهم من الصحابة[[2]] ـ ) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( قال: ولاية أمير المؤمنين u ) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ( ا- هـ.
ففسروا الحياة الدنيا بولاية الصحابة: أبي بكر، وعمر .. والحياة الآخرة بولاية علي .. ثم هذا التفسير والمعنى للحياة الدنيا والآخرة .. هو المثبت في الصحف الأولى ) صُحف إبراهيم وموسى ( .. !!
وهذا عين التحريف والكذب على الله، وعلى رسوله r، وعلى جميع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الكافي كذلك 1/419: عن المفضّل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى:) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ( قال: قالوا: أو بدل علياً u أهـ. 
ففسروا التبديل المراد به تبديل الآيات والقرآن الكريم إلى تبديل علي بن أبي طالب.. وهذا معناه أن الذين قدموا ولاية وخلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان على ولاية وخلافة علي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ هم من الكفرة الذين لا يرجون لقاء الله .. وهذا عين التحريف والكذب والتزوير للآيات والنصوص القرآنية ..! 
وفي الكافي كذلك 1/419: عن أبي جعفر u في قوله تعالى: ) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ( قال: هي الولاية ا- هـ.
ففسروا التوحيد والإسلام الذي يُفطر ويولد عليه الناس .. بالولاية .. والوصاية .. وهذا عين الكذب والتحريف للنصوص ..!
وفي الكافي كذلك 1/427: عن أبي عبد الله u في قوله تعالى:) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( قال: يعني إن أشركت في الولاية غيره .. ا- هـ. أي إن أشركت في الولاية غير علي والأوصياء الإثنى عشر من بعده .. ليحبطن عملك .. ففسروا الشرك بالله بالشرك في الولاية .. وهذا عين الكذب والتحريف للنصوص ..!!
وفي الكافي كذلك 1/419: عن إدريس بن عبد الله، عن أبي عبد الله u قال: سألته عن تفسير هذه الآية:) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ( قال: عني بها لم نك من أتباع الأئمة .. ا- هـ.
ففسروا الصلاة باتباع الأئمة .. والمصلين هم الذين يتبعون الأئمة .. وهكذا فإن أكثر آيات القرآن الكريم تراهم يحملونها على الأئمة الإثنى عشر .. والوصاية .. وهذا عين التحريف، والكذب على الله، وعلى رسوله، وعلى آله، وأصحابه أجمعين!
هذه نماذج أردنا أن نثبت بها الذي عنيناه من " التحريف في التأويل والتفسير " .. لم نرد منها الاستقصاء .. فاستقصاء هذا النوع من التحريف يحتاج إلى مجلد كبير .. وليس هذا غرضنا في هذا المبحث الوجيز.
قال الخميني: نؤكد بأن في القرآن مئات من الآيات وردت حول الإمامة والأئمة، ولكن دون ذكر صريح لذلك[[3]]ا- هـ.
وقال في موضع آخر من كتابه " كشف الأسرار "ص197: وعليكم أن تعرفوا بأن الآيات التي وردت في القرآن حول علي بن أبي طالب أكثر من أن يمكن حصرها ا- هـ. 
فالقضية لا تقف عند آية أو آيتين أو مائة .. بل هي مئات من الآيات .. وهي أكثر من أن يمكن حصرها .. كلها تُحرّف وتُحمَل على الإمامة والوصاية .. والأئمة .. وهذا يدل على حجم التحريف الكبير لكتاب الله الذي تقوم به الشيعة الروافض .. والذي كله يتم تحت عنوان التفسير والتأويل .. عليهم من الله ما يستحقون!!
2- قولهم بتحريف التنزيل صراحة: حيث لم يكتفِ تحريفهم لكتاب الله تعالى عند حدود التأويل والتفسير الذي لا يحتمله النص .. بل تجاوزوا ذلك للقول صراحةً بتحريف آيات التنزيل، وأن كتاب الله محرف .. ساء ما يقولون!
وإليك بعض نصوصهم وأقوالهم في ذلك ومن مصادرهم المعتمدة: 
في الكافي للكليني 1/228: عن أبي جعفر u يقول: ما ادعى أحدٌ من الناس أنه جمع القرآن كله كما أُنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله
الله تعالى إلا علي بن أبي طالب u والأئمة من بعده.
وعنه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء ا- هـ.
   وهذا يعني أن القرآن الكريم الذي حفظه المسلمون وتناقلوه بالتواتر من لدن النبي r وأصحابه إلى يومنا هذا .. ليس هو القرآن الكامل الذي جمعه وحفظه الأئمة الأوصياء .. فالقرآن الذي يحفظه الأوصياء يختلف عن القرآن الذي بين أيدي المسلمين .. كما يزعمون .. وهذا تصريح صريح بالتحريف!! 
وفي الكافي كذلك 1/412: عن جابر، عن أبي جعفر u قال: قلت له: لمَ سُمي أمير المؤمنين ـ أي علي بن أبي طالب ـ ؟ قال: الله سماه هكذا؛ أنزل في كتابه:" وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين " ا- هـ.
فإضافة هذه الزيادة على الآية الكريمة " وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين " واعتبارها من التنزيل .. هو عين القول بالتحريف .. ومعناه أن الآية كما هي مثبتة في كتاب الله تعالى .. ويقرأها المسلمون .. إنما هي آية ناقصة .. لم تُكتب كما أنزلت ..!!
وفي الكافي كذلك عن أبي عبد الله u في قوله U :" ومن يُطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً " هكذا نزلت أ هـ.
  قوله هكذا نزلت .. هو إثبات للقول بالتحريف .. كما لا يجوز حمله على معنى " بهذا المعنى نزلت " فالإطلاق لا يحتمل هذا التفسير .. كما أنه قد وردت مئات الروايات ـ المنسوبة زوراً وكذباً إلى آل بيت رسول الله r ـ التي تثبت التحريف بالمعنى .. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك .. وبالتالي فهم يريدون هنا من قولهم " هكذا نزلت " أي هكذا نزلت نصاً وحرفاً .. وسيأتي معنا ما يدل على ذلك تصريحاً .. وأنهم يريدون التنزيل وليس التأويل ..!
       وفي الكافي كذلك 1/417: عن أبي جعفر u قال: نزل جبرائيل u بهذه الآية على محمد r هكذا:" بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً " ا- هـ. 
       فقوله " هكذا " أي نصاً وحرفاً .. وهذا صريح الكذب والتحريف!
       ونحوه 1/417: عن جابر، قال: نزل جبرائيل u بهذه الآية على محمدٍ r هكذا:" وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا في عليٍّ فأتوا بسورة من مثله " ا- هـ.
       ونحوه 1/417: عن أبي عبد الله u قال: نزل جبرائيل u على محمد r بهذه الآية هكذا:" يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزَّلنا في عليٍّ نوراً مبينا " ا- هـ. فزاد " في عليٍّ نوراً مبيناً "!!
       بينما الآية في كتاب الله تعالى هي هكذا:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (النساء:47.  
       وفي الكافي كذلك 1/422: عن أبي عبد الله u في قوله تعالى:" سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين بولاية عليّ ليس له دافع " ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرائيل u على محمد r ا- هـ. فهنا أثبتوا التحريف والزيادة .. والتكفير والعذاب الواقع لكل من قدم ولاية وخلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان على ولاية وخلافة علي رضي الله عنهم أجمعين ..!!
       ونحوه 1/423: عن أبي جعفر u قال: نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد r هكذا:" فبدّل الذين ظلموا آل محمدٍ حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمدٍ حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون " ا- هـ.
       وفي الكافي كذلك 1/424: قرأ رجل عند أبي عبد الله u:) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ( فقال: ليس هكذا هي؛ إنما هي " والمأمونون " فنحن المأمونون ا- هـ.
       وفي الكافي كذلك 1/432: عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي u قال: سألته عن قول الله U:" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم " قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين u  بأفواههم، قلت: " والله متم نوره " قال: والله متم الإمامة، لقوله U :" الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " فالنور هو الإمام. قلت:" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " قال: هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هي دين الحق، قلت: " ليظهره على الدين كله " قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، قال: يقول الله: "والله متم نوره" ولاية القائم " ولو كره الكافرون " بولاية علي، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم، أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل. 
       قلت:" ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا " ؟ قال: إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيّه منافقين، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً، وأنزل بذلك قرآناً فقال:" يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا: نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إنّ المنافقين بولاية علي لكاذبون ".
       قلت: قوله:" لما سمعنا الهدى آمنا به " قال: الهدى الولاية، آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه" فلا يخاف بخساً ولا رهقاً " قلت: تنزيل؟ قال: لا تأويل.
       قلت: " واصبروا على ما يقولون ؟ قال: يقولون فيك " واهجرهم هجراً جميلاً. وذرني يا محمد والمكذبين بوصيّك أولي النعمة ومهلهم قليـلا "
قلت: إن هذا تنزيل؟ قال: نعم  أهـ. 
       فتأمل قولهم:" وأنزل بذلك قرآناً " .. وكيف أنهم يميزون بين تحريف التأويل والتفسير وبين القول بتحريف التنزيل .. فهم عندما يريدون المعنى يقولون: هذا تأويل .. وعندما يريدون حرفية النص كما أنزل يقولون: هذا تنزيل .. مما يجعلنا نجزم بأنهم عندما يقولون:" هكذا نزل جبرائيل بهذه الآية " يريدون حرفية النص كما أنزل .. وليس مجرد المعنى منه .. كما يدعي زنادقة التأويل[[4]]! 
       قال الخميني قائد الثورة الشيعية الإيرانية في كتابه " كشف الأسرار ": لقد أثبتنا في بداية هذا الحديث بأن النبي أحجم عن التطرق إلى الإمامة في القرآن، لخشية أن يُصاب القرآن من بعده بالتحريف، أو أن تشتد الخلافات بين المسلمين، فيؤثر ذلك على الإسلام!
       وواضح بأن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله، وبذل المساعي في هذا المجال، لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه[[5]]ا- هـ.
       مفاد كلام هذا الزنديق المجنون المفتون أن النبي r هو المذنب .. وأن التقصير والكتمان، والتحريف جاء ابتداءً من طرفه .. وأنه لم يبلغ عن ربه ما أمر الله به وأوحى إليه في شأن الإمامة والأئمة .. وأنه أحجم عن ذكر الأئمة في القرآن رغم نزول الآيات عليه في ذلك .. لذا فالأمة وقعت بعده فيما وقعت فيه من الفتن والمشاكل .. ساء ما يقول هذا اللعين!!
       لعل قائلاً يقول: هذا قول الخميني .. وهو غير ملزم للشيعة .. وليس له من أئمتهم سلف ..؟!
       أقول: إليك إذاً بعض رواياتهم في ذلك؛ فقد روى الكليني في الكافي 1/243، أن رجلاً سأل علي بن أبي طالب: أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر ؟ فضحك علي u وقال: أبى الله U أن يطلع على علمه إلا ممتحناً للإيمان به .. فكم من اكتتام قد كتم به ـ أي رسول الله r ـ حتى قيل له" اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين[[6]]" وأيم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمناً؛ ولكنه إنما نظر في الطاعة، وخاف الخلاف، فلذلك كفّ ا- هـ. 
       هذه نماذج أردنا منها التمثيل والتدليل على عقيدة التحريف عند الشيعة الروافض لا الاستقصاء أو الإحصاء .. فإن روايات القوم المكذوبة التي تثبت عقيدة تحريف التنزيل تزيد عن ألفي نص ورواية .. وقد جُمعت في بعض الكتب، ككتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " لكاتبه الشيعي حسين النوري الطوسي، والهالك سنة 1320 هـ ..!
والكتاب قد حوى على أكثر من ألف رواية ينسبونها زوراً وكذباً إلى أئمة آل البيت .. قام بنقلها وإثباتها إحسان إلهي ظهير ـ رحمه الله ـ في كتابه " الشيعة والقرآن " .. ليسهل الوقوف عليها .. ومعرفة حقيقة القوم .. لمن شاء!
فإن قيل: أين الدليل على كفر من قال بتحريف القرآن ..؟!
أقول: الأدلة على كفره كثيرة، منها: أنه يتضمن تكذيب ورد لقوله تعالى:) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر:9. فالله تعالى تكفل بحفظه من جميع صور التحريف أو الزيادة أو النقصان.
وكذلك قوله تعالى:) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (المائدة: من الآية3. فالدين قد اكتمل .. فمن قال بالنقصان أو الزيادة .. ونسب ذلك إلى كتاب الله تعالى .. فإنه يُعارض ويرد هذه الآية الكريمة، ويكذب بها.
وكذلك قوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة:67. فمن قال بالتحريف أو نسب الزيادة أو النقصان لكتاب الله .. ردّ هذه الآية الكريمة وكذّب بها .. وشهد بضدها وأن الرسول r ما بلّغ رسالته!
ومن الأدلة كذلك على كفر من قال بالتحريف، قوله تعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (الأنعام:21.
وقوله تعالى:) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (الأعراف:37.
 وقوله تعالى:) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (يونس:17.
وقوله تعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ
لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ (العنكبوت:68.
فمن قال بالتحريف .. ونسب الزيادة أو النقصان لكتاب الله تعالى فقد افترى على الله كذباً، وكذّب بآياته وكلماته I.
 وكذلك قوله تعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (الأنعام:93.
فهذه الآيات وغيرها كلها دالة على كفر وإجرام من قال بتحريف التنزيل .. أو قال على الله غير الحق.
ـ قولهم بقرآن فاطمة، ونزول الوحي عليها ..!
فقد كثرت رواياتهم عن هذا القرآن المزعوم، وأن فيه من العلوم وعلم ما يكون ما ليس في كتاب الله، منها ما رواه الكليني في كتابه الكافي 1/239: عن أبي عبد الله u قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟قال: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرفٌ واحد .. ا- هـ.
وفي الكافي كذلك 1/240: عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله u يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة ؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه r دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله U، فأرسل إليها ملكاً يُسلي غمّها ويُحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين u فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين u يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً، قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ا- هـ. 
وفي الكافي كذلك 1/240: عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللهu  يقول: إن عندي الجفر الأبيض، قال: قلت فأي شيء فيه ؟ قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم u، والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، ما أزعم أن فيه قرآناً، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة، ونصف الجلدة، وربع الجلدة وأرش الخدش ا- هـ.
وفي الكافي كذلك 1/241: عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله بعضُ أصحابنا عن مصحف فاطمة ؟ قال: فسكت طويلاً ثم قال: إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله r خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرائيل u يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها، ويُطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان عليّ u يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة ا- هـ. 
وفي الكافي كذلك 1/242: عن فضيل بن سكرة قال: دخلت على أبي عبد الله u فقال: يا فضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قُبيل ؟ قال: قلت لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك الأرض إلا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه، وما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً ا- هـ.
قال الخميني في وصيته[[7]]: نحن فخورون بأن الأدعية التي تهب الحياة والتي تُسمى بالقرآن الصاعد هي من أئمتنا المعصومين.
نحن نفخر أن منا مناجاة الأئمة الشعبانية، ودعاء عرفات للحسين بن علي عليهما السلام، والصحيفة السجادية زبور آل محمد هذا، والصحيفة الفاطمية ذلك الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء المرضية ا- هـ.
ماذا يعني هذا الذي تقدم نقله عن مصحف فاطمة كما تزعم الشيعة الروافض ..؟!
يعني أن الوحي لم ينقطع عن الأرض بوفاة النبي r .. وأنه استمر بالنزول على فاطمة رضي الله عنها إلى ما بعد وفاة النبي r وطيلة حياتها بعد وفاة النبي r .. وهذا بخلاف النقل، والعقل، وإجماع الأمة ..!
ويعني أن فاطمة من أنبياء الله تعالى بدليل أنه كان يُوحى إليها من أنباء الغيب وبما سيكون .. كما كان يوحى إلى أنبياء الله .. إلى أن تشكل لديها كتاباً قوامه ثلاثة أضعاف القرآن الكريم الذي بين أيدي المسلمين .. ليس فيه حرف واحد من القرآن ..! 
ويعني أن الدين لم يكتمل بوفاة النبي r .. فلزم الحاجة إلى نزول الوحي على فاطمة .. ليوحى إليها كتاباً فيه ثلاثة أضعاف ما في القرآن الكريم .. وفيه ذكر الأوصياء من بعد النبي r، وكل ملك يحكم في الأرض .. ليس من صلب الحسن t وولده شيء ..!
ثم نسأل: ما دام مصحف فاطمة حقاً .. والجفر الذي فيه الكتب السماوية مجتمعة حقاً .. لماذا لم يُظهروه للناس .. مع مسيس الحاجة إلى ذلك .. لو كانوا صادقين؟!!  
وهذا كله من الكفر والكذب على الله تعالى، وعلى رسوله r، وعلى فاطمة الزهراء، وعلى علي، وعلى ولده أبي عبد الله الحسين .. رضي الله عنهم أجمعين.
قال تعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (الأنعام:93.
وقال تعالى:)  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً (المائدة: من الآية3.
ـ عقيدتهم في الصحابة :
فقد كثرت رواياتهم وأقوالهم التي تفيد تكفير عامة الصحابة ـ إلا بضعة أنفارٍ منهم ـ ومن تبعهم بإحسانٍ من المسلمين إلى يوم الدين ..!
فكتبهم مليئة بالحقد والطعن على أهل الإسلام، من ذلك ما رواه الكليني في الكافي 1/180: عن ابن أذينة قال: حدثنا غير واحدٍ، عن أحدهما عليهما السلام ـ تأمل هذا السند ما أقواه! ـ أنه قال: لا يكون العبد مؤمناً حتى يعرف الله، ورسوله، والأئمة كلهم، وإمام زمانه، ويرد إليه ويُسلم له ..ا- هـ.
وهذا يعني تكفير جميع أهل الإسلام؛ لأنهم لا يؤمنون بعصمة أئمتهم، ولا يردون إليهم، ولا يُسلمون لهم .. لأن الرد يكون لله ولرسوله .. والاستسلام يكون للرسول، ولحكمه، وسنته، كما قال تعالى:) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء: من الآية59.
فجعل الله تعالى من لوازم الإيمان الرد إلى الله والرسول في حياته، وبعد وفاته r يكون الرد إلى الكتاب والسنة الثابتة عن النبي r .. وليس إلى الأئمة كما تزعم الشيعة ..!
وقال تعالى:) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء:65. فنصت الآية على أن التسليم ـ الملزم للجميع من دون استثناء ـ يكون لحكم النبي r الذي لا ينطق عن الهوى .. وليس للأئمة أو لغيرهم الذي يحتمل حالهم الخطأ والصواب ..!
ثم إن من أئمتهم من لا وجود له في الحياة البتة، كإمامهم الثاني عشر محمد بن حسن العسكري، والملقب بالمهدي .. حيث يزعمون أنه دخل سرداب سامراء .. منذ أكثر من ألف سنة .. وأنه الآن حي يُرزق .. وأنه خارج يوماً من الأيام .. وإلى الساعة لم يخرج!
هذا المهدي الذي لم يوجد .. ولم يقدر الله له أن يولد .. حيث لم يُعرف لأبيه الحسن العسكري ـ إمامهم الحادي عشر ـ ولد يعقبه .. ومع ذلك تراهم ينسجون حوله القصص والأساطير الخرافية .. ويجعلون من لا يؤمن به، وبعصمته، وبخروجه .. وأنه يعلم ما كان وما سيكون .. فهو كافر وليس بمؤمن .. بل لشدة غلوهم فيه جعلوا من يذكره باسمه كافراً؛ لأنه فوق وأجل من أن يُخاطب باسمه ..!!
كما في الكافي 1/332: قال أبو الحسن العسكري u: إنكم لا ترون شخصه ـ أي عن ولده المهدي صاحب السرداب! ـ ولا يحل لكم ذكر اسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه ا- هـ. 
وفي الكافي 1/333: عن أبي عبد الله u قال: صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر ا- هـ.
وهذا يعني أن هذا المجهول الذي لا وجود له .. أعظم وأعلى قدراً من النبي r .. لأن نبينا r كان يُخاطب باسمه .. ويُذكر باسمه الشريف .. وما عُد ذلك انتقاصاً من قدره صلوات الله وسلامه عليه!
وفي الكافي 1/187: عن أبي عبد الله u قال: من عرفنا كان مؤمناً، ومن أنكرنا كان كافراً ا- هـ.
وفي الكافي كذلك 1/215: عن أبي جعفر u قال: قال رسول الله r: أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون في الناس فيُكذبون، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم .. ا- هـ.
والذين ظلموا علياً بزعمهم .. وحالوا بينه وبين الولاية .. هم كبار الصحابة: أبو بكر، وعمر، وعثمان .. وكل من شايعهم ورضي بخلافتهم وإمامتهم من المسلمين .. رضي الله عنهم أجمعين .. هؤلاء هم المعنيون من قولهم:" ويظلمهم أئمة الكفر والضلال ومن شايعهم .." والذي ينسبونه زوراً وكذباً إلى رسول الله r ..!!
أتريد تكفيراً للصحابة والتابعين لهم بإحسان أصرح من هذا التكفير .. لعلنا نجد؟!! 
في الكافي 1/223: عن الرضا u قال: وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم، نحن النجباء النُجاة، ونحن أبناء الأوصياء .. ا- هـ.
فليس على ملة الإسلام غيرهم .. فأين الصحابة .. وباقي المسلمين الذين لم يدخلوا في شيعتهم .. فإنهم ليسوا بمسلمين .. ولا هم على ملة الإسلام .. كما أفاد منطوق النص!!
وفي الكافي 1/ عن أبي عبد الله قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يُزكيهم، ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً ا- هـ.
فهذان الصنفان ليس لهما في الإسلام نصيب .. والذي يزعم أن لهما في الإسلام نصيباً .. فهذا كذلك لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكيه، وله عذاب أليم .. وهذا من لوازمه تكفير جميع المسلمين!!
وفي الكافي 1/411: عن أبي عبد الله u قال: سأله رجل عن القائم ـ أي مهديهم المنتظر ـ يُسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟ قال: لا، ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين u ـ أي علي بن أبي طالب t ـ لم يُسمَّ به أحدٌ قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر ا- هـ.
ومعلوم للجميع أن الذين تسموا قبل علي t بأمير المؤمنين هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان .. رضي الله عنهم أجمعين .. فهؤلاء بنص قولهم كفار ..!!
وهو يعني كذلك تكفير جميع حكام المسلمين الذين جاءوا بعد علي t .. لأنهم كانوا يُنادون باسم أمير المؤمنين ..! 
وفي الكافي 1/420: عن أبي عبد الله u في قول الله U:" إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لن تُقبل توبتهم "[[8]] قال: نزلت في فلان، وفلان، وفلان آمنوا بالنبي r في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية، حين قال النبي r: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين u، ثم كفروا حيث مضى رسول الله r فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء ا- هـ.
قلت: واضح أنهم يقصدون من قولهم: فلان، وفلان، وفلان .. أبا بكر، وعمر، وعثمان الذين اخذوا البيعة لهم ممن كان قد بايع لعلي بن أبي طالب .. كما زعموا .. فهؤلاء هم المعنيون من قولهم بأنهم ازدادوا كفراً .. وأنهم لم يبق فيهم من الإيمان شيء ..!!
أتريد أيها القارئ تصريحاً بتكفير كبار صحابة رسول الله .. أكثر من ذلك ؟!! 
       في الكافي 1/426: عن أبي عبد الله u في قوله تعالى:) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ( قال: ذاك حمزة، وجعفر، وعبيدة، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود، وعمار[[9]] هدوا إلى أمير المؤمنين u.
       وقوله تعالى:) حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ( يعني أمير المؤمنين. ) وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ( الأول، والثاني، والثالث ا- هـ.
       ففسروا الكفر والفسوق والعصيان بالأول، والثاني، والثالث، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان .. رضي الله عنهم أجمعين .. فتأمل الكفر والزندقة في التحريف والتأويل!
       وفي الكافي 1/300: عن أبي جعفر u قال: لما حضر الحسن بن علي عليهما السلام الوفاة قال للحسين u: اعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والناس صنيعها وعداوتها لله ولرسوله، وعداوتها لنا أهل البيت[[10]]، فلما قبض الحسن u ... ذهب ذو العوينين إلى عائشة فقال لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوا مع النبي r، فخرجت مبادرة على بغل بسرج، فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجاً، فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين u: قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله r وأدخلت عليه بيته من لا يُحب قربه، وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة ا- هـ.
       هكذا انقلبت أحب الخلق إلى قلب نبينا r ـ كما هو ثابت في الحديث الصحيح ـ إلى عدوة لله ولرسوله، ولأهل البيت .. في عرف وأحقاد الشيعة الروافض .. حاشى الحسن والحسين رضي الله عنهما أن يصدر عنهما مثل هذا الطعن والسب .. في أحب خلق الله إلى قلب نبينا r!!
       أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما بسندهما عن عمرو بن العاص، أن النبي r بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحبُّ إليك ؟ قال r:" عائشة " فقلت: من الرجال: قال r:" أبوها ".
       فإن قيل: هذا الذي نقلته لنا قديم والشيعة المعاصرون لا يقولون به ..!
       نقول لهم: انظروا إذاً ماذا يقول آيتهم وحجتهم العظمى قائد الثورة الشيعية في إيران الخميني في كتابه المنشور والمشهور " كشف الأسرار " ..!
       يقول هذا الحقود المفتون: إن الله منزه بالطبع عن الاستهانة بالعدل
والتوحيد، ومن هنا فإن عليه أن يضع أسساً لثبات هذه المبادئ من بعد النبي حتى لا يترك الناس حائرين في أمرهم، وحتى لا يجعلهم يقعون فريسة حفنة من الانتهازيين المتربصين ا- هـ.
       قلت: هنا لم يكتف هذا الحقود الخبيث بأن وصف الصحابة بأنهم حفنة من الانتهازيين .. بل تمادى به طغيانه ليعلم الله تعالى ما يجب عليه أن يفعله من وضع للأسس والمبادئ التي تؤكد على حقوق الأوصياء والأئمة من بعد النبي r ..!!
       ثم قال: إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخاً للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويُجلس يزيداً ومعاوية، وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه ا- هـ.
       قلت: يقرر هنا هذا الخبيث الحقود: أن إمارة الصحابة من غير الأوصياء هو هدم للعبادة، والعدالة والدين .. وأنه لا يعبد الإله الذي يشاء إمارة الصحابة من غير الأوصياء .. ولا يقوم بتقرير مصير الأمة في بيان من يحكمها من الأوصياء والأئمة بعد النبي r .. فهذا الرب I لا يعبده الخميني .. ولا يعرفه .. فأي ربٍّ إذاً تعبد يا خميني أنت وشيعتك الضالة .. ألكم ربٌّ خاص بكم وبعقائدكم الباطلة لا يعرفه الناس .. ولا يعرفه النبي r ولا أصحابه الكرام؟!!
       ثم نلاحظ من أسلوب هذا الخبيث أنه يُقحم اسم يزيد مع معاوية، وعثمان، وأبو بكر وعمر وغيرهم من أصحاب رسول الله r .. ليجد لنفسه وشيعته مستساغاً في الطعن والغمز .. وذلك إن رُد عليه قيل للراد أنت تدافع عن يزيد .. وأنت إذاً مع يزيد ضد الحسين .. وإن سكت حتى لا يُقال له ذلك .. وحتى لا يُفهم أنه مع يزيد ضد الحسين .. مر الطعن بمجموع الصحابة من دون أن يُعقب عليه .. وبذلك يكون قد تحقق مراده ومراد أمثاله من كتّاب الشيعة الروافض .. فهذا أسلوب خبيث لا بد من التنبه إليه!!
       ثم قال هذا الخبيث الحقود: إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الله، وما حللاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي r وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين ..!!
       وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من مخالفتهما الصريحة للقرآن؛ لنثبت بأنهما كانا يخالفان ذلك، وأنه كان هناك من يؤيدهما ...!!
       نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن، لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كانت أمراً هيناً، ونؤكد أنهم كانوا سيخالفون القرآن أيضاً فيما إذا كان قد تحدث بصراحة عن الإمامة ... والرسول الذي كد وجد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم، واغمض عينيه، وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية، والنابعة من أعمال الكفر والزندقة، والمخالفة لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم[[11]] .. ا- هـ.  
       وقد بلغ من استهانة الخميني بالصحابة رضي الله عنهم أنه فضّل شعبه الضال على من كان مع النبي r من الصحابة، حيث قال في وصيته: إنني أدعي بجرأة أن شعب إيران وجماهيره المليونية في العصر الحاضر أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله r .. ذلك الحجاز الذي كان المسلمون أيضاً فيه في عهد رسول الله r لا يُطيعونه، ويتذرعون بمختلف الذرائع حتى لا يتوجهون إلى الجبهة، فوبخهم الله بآيات في سورة التوبة، وتوعدهم بالعذاب .. ولقد كذبوا عليه r إلى حد أنه لعنهم على المنبر حسب ما روي ... ا- هـ. 
       وهكذا ما من كتاب لهذا الخبيث إلا وتجد فيه تكفير للصحابة والطعن الصريح بهم .. وفيما تقدم من نقولات عنه وعن أسلافه يكفي لإثبات الدليل على ما ننسب لهم من مزالق وخصال كفرية تخرجهم من الملة .. لأن غرضنا هنا ـ كما ذكرنا أكثر من مرة ـ إثبات الدليل على ما نرميهم به .. وليس إحصاء آثارهم في كل ما نرميهم به .. فهذا مالا طاقة لنا به .. فجمعه يحتاج إلى عشرات المجلدات .. والقارئ بغنى عنها .. تكفيه منها بعض النقولات التي تعرفه على حقيقة القوم وأين هم من دين الله!!
       قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 28/477: والرافضة كفّرت أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعامة المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكفروا جماهير أمة محمد r من المتقدمين والمتأخرين.
       فيكفرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين، والأنصار العدالة، أو ترضى عنهم كما رضي الله عنهم، أو يستغفر لهم كما أمر الله بالاستغفار لهم، ولهذا يكفرون أعلام الملة: مثل سعيد بن المسيب، وأبي مسلم الخولاني، وأويس القرني، وعطاء بن أبي رباح، وإبراهيم النخعي، ومثل مالك والأوزاعي، وأبي حنيفة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، والثوري، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وفضيل بن عياض، وأبي سليمان الدارني، ومعروف الكرخي، والحنيد بن محمد، وسهل ابن عبد الله التستري، وغير هؤلاء، ويستحلون دماء من خرج عنهم، ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور ..!
       وقال 28/481: وأكثر محققيهم ـ عندهم ـ يرون أن أبا بكر وعمر، وأكثر المهاجرين والأنصار، وأزواج النبي r: مثل عائشة، وحفصة، وسائر أئمة المسلمين وعامتهم ما آمنوا بالله طرفة عين .. ا- هـ.
       هؤلاء هم الشيعة الروافض الذين يطالب المغفلون من أبناء السنة بالتوحد معهم ضد أعداء الأمة .. وكأن الشيعة الروافض يخرجون عن كونهم من أعداء الأمة ؟! 
       فإن قيل أين الدليل على كفر من كفّر الصحابة ..؟!
       أقول: الأدلة على كفر من كفّر الصحابة كثيرة أو فسقهم، وضللهم كثيرة، نذكر منها قوله تعالى:) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (التوبة:65-66.
       فهؤلاء كفروا بعد إيمانهم بسبب أنهم طعنوا في الصحابة فقالوا عنهم:" ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ـ يعني أصحاب محمد r ـ أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء " فأنزل الله تعالى فيهم وبسببهم الآيات الآنفة الذكر. 
       فإن قيل: أين يكمن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله .. وهم قد اقتصر استهزاؤهم على الصحابة فقط ؟!
       أقول: لما أثنى الله تعالى خيراً على أصحاب النبي r ورضي عنهم، وأنزل في ذلك آيات بينات .. وكذلك الرسول r قد أثنى عليهم خيراً .. لما كان ذلك .. عُد الاستهزاء بالصحابة هو استهزاء بالله تعالى الذي زكاهم ورضي عنهم .. واستهزاء بالآيات التي نزلت في الثناء عليهم بالخير .. واستهزاء بالنبي r الذي أثنى على أصحابه خيراً.
       ومن الأدلة كذلك على كفر من كفّر الصحابة، أن تكفيرهم يتضمن تكذيبًا وردًا لقوله تعالى:) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة:100.
فأثبت الله تعالى رضاه عن المهاجرين والأنصار .. والتابعين لهم بإحسان .. والله تعالى إذ يرضى عن أحدٍ فهو I يرضى عنه لاستقامته، وسلامة دينه واعتقاده. 
وكذلك قوله تعالى:) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (الفتح:18. والمؤمنون الذين بايعوا النبي r تحت الشجرة كانوا أكثر من ألف وأربعمائة رجل وامرأة.
فالله تعالى يصفهم بأنهم مؤمنون .. وأنه تعالى قد رضي عنهم .. والشيعة الروافض .. يقولون: لا، هم كفار .. وليسوا بمؤمنين .. وهذا عين الكفر والتكذيب لما أنزل الله!
وكذلك تكفيرهم والطعن بهم يتضمن تكذيباً لقوله تعالى:) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (آل عمران: من الآية110. وأولى الناس دخولاً في الخيرية الواردة في هذه الآية الكريمة هم أصحاب محمدٍ r ..! 
بينما الشيعة الروافض يقولون: لا .. هم كفار .. وهم شر الأمم .. وقد تقدم معنا كلام الحقود الجهول الخميني عندما جزم بأن شعبه الضال الذي انتشرت فيه أمراض الإيدز .. وشرب المخدرات .. أفضل من الصحابة الذين كانوا في الحجاز مع النبي r ..؟!! 
وكذلك فإن تكفيرهم يتضمن التكذيب والرد لقوله تعالى:) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح:29.
ونحن نسأل: من الذين كانوا مع النبي r .. والمعنيين من هذه الآية الكريمة التي تصفهم بكل خصال الخير .. أليس هم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ..؟!!
كما أن الآية الكريمة أفادت بأن الله تعالى يُغيظ بالصحابة الذين كفروا .. وأنه لا يغتاظ منهم إلا كل حقود كفار .. فليمت الشيعة الروافض في غيظهم وحقدهم الذي لم تنطفئ ناره منذ أكثر من ألف عام .. ولا يُطفئ نار حقدهم وغيظهم إلا نار جهنم إن شاء الله[[12]].
وكذلك تكفيرهم لأبي بكر الصديق t يتضمن التكذيب والرد لقوله تعالى:) إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:40.
من هو صاحبه المعني في هذه الآية الكريمة والذي كان مع النبي r في الغار .. وهما في طريقهما للهجرة إلى المدينة .. والذي يقول له النبي r ) لا تحزن إن الله معنا ( .. أليس هو أبا بكر الصديق t ..؟!
أمثل هذا الصحابي الجليل الذي شرفه الله تعالى بصحبة نبيه r وخصه من بين جميع الناس لهذا الشرف العظيم .. ليكون صاحباً وأنيساً للنبي r وهو في طريقه مهاجراً إلى المدينة المنورة .. أمثل هذا يجوز الطعن بدينه وأمانته ..؟!!
أليس لكم عقول تتفكرون بها ..؟!!  
ثم أننا نسأل: هل الشيعة الروافض يطعنون بالصحابة ويكفرونهم ومن تابعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .. لذواتهم .. وأمور دنيوية .. أم لدينهم وعقيدتهم ومواقفهم ..؟!!
فإن قالوا: لذواتهم وأمور دنيوية شخصية .. كذبوا .. وظاهر حالهم وكذلك نصوصهم يكذب ذلك .. كما أنه يستحيل أن يتحقق الخلاف الشخصي أو الدنيوي مع جميع الصحابة .. وجميع من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين!!
وإن قالوا: لدينهم، وعقيدتهم، ومواقفهم .. وجهادهم ..صدقوا .. لكنهم بذلك يكونون قد كفروا .. لأنهم جعلوا الدين الذي ارتضاه الله منهم كفراً .. والإسلام الذي ارتضاه الله ورسوله منهم .. كفراً وضلالاً .. والإيمان الذي وصفهم الله به كفراً .. وهذا عين التكذيب والكفر والضلال .. وتكفيرهم يحور عليهم كما ورد ذلك في أحاديث عدة، فقد صح عن النبي r كما في الصحيحين وغيرهما أنه قال:" أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم، ص590: من سبهم ـ أي الصحابة ـ سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يُحمل
كلام من لم يكفرهم من أهل العلم.
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفراً، أو أنهم فسّقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عليهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وان هذه الآية التي هي:) كنتم خير أمة أخرجت للناس ( وخيرها هو القرن الأول، وكان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمون أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمم هم شرارها، وكفر هذا مما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام ا- هـ.
وقال القاضي عياض في الشفا 2/610: وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة، وتكفير الصحابة، فهؤلاء كفروا من وجوه؛ لأنهم أبطلوا الشريعة بأسرها، إذ انقطع نقلها ونقل القرآن، إذ ناقلوه كفرة على زعمهم ا- هـ.
 ـ من عقيدتهم إهانة أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:
يقول محمد الباقر المجلسي في حق اليقين  : " وعقيدتنا (الشيعة) في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم).
وهذا واضح في إهانة عائشة وحفصة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم مع غيرهن، والله سبحانه وتعالى يقول عنهن "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" الآية....
ويقول محمد الباقر المجلسي في "حياة القلوب" :
يروي ابن بابويه في –علل الشرائع- أنه قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: إذا ظهر الإمام المهدي فإنه سيحيي عائشة ويقيم عليها الحد انتقاما لفاطمة)...
وهذا في منتهى الوقاحة والبشاعة في حق الصديقة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا ندري بم نعلق على هذه الأكذوبة، إننا نكل أمر الشيعة وأعلامهم هؤلاء إلى الله الجبار القهار لينتقم منهم لحبيبه صلى الله عليه وسلم.
ويقول شيخهم مقبول أحمد في ترجمته لمعاني القرآن : "أن قائدة جيوش البصرة في وقعة الجمل عائشة قد ارتكبت فاحشة مبينة حسب هذه الآية)....
وذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج الجزء الأول ص 240 (أنه قال علي عليه السلام لعائشة أم المؤمنين: والله ما أراني إلا مطلقها... قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي) أي أنه لعلي الحق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (والعياذ بالله) أن يطلق من يشاء من زوجاته صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات. لقد اخترعت الشيعة كذبا وإفكا مثل هذه الروايات تنقيصا لمكانة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خاصة ولمكانة أمهات المؤمنين زوجاته صلى الله عليه وسلم مع أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي أثنى عليهن الله في القرآن الكريم فقال مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم في شأن أزواجه هؤلاء "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا" وقال تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" ويقول سبحانه: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء" الآية..
ونزلت في حقهن رضي الله عنهن "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" وخاصة السيدة عائشة رضي الله عنها حيث أنزل الله عز وجل آيات سورة النور في طهارتها وعفتها وكمالها. وهي صريحة في أن من يطعن فيها بالإفك ويخترع الروايات الكاذبة للطعن فيها فإنه من عصبة المنافقين، يقول الله تعالى في آخرها "يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين".
كيف يتجرأ هؤلاء الشيعة ولا يستحيون من الله ولا من عباده فيهينون أزواجه صلى الله عليه وسلم فإنه لا يرضى زوج أبدا أن يتعرض أحد لزوجته أو يطعن فيها ويذلها بأي صورة كانت بل إن الرجل الشهم ربما يتحمل ذل نفسه لسبب ما ولكن لا يمكن أن يتحمل الذل والإهانة والطعن في زوجته وأهله.
ـ عقيدة التقية وفضائلها عندهم:
ومعنى التقية عند الشيعة: الكذب المحض أو النفاق البين كما هو ظاهر من رواياتهم.
وإليك بعض هذه الروايات عن عقيدة الشيعة في التقية وفضائلها من كتبهم المعتبرة:
نقل الكليني: (عن ابن عمير الأعجمي قال: قال لي أبوعبد الله عليه السلام: يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين)
ونقل الكليني أيضا: (قال أبو جعفر عليه السلام: التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له)
ونقل الكليني أيضا: (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له)
وينقل الكليني أيضا: (عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (لا تستوي الحسنة ولا السيئة) قال: الحسنة: التقية، والسيئة: الإذاعة، وقوله عز وجل: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) قال: التي هي أحسن: التقية
حكم التقية في الإسلام
إن التقية في الإسلام أشد حرمة من أكل لحم الخنزير، إذ يجوز للمضطر أكل لحم الخنزير عند الشدة، وكذلك التقية تجوز في مثل تلك الحالة فقط فلو أن إنسانا تنزه عن أكل لحم الخنزير في حالة الاضطرار أيضا ومات فإنه آثم عند الله، وهذا بخلاف التقية فإنه إذا لم يلجأ إليها  في حالة الاضطرار ومات فإن له درجة وثوابا عند الله، فكأن رخصة أكل لحم الخنزير تنتقل إلى العزيمة لكن لا تنتقل رخصة التقية إلى العزيمة. بل إنه إن مات لدين الله ولم يحتم بالتقية فإنه سيؤجر على موته هذا أجرا عظيما والعزيمة فيها على كل حال أفضل من التقية، والتاريخ الإسلامي من تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم إيذاء المشركين وكذا الصديق وبلال وغيرهما رضي الله عنهما وشهادة سمية أم عمار وشهادة خبيب وغيرهم رضي الله عنهم كلها وإلى غير ذلك من وقائع وقصص نادرة في البطولة والعزيمة في مسيرة هذه الأمة الطويلة لخير دليل على أن العزيمة هي الأصل والأفضل والأحسن.
ـ عقيدة الرجعة:
وذكر عباس القمي في منتهى الآمال بالفارسية ما ترجمته بالعربية: قال الصادق عليه السلام "ليس منا من لا يؤمن برجعتنا ولا يقر بحل المتعة"
ونقل محمد الباقر المجلسي بالفارسية ما ترجمته بالعربية: (روى ابن بابويه في علل الشرائع عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: إذا ظهر المهدي فإنه سيحيي عائشة ويقيم عليها الحد)
ونقل مقبول أحمد الشيعي في ترجمته للقرآن بالأردوية ما ترجمته بالعربية: (روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام في تفسير القمي وتفسير العياشي أن المراد في هذه الآية من "الآخرة" الرجعة ومعنى الرجعة أنه سيأتي رسول الله والأئمة عليهم السلام وخاصة من المؤمنين وخاصة من الكفار قبل قيام الساعة إلى الدنيا، لكي يعلى الخير والإيمان، ويقضى على الكفر والعصيان)
وذكر الملا محمد الباقر المجلسي في حق اليقين كلاما طويلا بالفارسية حاصله أنه إذا ظهر المهدي عليه السلام (قبيل القيامة) فإنه سينشق جدار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويخرج أبا بكر وعمر من قبريهما فيحييهما ثم يصلبهما (والعياذ بالله).
ثم يذكر عن المهدي أيضا بالفارسية ما ترجمته بالعربية: ثم يأمر الناس أن يجتمعوا فالظلم والكفر الذي ظهر من بداية العالم إلى نهايته فإثم ذلك الظلم والكفر كله يكتب عليهما (أي أبي بكر وعمر) وما أهريق دم لآل محمد في أي زمان بل كل دم أهريق بغير حق وكل جماع حرام قد حصل وكل مال ربا أو مال حرام قد أكل وكل إثم وظلم وقع حتى ظهور المهدي فإن كل ذلك سيكون معدودا في أعمالهما
ونقل المجلسي بعده أيضا (وروى النعماني عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: لما يظهر المهدي فأول من يبايعه محمد عليه الصلاة والسلام ثم علي عليه السلام ويساعده الله بالملائكة، وروى الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضا عليه السلام أنه من علامات ظهور المهدي أن يظهر عاريا أمام الشمس وينادي مناد هذا هو أمير المؤمنين رجع ليهلك الظالمين
وهذا من أعظم أكاذيب الشيعة مخالف لما عليه الدين الإسلامي والإسلام وجميع الأديان السماوية مجمعة على أن الإنسان يعمل في هذه الدنيا ثم يموت ثم يحشر أمام الله يوم القيامة وهناك سيحاسبه الله عن أعماله ولكن الشيعة يريدون افتراء وكذبا أن ينصبوا المهدي في مقام المحاسب للخلق، هذه الروايات مع كونها باطلة فإنها إهانة عظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث جعلوهما يبايعان المهدي الذي سيكون من ولدهما، ثم كون المهدي يظهر عاريا ليس عليه ثياب؟ وأما عن الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وما أظهر لهما من البغضاء والشحناء لا يحتاج إلى تعليق فإنه خلاف النقل والعقل فكيف يعقل أن يحمل شخص أوزار الذين قبله، "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".
ـ عقيدتهم في أئمتهم :
فقد غالى الشيعة الروافض في أئمتهم الاثنى عشر غلواً حملهم على أن يرفعوهم إلى درجة تعلو وتفوق درجة الأنبياء والرسل .. وأن يجعلوا منهم آلهة تُعبد تمشي على الأرض .. يتحكمون بالكون وذراته .. ويعلمون ما كان وما سيكون .. وما أكثر أقوالهم، ونصوصهم، ورواياتهم الدالة على ذلك، نذكر منها للتدليل التالي:
روى الكليني في الكافي 1/192: عن سدير، عن أبي جعفر u قال: قلت له: جُعلت فداك ما أنتم ؟ قال: نحن خزّان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض ا- هـ.
فتأمل: فهم الخزان الذين انتهى إليهم علم الله .. وأحاطوا به واستحوذوا عليه .. وهم حجة على العباد .. تعلو حجة القرآن الكريم .. وحجة الأنبياء والرسل .. وحجة آيات السماوات والأرض، والجبال .. والبحار .. وغيرها من الآيات العظام التي أودعها في خلقه الدالة على وحدانية الله تعالى ..؟!!
قال تعالى:) قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ (الأنعام: من الآية50. وقال تعالى:) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (الطور:37.      وفي الكافي كذلك 1/193: الأوصياء هم أبواب الله U التي يؤتى منها، ولولاهم ما عُرف الله U، وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه ا- هـ.
قلت: أين دور الأنبياء والرسل .. وما القيمة من إرسالهم إذا كان الله تعالى يُعرف بغيرهم .. وهو I لا يُمكن أن يُعرف إلا بهؤلاء الغير .. والحجة كذلك على العباد تقوم بغيرهم ..؟! 
وفي الكافي كذلك 1/196: عن أبي عبد الله u قال: ما جاء به علي u آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد r، ولمحمد r الفضل على جميع من خلق الله U، المتعقب عليه ـ أي على علي ـ في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله .
 كان أمير المؤمنين u باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لأئمة الهدى واحداً بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا ـ أي عصا موسى! ـ ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح، والرسل بمثل ما أقروا به لمحمدٍ r، ولقد حُمّلت على مثل حمولته؛ وهي حمولة الرب .. ولقد أُعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي: علمت المنايا والبلايا، والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني، أبشر بإذن الله وأؤدي عنه، كل ذلك من الله مكنني فيه بعلمه ا- هـ.
قلت: كل عبارة من عبارات هذا الحديث ـ المفترى على علي t ـ كفر أكبر .. وبطلانها بائنٌ لعوام المسلمين فضلاً عن خاصتهم ..!
تأمل قولهم: فضل علي كفضل النبي r .. والنبي أفضل خلق الله .. أي أن علياً أفضل خلق الله كالنبي r .. وهذا يعني أنه أفضل من جميع الأنبياء والرسل والملائكة المقربين .. وهذا الذي لعلي .. هو لجميع الأئمة والأوصياء واحداً بعد واحد ..!!
ثم بعد أن قرروا المساواة في الفضل بين النبي r وبين علي t .. أثبتوا في آخر الحديث ما انفرد به علي بن أبي طالب وامتاز به عن نبينا وجميع الأنبياء والرسل، وهو أنه أعطي خصالاً لم يُسبق إليها من أحد، وهي: علم الغيب .. علم المنايا .. والبلايا .. لم يغب عنه علم ما فاته ولا ما غاب عنه .. ولا يخفى عليه شيء .. والعلم بالغيب بما كان وبما سيكون من أخص خصائص الله تعالى وحده، كما قال تعالى:) وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (الأنعام:59.
وقال تعالى آمراً نبيه:) قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (الأنعام:50. فإذا كان النبي r ينفي عن نفسه علم الغيب فكيف يرتضونه لأوصيائهم ..؟! 
وقال تعالى:) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف:188.
وقال تعالى:) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (هود:49. أفادت الآية الكريمة بأن تلك الأنباء لم يكن يعلمها النبي r من قبل ولا قومه .. وعلي بن أبي طالب من قومه .. فكيف يُقال عنه أنه يعلم ما فاته وسبقه، وأنه لم يعزب عنه ما غاب عنه ؟!!
قال تعالى:) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (مريم:78.
وقال تعالى:) قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (النمل:65. وقال تعالى:) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (النجم:35.
وقال تعالى:) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ( الجن:26-27. وعلي ليس برسول .. وكذلك أئمتهم وأوصيائهم .. ليسوا برسل ..!
ثم نسأل: إذا كان علي t يعلم ما فات وما غاب .. ويعلم المنايا والبلايا .. فما حاجته لأن يكتب مصحف فاطمة عن الملك ..؟!!
وفي الكافي كذلك1/199: من حديث طويل عن الرضا u قال: هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم، إن الإمامة أجلُّ قدراً وأعظم شأناً، وأعلا مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يُقيموا إماماً باختيارهم ..!
إن الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، إن الإمامة خلافة الله، وخلافة الرسول، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين ...!
الإمام المطهر من الذنوب، والمبرأ من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يُعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل، ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضّل الوهاب!
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبّاء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء، عن وصف شأنٍ من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير
   الإمام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة .. فهو معصوم مؤيد، موفَّقٌ مُسدد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه .. ا- هـ.
قلت: الذي ليس له مثل ولا نظير .. هو الله تعالى وحده .. وليس الإمام!!
والذي لا يُحيطون به علماً .. هو الله تعالى وحده .. وليس الإمام .. قال تعالى عن نفسه سبحانه:) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11. وقال تعالى:) وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (طـه: من الآية110.
وفي الكافي كذلك 1/223: قال رجل لأبي جعفر u: يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين ؟ فقال أبو جعفر u: اسمعوا ما يقول ؟! إن الله يفتح مسامع من يشاء، إني حدثته أن الله جمع لمحمدٍ r علم النبيين، وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين u، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين ؟! ا- هـ.
قلت: من قبل احتجنا للقياس لكي نثبت لك زعمهم الباطل بأن علياً والأوصياء أفضل وأعلم من الأنبياء والرسل .. وهنا جاء التصريح بذلك صراحة .. ما يغنينا عن القياس ..!
وفي الكافي 1/223: عن الرضا u قال: نحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا، والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان، وحقيقة النفاق ..ا- هـ.
فعلم الغيب .. وعلم المنايا والبلايا ليس مقصوراً على علي بن أبي طالب إنما هو كذلك تتصف به بقية الأئمة والأوصياء ..!
وفي الكافي كذلك 1/261: كان المفضل عند أبي عبد الله u فقال له المفضل: جُعلت فداك، يفرض الله طاعة عبد على العباد، ويحجب عنه خبر السماء ؟ قال: لا، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباح مساء ا- هـ.
وفي الكافي 1/394: عن أبي الحسن u قال: ما من ملك يُهبطه الله في أمر ما يُهبطه إلا بدأ بالإمام، فعرض ذلك عليه، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر ا- هـ. أي إلى محمد بن حسن العسكري .. مهديهم المنتظر!!
وفي الكافي 1/398: عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله u: بما تحكمون إذا حكمتم ؟ قال: بحكم الله وحكم داود، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا، تلقانا به روح القدس ا- هـ.
وفي الكافي 1/398: عن جعيد الهمداني، عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: سألته بأي حكم تحكمون ؟ قال: حكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقانا به روح القدس ا- هـ.  
فهم يقررون خروج الأئمة عن شريعة محمد r وحكمهم بشريعة داود .. وهذا الذي يجمعهم مع اليهود ضد أهل الإسلام .. كما أن الوحي لم ينقطع بوفاة النبي r .. فهو مستمر في النزول على الأئمة الأوصياء بعد رسول الله r.. وهذا هو جبرائيل u يتلقى الأئمة في كل ما يُشكل عليهم ويُعييهم .. وهذا يعني بكل وضوح وجلاء أن النبوة لم تنقطع بوفاة النبي r .. وهي مستمرة في الأوصياء .. وأن جبرائيل مستمر في الهبوط عليهم بأمر السماء .. وهذا عين التكذيب والكفر البواح، قال تعالى:) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (الأحزاب:40.     ومن تدليس وخبث القوم أنك تراهم يقولون لك: نحن لا نثبت النبوة للأئمة .. وبنفس الوقت يثبتون لهم خصائص وصفات النبوة والأنبياء ..!!
تراهم يقولون لك: نحن لا نقول بأن الأئمة آلهة تُعبد .. وبنفس الوقت يصرفون لهم العبادة من دون الله .. ويصفونهم بأوصاف وخصائص .. لا تليق إلا بالله U وحده ..!! 
وفي الكافي 1/258: عن أبي عبد الله u قال: إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك ا- هـ.
وفي رواية أخرى 1/257 عنه: ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك ا- هـ.
فإرادة الله تعالى ومشيئته لا تتخلف عن إرادة ومشيئة الإمام .. فإذا أراد الإمام شيئاً وشاءه .. فلا بد لله U أن يجيب الإمام على ما شاء وأراد .. وأن يشاء ما شاءه الإمام .. وهذا عين شرك المشيئة والإرادة .. والعياذ بالله!
إلى هنا فإن هذا الذي نقلناه لك أيها القارئ هو عبارة عن قطر .. وإليك الآن الغيث الذي تقشعر منه الأبدان .. ورجاؤنا منك أن تصـبر،
وتستغفر، وتدعو للقوم بالهداية!
في الكافي 1/239: عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله u فقلت له: جُعلت فداك إني أسألك عن مسألة، ههنا أحد يسمع كلامي ؟ قال: فرفع أبو عبد الله u ستراً بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك، قال: قلت: جُعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله r علم علياً u باباً يفتح له منه ألف باب ؟ فقال: يا أبا محمد علم رسول الله r علياً u ألف باب يُفتح له من كل باب ألف باب، قال: قلت هذا والله العلم، قال: فنكت ساعة في الأرض ثم قال: إنه العلم وما هو بذاك!
قال: ثم قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟! قال: قلت جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله r وإملائه من فلق فيه وخط عليّ بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاجه الناس إليه حتى الأرش في الخدش .. قلت: هذا والله العلم، قال: إنه العلم وليس بذاك!
ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر، قال: قلت وما الجفر ؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال: قلت: إن هذا هو العلم، قال: إنه العلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟! قال: قلت وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحدٌ، قال: قلت هذا والله العلم، قال: إنه لعلم وما هو بذاك!
ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة! قال: قلت: جُعلت فداك هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلمٌ وليس بذاك!!
قال: جُعلت فداك فأي شيء العلم ؟! قال: ما يحدث بالليل والنهار، والأمر من بعد الأمر، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة !! ا- هـ.  
قلت: ها قد جاءك الغيث أيها القارئ الذي وعدناك به .. فأي كفر يعلو هذا الكفر .. وأي شرك يعلو هذا الشرك ..؟!!
لماذا لا يقولون صراحة أن الإمام هو الله .. والعياذ بالله .. وينتهي الأمر .. وتتضح نوايا ومرامي القوم ..؟!
فإذا عرفت ذلك أيها القارئ لا تعجب عندما تعلم عن النصيرية وغيرهم من الغلاة الباطنيين أفراخ الشيعة الروافض .. عندما يقولون صراحة: بأن علياً هو الله ..!
الفرق بين النصيرية الغلاة وغيرهم من الباطنيين الغلاة .. وبين الشيعة الروافض .. أن الغلاة قالوا صراحة بألوهية وربوبية الأئمة .. وأن علياً هو الله .. بينما الشيعة الروافض ـ الجماعة الأم للباطنيين الغلاة! ـ قالوها بطريقة ملتوية .. وعلى خوف وتقية واستحياء .. تمكنهم من التملص والرجوع عند حصول المكاشفة والمحاسبة ..! 
النصوص التي تفيد وتدل على غلو الشيعة الروافض بأئمتهم هي أكثر من أن تُجمع في مجلد مستقل .. ونحن غرضنا هنا ـ كما ذكرنا آنفاً ـ الاستدلال على ما نقوله ونقرره .. إلزاماً للحجة .. وليس إحصاء لكل ما قيل فيما نقرره!
  فإن قيل: هذا الذي ذكرته .. إنما هو مسطور في كتب الشيعة القديمة  وهي ليست حجة على الأجيال المعاصرة من الشيعة الروافض  كما لا تدل على أن الشيعة المعاصرين يقولون ويعتقدون بما جاء فيها ..!
  أقول: هذا الاعتراض مردود من أصله .. لأن الشيعة الروافض إلى يومنا هذا لا يزالون يحيون هذه المعاني الباطلة الكفرية بين أبنائهم وأتباعهم .. ويتبنونها .. وينشرونها في كتبهم ومؤلفاتهم .. وللتدليل على ذلك نذكر لكم بعض ما قاله قائد الثورة الشيعية الإيرانية .. آيتهم وحجتهم " الخميني "!! 
قال هذا المفتون في كتابه المنشور والمشهور " الحكومة الإسلامية ": فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
       وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم r والأئمة ( ع ) كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله .. وقد ورد عنهم ( ع ): إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل، ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء عليها السلام ..! 
  نحن نعلم أن أوامر الأئمة تختلف عن أوامر غيرهم، وعلى مذهبنا فإن جميع الأوامر الصادرة عن الأئمة في حياتهم نافذة المفعول، وواجبة الاتباع حتى بعد وفاتهم ..!
       وقد قلت سابقاً إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر وإلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها .. ا- هـ.
       أتريدون غلواً بالأئمة أصرح من هذا الغلو: الإمام تخضع لولايته وسيطرته جميع ذرات الكون .. وهذا لا ولن يكون إلا لله U وحده..!
       وللإمـام ـ بموجب الروايات التي يعتقد بها الخميني ـ مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل .. فالأنبياء والرسل دون الأئمة .. وهذا من الكفر البواح بلا خلاف!
       والإمام كذلك كلامه ككلام الله تعالى نافذ القبول وواجب الاتباع .. وفي كل زمان .. فنحن على مذهب الخميني أمام قرآن جديد .. ومصاحف جديدة .. امتدادها على عدد امتداد كلام الأئمة طيلة حياتهم .. لأن كلامهم ـ كما يقول الخميني ـ له من القدسية ما للقرآن .. وهو واجب الاتباع كما أن القرآن واجب الاتباع ..!!
وهذا عين الكفر البواح، قال تعالى:) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (البقرة:165.
وقال تعالى:) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ . تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ . إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (الشعراء:96-98. أي نسويكم برب العالمين في الطاعة والمحبة والتحاكم .. وبغير ذلك من الخصائص والصفات التي لا تليق إلا بجناب الله تعالى وحده. 
 وقال تعالى:) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة: من الآية31. وهذه الآية الكريمة تصدق في الشيعة الروافض كما تصدق في اليهود والنصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وذلك عندما أطاعوهم في كل ما يصدر عنهم ..!
فانظر على سبيل المثال ما رواه الكليني في الكافي 1/186: عن أبي عبد الله u قال: أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة ا- هـ. أي كما أن الرسل يُطاعون لأنهم يبلغون عن الله ما أمرهم .. كذلك تجب طاعة أئمتهم ..!!
وفي الكافي 1/187: عن الرضا u: الناس عبيد لنا في الطاعة، موالٍ لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب ا- هـ.
قلت: هي نفس الربوبية التي صرفها اليهود والنصارى لأحبارهم ورهبانهم .. والتي ألزمهم بها الأحبار والرهبان .. والمعنية من قوله تعالى:) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة:31. وقوله تعالى:) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران:64. 
  بل قد بلغ من غلو الشيعة الروافض في أئمتهم أن جعلوا لمن يتناول أبوال وخِراء أئمتهم الجنة .. وحرموا عليه النار!
  قال آيتهم وحجتهم العظمى الآخوند ملا زين العابدين الكلبايكاني في كتابه " أنوار الولاية " ص440: فليس في بول المعصومين ودمائهم وأبوالهم وغائطهم استخباث وقذارة يوجب الاجتناب في الصلاة ونحوها كما هو معنى النجاسة، ولا نتن في بولهم وغائطهم بل هما كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب له الجنة ا- هـ!!
  اتقوا الله يا أيتها الشيعة الروافض .. أترون أن الله تعالى قد ابتعث محمداً r ليخرج الناس من عبادة العباد، وعبادة الطواغيت والأوثان ليدخلهم في دينٍ يزين لهم فيه أكل خِراء الأئمة .. وشرب أبوالهم ..؟!!
 ألهذا الحد خفت عقولكم .. وهانت عليكم أنفسكم .. ؟!!
 أهذا هو التكريم الذي تفهمونه من قول الله تعالى في كتابه الكريم:) وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء:70.
 أين عقلاؤكم .. أليس فيكم رجل رشيد ..؟!! 
ـ عقيدتهم في السنة :
لا أظن أننا بحاجة إلى إثبات إنكارهم وجحودهم للسنة الثابتة عن النبي r بالسند الصحيح .. فجميع أقوالهم وكتبهم، ونصوصهم تدل على ذلك .. فمذهبهم قائم على الهدم والرفض .. وعلى تصديق الكذب وتكذيب الصدق .. بل إن شعر شعرائهم الملاحدة خير عندهم مما ثبت عن النبي r في صحيحي البخاري ومسلم!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 28/481: ومع هذا يردون ـ أي الشيعة الروافض ـ أحاديث النبي r الثابتة المتواترة عنه عند أهل العلم مثل أحاديث البخاري ومسلم، ويرون أن شعر شعراء الرافضة: مثل الحميري، وكوشيار الديلمي، وعمارة اليمني خير من أحاديث البخاري ومسلم، وقد رأينا في كتبهم من الكذب والافتراء على النبي r وصحابته، وقرابته أكثر مما رأينا من الكذب في كتب أهل الكتاب من التوراة والإنجيل.
وقال 28/479: ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة، فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذباً ولا أكثر تصديقاً للكذب، وتكذيباً للصدق منهم .. ا- هـ.
  فرواية حدثني الحمار عن أبيه، عن جده .. الواردة في كتبهم .. أصدق عندهم مما هو ثابت بالسند الصحيح ـ على أصول أهل الحديث من علماء الجرح والتعديل ـ في صحيحي البخاري ومسلم، وللتدليل على صحة ذلك نقتصر على ذكر الرواية التي رواها الكليني ـ كذباً وزوراً ـ في الكافي 1/237: عن علي بن أبي طالب قال: روي أن أمير المؤمنين u قال: إن ذلك الحمار كلم رسول الله r فقال: بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني عن أبيه، عن جده، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ا- هـ.
  فلم يجدوا غير الحمار يفدي النبي r بأبيه وأمه .. وهذا من الطعن والاستخفاف بقدر النبي r .. الذي يجب أن يُفدى بكل غالٍ وعزيز ونفيس!
  وهو يعني أن ما بين الحمار الذي حدث النبي r والحمار الذي تكلم عنه نوح u أربعمائة سنة على تقدير أن الحمار منهم قد عمّر مائة سنة .. وهذا يعني أن بين نوح u ومحمد r ليس أكثر من أربعمائة سنة ..!!
 وهو يعني كذلك أن الحمير تعرف أنسابها .. وأنساب آبائها .. وأجدادها .. وتحافظ عليها .. كما هو الحال عند البشر من بني آدم!!
  لكن نعود فنقول: الذنب والعتب ليس على الحمير .. ولكن على من يروي ويصدق روايات الحمير .. ويصحح سند الحمير ..!
  قال الخميني قائد الثورة الشيعية في إيران في وصيته: نحن فخورون أن كتاب نهج البلاغة الذي هو بعد القرآن أعظم دستور للحياة المادية والمعنوية، وأسمى كتاب لتحرير البشر، وتعاليمه المعنوية والحكومية أرقى نهج للحياة، هو من إمامنا المعصوم ا- هـ.
  ويقول حسين الأعلمي الرافضي في مقدمته على نهج البلاغة الذي ينسبونه زوراً وكذباً لعلي بن أبي طالب t: فإننا لا نعدو الحق إذا قلنا مع القائلين: كلام عليّ دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ا- هـ. 
  وسؤالنا: أين ذهبوا بكلام ومكانة سنة نبينا r ..؟!!
  فإذا كان كلام علي فوق كلام المخلوق .. وأعظم وأرقى دستور للحياة .. فأين يكون موضع كلام سيد الخلق محمد r .. وأين تكون سنته الثابتة عنه r ..؟!!
  جوابهم بكل وقاحة ووضوح: أنه دون كلام علي بن أبي طالب t .. ودون نهج البلاغة .. حاشى علي أن يقبل لنفسه مثل هذه الفرية العظيمة .. ووالله لو سمعها منهم لقطع عليها رؤوسهم .. وفصلها عن الرقاب!!
  قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (الحجرات:2. فإذا كان رفع الصوت فوق صوت النبي r مؤداه لحبوط العمل وخروج صاحبه من ملة الإسلام .. فكيف بمن يرفع شخصاً فوق شخص النبي r .. أو حكماً أو كلاماً .. فوق حكم وكلام النبي r .. لا شك أنه أولى بالكفر، والخروج من الإسلام، وأن يحبط عمله. 
  مع التنبيه أن هذا نهج البلاغة ـ الذي يُعتبر أصح كتبهم وأرقاها ـ لا يصح عن علي ابن أبي طالب؛ فإن ما بين كاتبه وراقمه الشريف الرضي المتوفى في محرم سنة أربع وأربعمائة للهجرة .. وبين علي بن أبي طالب أكثر من خمسين وثلاثمائة سنة .. فكيف يقول: قال علي .. وهو لم يسمع من علي .. ولم ير علياً .. ولم يُعاصر علياً .. وبينه وبين علي أكثر من " 350 " سنة .. وليس بينه وبين علي سند ؟!! 
ولو صحت الروايات بمثل هذا السند .. لجاز لكل واحد منا أن يؤلف كتاباً ثم ينسبه لمن يشاء من الصحابة أو التابعين ..!!
ثم إذا كان أصح كتبهم وأرقاها، وأعظمها .. هذا هو سنده .. فكيف بما دونه من كتبهم ومراجعهم .. لا شك أنها أوهى وأضعف سنداً ومتناً ..!!
فإن قيل: أين الدليل على كفر من ردّ السنة الثابتة عن النبي r وأنكرها ..؟!
أقول: قد أرسل الله تعالى رسله لتطاع بإذن الله، كما قال تعالى:) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ (النساء: من الآية64. فالغاية من إرسال الرسل أن تُطاع فيما تأمر وتنهى، وتُخبر عن الله U .. فمن رد على الرسول ما أمر به أو نهى عنه .. أو سوغ لنفسه الإعراض  عن سنته وحكمه فقد كفر، كما قال تعالى:)  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور: من الآية63. والفتنة هنا يُراد منها الكفر والشرك .. وهذا فيمن يخالف أمره إلى أمر غيره .. فكيف بمن يرد مطلق أمره وسنته .. بدافع الهوى والجهل والحقد .. لا شك أنه أولى في الوقوع في الفتنة والشرك.
وقال تعالى:) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء:65.
فعلق الإيمان بتحكيم النبي r .. وتحكيم النبي r بعد وفاته يكون بالرد إلى سنته r ..!
ونحوه قوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59. فبين أن من لوازم الإيمان رد النزاعات إلى الله والرسول .. والرد إلى الرسول بعد وفاته يكون بالرد إلى سنته وأقواله r .. فمن رد سنته .. وابطل العمل بها .. لزمه بالضرورة .. أن لا يرد إليه النزاع .. وأن لا يتحاكم إليه وإلى سنته r ..!
وكذلك قوله تعالى:) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران:31. واتباع النبي r بعد وفاته يكون باتباع سنته r .. فمن لم يتبع سنته r .. لبطلانها عنده أو لأي سبب كان .. دل على انتفاء المحبة لله من قلبه .. إذ أن المحبة تكون على قدر الاقتداء والمتابعة للرسول r.. كما أن انتفاء المحبة يكون على قدر انتفاء المتابعة .. فكل منهما لازم وملزوم للآخر .. ولا تنتفي مطلق المحبة إلا عن كل مبغضٍ كافر عنيد!
فإن قيل: الشيعة الروافض يردون سنة النبي r .. لا لأنها سنة ثابتة عن النبي r .. بل لأنها لا تصح عندهم ..؟!
أقول: هذا عين الجهل والكذب والتلفيق .. فهم لم يردوا السنة لعدم ثبوتها عندهم بعدما ناقشوا أسانيدها ومتونها على أصول وضوابط علم الحديث والجرح والتعديل .. فهم من أبعد الناس عن هذا العلم العظيم .. وإنما ردوها لأنها لا تنسجم مع أصولهم الباطلة الفاسدة .. فالضابط عندهم لقبول الرواية أو ردها: هو ما وافق أصولهم الباطلة الفاسدة أو عارضها .. فكل رواية توافق أصولهم الفاسدة أو يمكن تجييرها لخدمة وترويج أصولهم فهي عندهم صحيحة يحتجون بها وإن كانت موضوعة مكذوبة .. وكل رواية تخالف أصولهم الفاسدة .. أو كانت توافق أصول أهل السنة والجماعة فهي عندهم ضعيفة وموضوعة .. بغض النظر عن السند والرواة وعدالتهم ..!
إضافة إلى ذلك فإن رواة الحديث ونقلة العلم النبوي الشريف .. هم
كفار عند الشيعة الروافض كما تقدم .. وهذه العقيدة الفاسدة الخبيثة ألزمتهم برد رواياتهم وما نقلوه عن النبي r  .. رغم صحة وثبوت ما نقلوه .. فالبدعة تدل على البدعة .. والخطيئة تدل على أختها .. والسيئة تدل على غيرها وما هو أكبر منها ..!
فقولهم بالإمامة، والأئمة، والأوصياء، والعصمة .. كان سبباً ملحاً لقولهم بكفر من خالفهم في ذلك من أهل الإسلام .. وقولهم بكفر أهل الإسلام: الصحابة والتابعين لهم بإحسان .. كان سبباً قوياً حملهم على القول بتحريف القرآن .. ورد السنة .. إذ أن نقلة الشريعة في زعمهم ـ كما تقدم ـ كفار .. لا يؤخذ منهم دين ولا يُقبل منهم نقل .. والقول بتحريف القرآن، وبطلان السنة .. مؤداه إلى هدم أركان الشريعة والدين!! 
فالسيئة تدل على أختها .. والذنب يدل على ما بعده .. ويُعد من لوازمه .. والتكذيب بشيء يحملهم على التكذيب بشيء آخر .. كما أن تصديق الكذب يحمل صاحبه على تكذيب الصدق .. هذا الذي حملهم على رد السنة الثابتة عن النبي r .. ومن كان كذلك لا يجوز أن يُقال عنه ما يمكن أن يُقال في عالم من علماء الأمة رد حديثاً خطأً لعدم ثبوت صحته عنده بعد إعمال النظر في قواعد وعلوم الحديث الشريف .. وبالتالي فهم لا يُعذرون كما يمكن أن يُعذر هذا العالم .. فتنبه لذلك!
ثم إن الذي يرد الحديث .. بسبب إعمال قواعد وعلوم الحديث .. تراه يرد حديثاً أو عشرة أو أكثر أو أقل .. لكنه لا يرد كتب الحديث برمتها وكأنها لم تكن .. والتي تحتوي على عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية الصحيحة .. كما هو صنيع الشيعة الروافض مع كتب الحديث الحاوية لسنن النبي المصطفى r ..؟!! 
ـ عقيدة المتعة وفضائلها عندهم :
 ـ ذكر فتح الله الكاشاني في تفسيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين عليه السلام، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام، ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي ابن أبي طالب عليه السلام، ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي"
ـ وذكر الكاشاني أيضا: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ومن خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجدع"
 ـ  ونقل الكاشاني في تفسيره أيضا بالفارسية وترجمته بالعربية: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
جاءني جبريل بهدية من ربي وتلك الهدية متعة النساء المؤمنات ولم يهد الله هذه الهدية إلى أحد قبلي من الأنبياء...اعلموا أن المتعة خصني الله بها لشرفي على جميع الأنبياء السابقين، ومن تمتع مرة في عمره صار من أهل الجنة... وإذا اجتمع المتمتع والمتمتعة في مكان معا ينزل عليهما ملك يحرسهما إلى أن يفترقا، ولو تكلما بينهما فكلامهما يكون ذكرا وتسبيحا، وإذا أخذ أحدهما بيد الآخر تقاطر من أصابعهما الذنوب والخطايا، وإذا قبل أحدهما الآخر كتب لهما بكل قبلة أجر الحج والعمرة، ويكتب في جماعهما بكل شهوة ولذة حسنة كالجبال الشامخات، وإذا اشتغلا بالغسل وتقاطر الماء خلق الله تعالى بكل قطرة من ذلك الماء ملكايسبح الله ويقدسه وثواب تسبيحه وتقديسه يكتب لهما إلى يوم القيامة
يا علي الذي يظن أن هذه السنة (المتعة) خفيفة وضعيفة ولا يحبها فهو ليس من شيعتي وأنا بريء منه...
قال جبريل عليه السلام يا محمد صلى الله عليه وسلم الدرهم الذي يصرفه المؤمن في المتعة أفضل عند الله من ألف درهم أنفقت في غير المتعة.يا محمد في الجنة جماعة من الحور العين خلقها الله لأهل المتعة.
يا محمد إذا عقد المؤمن من المؤمنة عقد المتعة فلا يقوم من مكانه إلاوقد غفر الله له ويغفر للمؤمنة أيضا....".
ـ روى عن الصادق عليه السلام بأن المتعة من ديني ودين آبائي فالذي يعمل بها يعمل بديننا والذي ينكرها ينكر ديننا بل إنه يدين بغير ديننا. وولد المتعة أفضل من ولد الزوجة الدائمة ومنكر المتعة كافر مرتد.
 وذكر صاحب منتهى الآمال بالفارسية، وترجمته بالعربية: وروي أيضا عن الصادق عليه السلام أنه قال: ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا وقد خلق الله تعالى سبعين ملكا من كل قطرة ماء يتقاطر من جسده ليستغفر له إلى يوم القيامة ويلعن على من يجتنب منه حتى تقوم الساعة .
ثالثًا : موالاتهم لأعداء الإسلام ومناصرتهم على أمة التوحيد :
لشدة حقد الشيعة الروافض على الإسلام وأهله .. فإنهم كانوا ولا يزالون يختارون الوقوف مع أعداء الأمة من الكفرة والمشركين على الإسلام وأهله، وهذه حقيقة مسلمة مُشاهدة لا تحتاج منا لمزيد عناء لكي نثبت صحتها وواقعيتها ..!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى بعد أن ذكر تكفيرهم لأهل الإسلام: ولهذا السبب يُعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين؛ فيعاونون التتار على الجمهور، وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيزخان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب ونهب الصالحية، وغير ذلك بخبثهم ومكرهم لما دخل فيه من توزر منهم للمسلمين وغير من توزر منهم!
وبهذا السبب نهبوا عسكر المسلمين لما مر عليهم وقت انصرافه إلى مصر في النوبة الأولى، وبهذا السبب يقطعون الطرقات على المسلمين، وبهذا السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والإفرنج على المسلمين، والكآبة الشديدة بانتصار الإسلام ما ظهر، وكذلك لما فتح المسلمون الساحل ـ عكة وغيرها ـ ظهر فيهم من الانتصار للنصارى وتقديمهم على المسلمين ما قد سمعه الناس منهم، وكل هذا الذي وصفت بعض أمورهم، وإلا فالأمر أعظم من ذلك .. وهم يوالون اليهود والنصارى والمشركين على المسلمين، وهذه من شيم المنافقين ..!
وهم يُقاتلون لعصبية شر من عصبية ذوي الأنساب؛ وهي العصبية للدين الفاسد، فإن في قلوبهم من الغل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم، وصالحيهم وغير صالحيهم ما ليس في قلب أحد، وأعظم عبادتهم عندهم لعن المسلمين من أولياء الله مستقدمهم ومستأخرهم، وأمثلهم عندهم الذي لا يلعن ولا يستغفر!
       وهؤلاء أشد الناس حرصاً على تفريق جماعة المسلمين .. من أعظم أصولهم عندهم التكفير واللعن والسب لخيار ولاة الأمور: كالخلفاء الراشدين، والعلماء المسلمين، ومشائخهم؛ لاعتقادهم أن كل من لم يؤمن بالإمام المعصوم الذي لا وجود له فما آمن بالله ورسوله.
       إلى أن قال: والرافضة تحب التتار ودولتهم؛ لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل بدولة المسلمين. والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقصة ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم الناس.
       وكذلك في الحروب التي بين المسلمين وبين النصارى بسواحل الشام فقد عرف أهل الخبرة أن الرافضة تكون مع النصارى على المسلمين، وأنهم عاونوهم على أخذ البلاد لما جاء التتار، وعزَّ على الروافض فتح مكة وغيرها من السواحل، وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الروافض، وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيداً ومسرة عند الرافضة[[13]] ..ا- هـ.
       وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان ( 1/287 )،عن نصير الدين الطوسي الذي تظاهر بالرفض والانتساب لأهل بيت النبي r .. وأبطن الكفر والإلحاد: ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة، النصير الطوسي، وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة[[14]]، والقضاة، والفقهاء، والمحدثين، واستبقى الفلاسفة، والمنجمين، والطبائعيين، والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد، والرُّبط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرب Y ..ا- هـ.
       أقول: بعد أن عرفت ذلك فانظر ماذا يقول الخميني قائد الثورة الشيعية في إيران، في كتابه الحكومة الإسلامية، عن نصير الشرك والإلحاد " نصير الطوسي ": ومثل هذا الفراغ والثلم لا يحدث بفقدي أنا أو مثلي ممن يقبع في زاوية بيته، وإنما يحدث بفقد الإمام الحسين u والأئمة من بعده، ويشعر الناس بالخسارة أيضاً بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي والعلامة وأضرابهم ممن قدم خدمات جليلة للإسلام!
       وقال: وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين، فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام وللمسلمين مثل دخول علي بن يقطين، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله[[15]]ا- هـ. 
       بعد أن تعرفت على بعض أفعال نصير الشرك والإلحاد " نصير الطوسي " التي أشار إليها ابن القيم أعلاه .. أصبحت تدرك ما الذي يريد ويقصده الخميني الحقود عندما قال عن سلفه " الطوسي " بأنه ممن قدم خدمات جليلة للإسلام .. وأن ما قدمه نصر حقيقي للإسلام والمسلمين .. وأصبحت تدرك كذلك نوعية هذه الخدمات الجليلة التي يُثني عليها الخميني ..!!
       فإن قيل: هذا تاريخ .. وشيعة اليوم لا يتحملون مسؤوليته ؟!
       أقول: لا يسأل هذا السؤال أو يعترض هذا الاعتراض إلا كل جاهل مغفل، أعمى البصر والبصيرة، يعيش في غير زمانه .. وفي كوكب آخر! 
       الشيعة الروافض ـ الاثنى عشرية ـ في كل يوم يعطون دليلاً آخر على عمالتهم وخيانتهم للأمة .. وأنهم مع أهل الشرك والإلحاد ضد الإسلام والمسلمين ..!!
       من قبل وإلى الساعة: وقفوا ظاهراً وباطناً مع النظام البعثي النصيري الطائفي الحاكم في سورية ضد أبنائها من المسلمين .. وضد الحركة الجهادية الإسلامية التي نهضت للتغيير .. والسبب يعرفه الجميع: وهو أن المسلمين في سورية ليسوا من الشيعة الروافض .. وليسوا من المغرمين بهذه الفرقة المارقة ..!
       وفي جهاد الشعب المسلم الأفغاني الطويل والمرير .. ضد روسيا .. كانت الشيعة الروافض ـ في داخل أفغانستان وخارجها ـ مع الروس الملحدين ضد المجاهدين الأفغان .. وكانوا عيناً للشيوعيين الملحدين على المسلمين من أهل البلد ..!
       وهاهم اليوم يقفون كالثعالب الماكرة مع الأمريكان وغيرهم من دول الكفر الذين غزوا أرض أفغانستان .. يشاركونهم هجمتهم الصليبية الشرسة على الإسلام والمسلمين .. إلى أن تحقق مرادهم  المتمثل في إسقاط دولة طالبان الإسلامية ..!
وما أخبار قبائل " الهزارة " الشيعية في أفغانستان .. وما فعلته من جرائم بحق المسلمين وحريمهم .. عن مسامع الناس ببعيدة ..!
       وكذلك موقفهم من قضية الشيشان .. فهم مع الروس الكفرة ضد المجاهدين المسلمين في الشيشان .. فرغم ما حصل من جرائم بشعة بحق ذلك الشعب المسلم على أيدي جنود الروس .. لم نسمع لدولة الروافض في إيران تقول كلمة تنديد واحدة فيما يفعله المجرمون الروس بحق المسلمين المستضعفين هناك .. بل نجد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها قائمة بين الدولتين والشعبين .. وهي في تنامٍ وتطور وازدياد!
       ومن قبل في البوسنة والهرسك .. رغم المجازر الجماعية البشعة التي ارتكبها صليبيو الصرب بحق أطفال ونساء وشيوخ المسلمين هناك .. رغم كل ذلك .. لم نر لدولة الشيعة الروافض في إيران موقفاً ـ يتناسب مع مكانتها كدولة ـ ينددون فيه تلك الجرائم .. أو يخففون به من مصاب العباد هناك .. وسبب ذلك يعرفه الجميع: وهو أن تلك الدماء المسفوكة في البوسنة والهرسك كانت دماء سنية .. تترضى عن الصحابة .. وأمهات المؤمنين ..!!
       وهاهم في زماننا تآمروا مع الأمريكان وغيرهم في غزو العراق .. وقتل شعب العراق .. وتدمير قدرات واقتصاد العراق .. تحت زعم ومبرر إسقاط طاغية العراق!
       أضف إلى ذلك اضطهادهم كطائفة حاكمة في إيران ـ المعروف والمشهور ـ لأهل السنة في البلاد الذين يتجاوز تعدادهم عشرة ملايين نسمة .. ومع ذلك يُمنعون من بناء مسجد لهم في مدينة طهران عاصمة إيران .. يترضون فيه على الصحابة الكرام! 
 هذا غير سياسة القتل والاغتيالات .. والتصفيات .. والتمييز .. الـتي
ينتهجونها مع كوادر وشيوخ أهل السنة هناك[[16]]..!!
وهكذا ما من مؤامرة تُحاك على الإسلام وأهله .. أو جريمة تُمارس بحق الإسلام وأهله .. إلا وتجد لهذه الطائفة المارقة يداً فيها .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
       نعم قد يمدون يد العون لبعض المسلمين .. ولكن بالقطَّارة .. وذلك عندما يتوقعون احتمال تشيع هذا البعض .. أو إمكانية أن يتحول هذا البعض ـ في مرحلة من المراحل ـ إلى بوق أو أداة فاعلة يعملون على نشر مذهبهم الشيعي الضال الخبيث بين عوام المسلمين ..!
       فإن قيل: أين الدليل الذي يوجب كفر من ظاهر الكافرين المشركين على المؤمنين المسلمين ..؟!
       أقول: الأدلة على كفر من ظاهر المشركين على المسلمين كثيرة منها، قوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (المائدة:51. 
       وقوله تعالى:) لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ (آل عمران: من الآية28.
وقوله تعالى:) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ
أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (المائدة:81.
وقوله تعالى:) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (الأنفال:73.
وقوله تعالى:) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (الكهف:102. وغيرها كثير من الآيات التي تفيد كفر من ظاهر الكافرين على المسلمين.  
رابعًا : وقوعهم في الشرك الأكبر .
ومما يُعرفون به كذلك التوجه بالصلاة إلى القبور .. وطلب العون والغوث والمدد من الأموات .. واجتماعهم على قبورهم المنتشرة في إيران، والعراق وغيرها من الأمصار أكبر شاهد على ذلك ..!
فهم من أشد الناس عبادة للقبور وتعظيماً لها .. وترغيباً بشد الرحال إليها والعكوف عندها .. لاعتقادهم أن ساكنيها من الأموات يملكون القدرة على إغاثتهم، والاستجابة لهم .. وهذا عين الشرك والكفر!
وجميع الناس يعلم عنهم تلك الأدعية التي يرفعونها في كل مناسبة واجتماع كقولهم:" يا حسين المدد .. أغثنا يا حسين " مع اعترافهم وتقريرهم بأن الدعاء عبادة كما في الكافي للكليني 2/467: عن أبي عبد الله u قال: فإن الدعاء هو العبادة ا- هـ. ومع ذلك تراهم يجوزون التوجه بالدعاء للمخلوق .. وللقبور!!
قال الخميني في كتابه كشف الأسرار، ص49: فطلب الحاجة من الحجر أو الصخر ليس شركاًً، وإن يكن عملاً باطلاً، ثم إننا نطلب المدد من الأرواح المقدسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القدرة ا- هـ. أي ممن منحهم الله تعالى القدرة على التأثير .. وعلى إجابة المضطر إذا دعاهم .. وهذا عين الكفر والشرك .. والتكذيب للتنزيل!
ومما استدل به الخميني على جواز تشييد القبور وشد الرحال إليها، والعكوف عندها ..  تلك الرواية الملفقة عن النبي r أنه قال لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن إن الله جعل قبرك وقبور أولادك بقعة من بقاع الجنة، وصحناً من صحونها، وإن الله أدخل في قلوب المختارين من خلقه حبكم، وجعلهم يتحملون الأذى والذل من أجلكم، ويقومون بإعادة بناء قبوركم، ويأتون لزيارتكم تقرباً إلى الله، وزُلفى إلى رسوله، وهؤلاء مشمولون بشفاعتي .. يا علي إن من يبني قبوركم يصيبه ثواب سبعين حجة غير حجة الإسلام، وتُمحى خطاياه ويُصبح كمن ولدته أمه، إنني أبشرك بذلك، وبشر أنت محبيك بهذه النعمة التي لم ترها عين، ولم تسمع بها أذن، ولم تطرأ على بال أحد، إلا أن هناك توافه من الناس يلومون زائري قبوركم، كما يلومون المرأة الزانية، إن هؤلاء هم أشرار أمتي، والله لا يشملهم بشفاعتي ..[[17]]ا- هـ.
       أقول: ما أسهل الكذب على الله وعلى رسوله، وعلى آل رسوله r .. عند الشيعة الروافض .. فقد ثبت عن علي t ـ كما في الحديث الصحيح ـ أنه كان يرسل أمراء الجند ويقول لأحدهم:" ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ". فكيف بمن هذه سيرته مع القبور المشرفة .. يقبل بما نُسب إليه في رواية الخميني الملفقة على رسول الله r وعلى علي بن أبي طالب t .. سواء؟!!
       قال شيخ الإسلام ابن تيمية عنهم: ويشبهون النصارى في الغلو في البشر والعبادات المبتدعة، وفي الشرك، وغير ذلك.
       ومع هذا يُعطلون المساجد التي أمر الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه، فلا يقيمون فيها جمعة ولا جماعة، ويبنون على القبور المكذوبة وغير المكذوبة مساجد يتخذونها مشاهد، وقد لعن رسول الله r من اتخذ المساجد على القبور، ونهى أمته عن ذلك، وقال قبل أن يموت بخمس:" إن كان من قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك ". ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات، حتى إن من مشائخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله، ووصف حالهم يطول[[18]]ا- هـ. 
       فإن قيل: أين الدليل على كفر من يتوجه بالدعاء أو أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق ..؟!
       أقول: الأدلة على كفره كثيرة منها، قوله تعالى:) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (يونس:18. وعبادتهم لهم هنا كانت في الدعاء ..! 
وقال تعالى:) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ( الزمر:3.
وقال تعالى:) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (يونس:106.
وقال تعالى:) فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (الشعراء:213.
وقال تعالى:) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأنعام:17.
وقال تعالى:) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ ( يّـس:23.
وقال تعالى:) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (النمل:62. أي أإله مع الله يجيب المضطر إذا دعاه .. ويكشف السوء عنه ..؟!! 
وغيرها كثير من الآيات التي تفيد كفر من توجه بالدعاء أو أي نوع من أنواع العبادة للمخلوق. 
خامسًا : التقريب بين السنة والشيعة الروافض وهم وخيال .
لم يعد يخفى على متابع موقف جماعة الإخوان - هداهم الله - من الشيعة ، حيث لا زال كثيرٌ منهم يسير وراء سراب إمكانية " التقريب " بين الشيعة وأهل السنة والجماعة ، وهو أمرٌ لا أبالغ إن قلت إنه من المستحيلات . فهل يُتصور أن تتقارب مع قوم لا يؤمنون بقرآنك ، ويعتقدون أنه محرف ومنقوص ؟ ولا يؤمنون بسنتك ، ويرونها من الأكاذيب ؟ فأي أرضية تجمعك معهم بعد هذا ؟ هذا ما يدين الله به كل عاقل لا تستخفه أوهام التقريب الموجودة في الأذهان ، ولكنها مستحيلة على الواقع ، وهذا مافهمه العلامة محب الدين الخطيب - رحمه الله - الذي خبر مذهب الشيعة ، وتصدى له بقوة ، بجهود مشكورة يعرفها المهتمون بهذا المجال . وفي المقال التالي يُبين الشيخ استحالة هذا التقارب الذي توهمته جماعة الإخوان من أيام حسن البنا ، الذي - للأسف - لم يستفد من موقف الشيخ الخطيب ولا حتى الشيخ رشيد رضا في هذا الشأن ، وخالفهما جريًا وراء الوهم ؛ مما جعل المتعصبين له - إلى اليوم - يسيرون سيره ! رغم الأحداث التي بينت حقيقة الشيعة ، ورغم السنين الطويلة التي تلقوا فيها كثيرًا من الكيد الرافضي ، وهذا يرجع إلى أن البن اـ يختار كثيرًا التوسط في الأمور - مهما كان هذا التوسط ممدوحًا أو مذمومًا - ، مما أوقعه في أخطاء لا زالت الجماعة تعيشها - وتستكبر أن تُخطئه فيها ، وتقبل نُصح الناصحين . والله المستعان . قال الشيخ محب الدين الخطيب في مقاله المنشور بصحيفته الفتح ( العدد 862 ) :
كلام صريح وكلام مبهم حول خرافة التقريب بين المذاهب
  وجه أحد المسلمين - بل أحد الإخوان المسلمين- في المحلة الكبرى سؤالاً إلى مجلة الأخوان المسلمين الأسبوعية يقول لها  :
"نرجو إيضاح موقف الإخوان من مذهب التقريب بين المذاهب الإسلامية بعد أن أعلن عنه الأستاذ تقي القمي محبذاً ومتفائلاً بانضمام فضيلة المرشد العام، ثم ردّ عليه الأستاذ محب الدين الخطيب ناقداً".

فأجابت مجلة الإخوان المسلمين على ذلك في العدد 217 من سنتها السادسة بما نصه: " يرى الأستاذ محب الدين الخطيب أن التقريب بين المذاهب مستحيل، لأنها مذاهب مقررة وموضوعة على أسس ثابتة، والتقريب بينها يتطلب نقض هذه الأسس وإنشاء مذهب ثالث. ويرى أن الممكن هو العمل على التعاون في المصالح المشتركة. ويرى الإخوان أنه يجب العمل على إزالة الفوارق أو بعضها ما أمكن، وكلما قلت الاختلافات كلما أمكن التعاون والتوفيق".

وبما أن المسألة مسألة دين، والكلام في الدين يجب أن يكون صريحاً وواضحاً، فلا بد لنا أن نكون صرحاء واضحين في تفهم الغرض المقصود من "العمل على إزالة الفوارق أو بعضها ما أمكن" ، ومبدأ " أن إمكان التعاون متوقف على الإقلال من الاختلافات ، وكلما قلت الاختلافات أمكن التعاون والتوفيق".
    فنحن - معشر أهل السنة والجماعة- نرجع في أصول الدين إلى ما جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي أوحى إليه من الله، وفي السنة التي لا ينطق فيها عن الهوى ، وإنما هي من تعليم الله له ووحيه. ومضت سنة أهل السنة في فهم كتاب الله أن يتحروا ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، وما فهمه التابعون من الصحابة، وما فهمه أئمتنا الأربعة وإخوانهم الذين في طبقتهم عن شيوخهم من التابعين أو التابعين لهم بإحسان. والعقائد الإسلامية، وأصول الدين قد تلقاهما أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق: طريق التابعين عن شيوخهم من الصحابة الذين هم تلاميذ الهادي الأعظم. فكل أصل في الإسلام أو عقيدة ، مستمدة من كتاب الله بمفهومه الذي فهمه أصحاب رسول الله، أو من سنة رسول الله، منقولة بلسان أصحابه .

 والمذهب الشيعي مبني على بغض أصحاب رسول الله وشتمهم ولعنهم -يستثنون منهم عدداً قليلاً جداً- وقد بلغ بهم الحقد على أكمل خلق الله بعد رسول الله أن كذبوا على سلمان الفارسي فادعوا عليه في كتاب الوافي (2: 45) وهو من أمهات كتبهم الشرعية المعتمدة أن علي بن أبي طالب قال:" إن أول من بايع أبا بكر هو إبليس" وفيه (2: 47) أن جعفراً الصادق قال في آية ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه مجنون) نزلت في أبي بكر وعمر. ويقول شيخهم الكذوب أبو جعفر الكليني في كتابه (الكافي) 3: 325 عن آية ( إن الذين آمنوا ثم كفروا...) نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان.

هذا قول أئمتهم الأولين في صفوة البشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما علماؤهم المتأخرون ؛ فهذا علامتهم المجتهد محمد مهدي السبزواري يقول في كتاب تاريخه 4 ربيع الآخر سنة 1347 بعث به إلى السيد إبراهيم الراوي من علماء بغداد: "قلتم أدام الله ظلكم: وإذا صدق قول الشيعة في ارتداد الصحابة كلهم الذين يتجاوز عددهم مائة ألف إلا خمسة أو ستة أو سبعة -والصواب ثلاثة - فلمَ يقاتل أبو بكر أهل الردة ويردهم إلى الإسلام؟ وكفره كفر حكمي لا كفر واقعي كعبادة الوثن والصنم ؟ وقلتم وفقنا الله وإياكم: وهذا النبي مدة ثلاث وعشرين سنة يصحبه أصحاب كفار، ومدة طويلة أيضاً تصحبه زوجة كافرة لا يعلمهم ... أقول: لم يعتقد الشيعة كفر الصحابة وعائشة في حياة النبي، وإنما قالوا إنهم ارتدوا بعد النبي" !!

فإذا كان هذا اعتقاد الشيعة في الصحابة فبديهي أنهم ينكرون فهم الصحابة لأصول الدين، ويرفضون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها هؤلاء الأصحاب، ودوّنها أقطاب المحدثين من أهل السنة وفي طليعتهم الإمامان العظيمان البخاري ومسلم وسائر أصحاب الكتب الستة ومن في منـزلتهم. وتمتاز الأحاديث التي رواها أمثال هؤلاء بأن رواتها معروفون بالصدق والعلم والأمانة والتقوى ، وسائر ما تستلزمه عدالتهم في أخبارهم، وإن تفاوتوا في ذلك ، كما هو المشاهد في خيار الناس في كل زمان ومكان. وإذا توفرت هذه الصفات الطيبة في شيعي أو زيدي أو إباضي أو معتزلي فإنهم يقبلون روايته في كل شيء إلا فيما يتعلق بالمعاني التي انفردت بها نحلتهم ؛ فإنهم يجتنبونها من هذه الناحية ويقبلون سائر ما يروونه. مثال ذلك : الحسن بن صالح بن حي الثوري الهمداني وأخوه علي كانا من الشيعة الزيدية، وكانا عوناً لكل من يقوم من آل البيت بحركة أو ثورة، وفي بيتهما اختبأ عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بعد وقعة باخمرى التي قتل فيها إبراهيم بن عبدالله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان سفيان الثوري ينكر عليهما تشيعهما وافتراقهما عن الجماعة حتى في الجمعة والجهاد. ولكنهما لصلاحهما وصدقهما وتقواهما يقبل أهل السنة ما يرويانه على القاعدة التي ذكرناها، أما الشيعة الاثناعشرية فيتبرأون منهما ويذمونهما في كتبهم المعتمدة لأنهما من الشيعة الزيدية وليسا من الشيعة الاثني عشرية. وقد حصر الشيعة الاثنا عشرية تشيعهم باثني عشر رجلاً من أهل البيت لا يعترفون بغيرهم لا من الصحابة ولا من آل البيت، فكما لا يعترفون بأبي بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة لا يعترفون بالإمام زيد ولا بغيره من أعلام آل البيت. ولا يكتفون بذلك، بل يعتقدون العصمة بهؤلاء الاثني عشر، ويعتبرونهم مصدر التشريع. وأول من اخترع لهم هذه العقيدة الضالة خبيث يسميه المسلمون ( شيطان الطاق ) وتسميه الشيعة ( مؤمن آل محمد ) واسمه محمد بن علي بن النعمان الأحول. دخل الإمام زيد بن علي ( الذي يرجع إليه مذهب الزيدية ) على ابن أخيه جعفر الصادق ذات يوم فوجد عنده هذا الملعون شيطان الطاق، وكان قد بدأ يذيع عقيدة العصمة لأناس مخصوصين من آل البيت وحصر الإمامة والتشريع فيهم، فقال له الإمام زيد : يا محمد بن علي أنت تزعم أن في آل محمد إماماً مفترض الطاعة معروفاً بعينه؟ فأجابه: نعم، أبوك أدهم. قال له الإمام زيد: ويحك، وما يمنعه أن يقول لي؟ فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبرّدها ثم يلقمنيها، أفتراه كان يشفق عليّ من حرّ الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ فأجابه شيطان الطاق: كان يكره أن يقول لك فتكفر فيجب عليك من الله الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئاً لله فيك المسألة وله فيك الشفاعة !

ومن ذلك اليوم قرر الشيعة عقيدة العصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأشخاص عينوهم وجعلوهم مصدر تشريع ، ولو اقتصر الأمر على ذلك لكان هيناً، ولكنهم جاءوا برواة عن هؤلاء الاثني عشر لم يشترطوا فيهم ما اشترطه أهل السنة في الرواة من الصدق والعلم والأمانة والتقوى، ولو اشترطوا ذلك لقبلوا أمثال الإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل وشيوخهما وتلاميذهما. إن العبرة عندهم ليست للصدق والعلم والأمانة والتقوى، بل للعصبية والحب والبغض، فكل من كان أشد بغضاً لأبي بكر وعمر وسائر أصحاب رسول الله وأزواجه الطاهرات - عدا ذلك العدد القليل من الصحابة - وكان لا يسمي عائشة إلا ويكتب في جانب اسمها "الملعونة" ! فهو أوثق تشيعاً وأصدق حديثاً حتى لو عرف في حياته الشخصية بأنه أكذب الناس. وقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول "اعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا الحق بالرجال "  فلوى هؤلاء الملتوون مذهبه وعكسوا أمره ، وصاروا يعرفون الحق بالرجال، وقد بلغ من تحزّبهم وتعصبهم لأسماء عدد قليل من آل البيت أن اخترعوا لهذا العدد القليل من آل البيت مذهباً يرويه عنهم أشخاص عرفهم معاصروهم بالكذب والخبث والدس ، ولخبثهم كذبوا ودسوا على هؤلاء الاثني عشر من آل البيت ما لا علم لهم به، وقالوا: إن هذا هو المذهب الشيعي !ولو قام أساس المذهب الشيعي على شريعة مصدرها معصومون بعد النبي صلى الله عليه وسلم ويرويها عنهم كذابون امتازوا عندهم بالعصبية لأناس والبغضاء لأناس آخرين لكان ذلك أقل شراً من حكاية الرقاع التي كانوا يكتبون بها الاستفتاء في شرع الله ويدسونها ليلاً في ثقب شجرة على مقربة من السرداب الذي غاب فيه إمامهم الثاني عشر وهو صبي دون الحلم ليجيبهم عليها بزعمهم، فإذا كان الصباح وجدوا الجواب الشرعي مكتوباً عليها بخط مجهول ووسائط مجهولة ! ومثل هذه الرقاع لا يقام لها وزن في قضاء ولا في منطق ولا في عقل من عقول البشر، وهي من مصادر تشريعهم الذي يريد القمي أن يقرب بينه وبين التشريع الإسلامي الذي يعتمد على كتاب الله كما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى السنة المحمدية كما رواها الصادقون عن الصادقين عن هؤلاء الصحابة الكرام البررة المتقين.

وهذا الشاب الأنيق الذي يسمى تقي قمي جاءنا من بلاد هؤلاء، وفتح لعلمائنا وباشاواتنا نادياً في الزمالك سماه " دار التخريب بين المذاهب " ينفق فيه وعليه عن سعة، ويريد منا أن نقرب بين مذهبنا ومذهبه. مع أنه لم يقم بهذه الدعوة في بلاده ؛ لأنه لا يستطيع أن يقوم بها، ولا يجرؤ لا هو ولا غيره على الجهر بها، ولا يملك لا هو ولا أي عالم من علمائهم أن ينقض عقيدته أو يغير من مذهبه قيد شعره. وهو يعلم أنه ليس في أهل السنة رجل يجرؤ على أن يعطي لنفسه الحق بأن ينقض عقيدة من عقائد أهل السنة ولا أن يحول المسلمين عن كفرهم بكل عصمة للبشر غير عصمة الأنبياء، أو أن يزحزح أهل السنة شعره عن الاعتقاد بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل البشر بعد الأنبياء!

أنا صريح في أن من المستحيل التقريب بين مذهبين هذا أساسهما. وأسمع من يقول ينبغي "إزالة الفوارق أو بعضها ما أمكن" و"كلما قلت الاختلافات أمكن التعاون" !! ماذا يريدون أن يزيلوا من الفوارق؟

هل يريدون أن نلعن معهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات ؟ وهن أهل البيت كما سماهن الله عز وجل في سورة الأحزاب ( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )  ؟!

أم يريدون منا أن نمزق صحيحي البخاري ومسلم وبقية الكتب الستة وما في درجتها لأن ما فيها من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم رواه هؤلاء الأصحاب المغضوب عليهم من الشيعة ؟!

أم يريدون منا أن نعتقد العصمة في غير الأنبياء، وأن نتخذهم مصدر تشريع، عملاً بما اخترعه شيطان الطاق لهؤلاء الضالين، وأن نقبل من التشريع المنسوب إليهم ما رواه الكذابون المحترقون تعصباً وبغضاً لخير أمة أخرجها الله للناس ، وإذا كانت إزالة الفوارق من جانبنا في هذه الأمور مستحيلة ؛ لأن الإسلام نفسه يتغير بها، فأشد منها استحالة أن يتحول شيعي عن شيعيته إلا بالرياء والتقية لدسيسة ينويها أو مكيدة يدبرها. لأن المذهب بني  عندهم على التشيع أي على التحزب والتعصب. وإذا كنا نحن نقبل في صفوفنا من يخالفنا على صدق وصلاح كالحسن بن صالح بن حي وهو شيعي زيدي، فإن جماعة تقي قمي لا يقبلونه على شيعيته لفرق فرعي بينه وبينهم. وهل الذي هذا موقفهم من الزيدية يمكن أن يزيلوا شيئاً من الفوارق التي بينهم وبين أهل السنة ؟! أهـ
 فأقول : لا ولن يتم التقارب بيننا وبين الروافض ـ لأننا على دين وهم على دين آخر ـ إلا في حالة واحدة : إذا تنازلوا هم عن كل معتقداتهم ومخالفاتهم للإسلام ـ ولن يفعلوا ذلك إلا تقية في بعضها لا كلها ـ وإذا تنازلنا نحن ـ أهل السنة عن ثوابتنا وديننا الذي لا يقبله الروافض .
  وبما أننا على الحق الذي لا مرية فيه فلن نتنازل عن قيد شعرة منه ، وبما أن الروافض يتدينون بما هم عليه من الباطل ولن يتركوه ، فالتقريب بيننا وبينهم وهم وخيال لا ولن يتحقق ولو في المنام ، فنقول لقادة جماعة الإخوان كفاكم تخاذلاً ، وكفاكم تضليلاً للناس ، وكفاكم تنازلاً عن ثوابت دينكم يومًا بعد يوم ، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله    

سادسًا : فتاوى العلماء المعاصرين في الشيعة الروافض

 ( تنقص الروافض لعمر الخليفة الراشد )
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم علي بن محمد المطوع المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فقد وصل إلينا كتابك المؤرخ الذي ذكرت فيه ما أجراه بعض الروافض عندكم أنهم صوروا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه صور مجسمة تجسيماً كاملاً وزينوه بلباس فاخر بحليته وعمامته ، وجعلوا له ذيلا يستهزؤن به في مجالسهم ويرقصون حواليه ، ويلعنونه ثم أتوا بولد أبو عشرين سنة وأتوا بمطوعهم ليعقدوا للولد على عمر ، ويجعلونه مثل الذين تعرفون ، ثم عثرت عليهم الشرطة فمسكتهم وأودعوا السجن وتسأل عم يجب في حقهم شرعاً ؟
الجواب : عن ما ذكرتم من هذا الأمر العظيم من فعل هؤلاء الروافض وتهجمهم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله لصحبة رسوله فقاموا معه خير قيام ، وآمنوا به ، وهاجروا وجاهدوا معه ، ونصروه وبذلوا في سبيل ذلك مهجهم وأولادهم وأوطانهم وأموالهم ، وفدوه صلى الله عليه وسلم بجميع ذلك .
قال أبو زرعة العراقي : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من الصحابة فاعلم أنه زنديق وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة فمن جرحهم فقد أراد إبطال الكتاب والسنة .
فإذا كان هذا في حق سائر الصحابة فما بالك بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي هو أفضل الصحابة وأجلهم بعد الصديق بإجماع الأمة والبراهين القاطعة والذي وردت في فضله الأحاديث الكثيرة والأخبار الشهيرة ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجا غير فجك " وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقد كان فيمن كان قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر " أي ملهمون وروى الترمذي عن أبن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " وأخرج الترمذي أيضاً عن عقبة بن عامر مرفوعا : " لو كان بعدي نبي لكان عمر " والأحاديث والآثار في هذا كثيرة معروفة .
وهؤلاء الروافض قد ارتكبوا بهذا الصنيع عدة جرائم شنيعة :
منها الاستهزاء بأفاضل الصحابة رضوان الله عليهم وسبهم ولعنهم ومنها التصوير والتصوير من كبائر الذنوب الملعون فاعلها مع أنهم لم يصوروه على خلقته رضي الله عنه بل صوروه صورة بهيمة وجعلوا له ذيلاً لتمام السخرية والاستهزاء قبحهم الله وما أعظمها وأقبحها وأفظعها وأفحشها ومنها تهجمهم عليه ووقاحتهم حتى أتوا برجل يعقدون له النكاح عليه قبحهم الله وأخزاهم ، وهذا يدل على خبثهم وشدة عداوتهم للإسلام والمسلمين ، فيجب على المسلمين أن يغاروا على الأفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقوموا على هؤلاء الروافض قيام صدق لله تعالى ويحاكموهم محاكمة قوية دقيقة ، ويوقعوا عليهم الجزاء الصارم البليغ ، سواء كان القتل أو غيره حسب ما يراه الحاكم بنظره المصلحي الشرعي والمأمول من ولاة الأمور عندكم وفقهم الله وهداهم القيام حول ما ذكر بما يلزم شرعا بالضرب على هؤلاء بيد من حديد غيرة لديننا وخيار سلفنا وزجراً لمن تسول له نفسه مثل صنعهم ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلى كلمته ويذل أعداءه ويوفق ولاة الأمر لما فيه عز الإسلام والمسلمين وصلى الله علي نبينا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم
                                      [فتاوى ابن إبراهيم 13/248]

حكم أكل ذبائح من يدعون الحسن والحسين وعليا عند الشدائد .
س / إن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمراكز العراقية وهناك جماعة على مذهب الجعفرية ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم ومنهم من أكل ونقول هل يحل لنا أن نأكل منها علماً بأنهم يدعون عليا والحسن والحسين وسائر ساداتهم في الشدة والرخاء ؟
ج /  إن كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون عليا والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله لا يحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميته ولو ذكروا عليها اسم الله .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/372]
س / أنا من قبيلة تسكن في الحدود الشمالية ومختلطين نحن وقبائل من العراق ومذهبهم شيعة وثنية يعبدون قببا ويسمونها بالحسن والحسين وعلى وإذا قام أحدهم قال : يا علي يا حسين وقد خالطهم البعض من قبائلنا في النكاح في كل الأحوال وقد وعظتهم ولم يسمعوا وأنا ما عندي أعظهم بعلم ولكن إني أكره ذلك ولا أخالطهم وقد سمعت أن ذبحهم لا يؤكل وهؤلاء يأكلون ذبحهم ولم يتقيدوا ونطلب من سماحتكم توضيح الواجب نحو ما ذكرنا ؟
ج / إذا كان الواقع كما ذكرت من دعائهم عليا والحسين والحسن ونحوهم فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام فلا يحل أن نزوجهم المسلمات ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم ولا يحل لنا أن نأكل من ذبائحهم قال الله تعالى : "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مشركٍ ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين أياته للناس لعلهم يتذكرون "  .وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
(فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءج2/373)
.
س / ما هي عقيدة الشيعة بقدر الإمكان ؟
ج / الشيعة فرق كثيرة منها الغلاة وغير الغلاة فنوصيك بقراءة ما كتبه العلماء في تفصيل فرقهم وبيان عقيدة كل فرقة منهم مثل كتاب [مقالات الإسلاميين] لأبي الحسن الأشعري ، و[منهاج السنة] لشيخ الإسلام بن تيمية وكتاب [الفرق بين الفرق] لعبد القاهر البغدادي وكتاب [الملل والنحل] للشهر ستاني و [الملل والنحل] لابن حزم وكتاب [مختصر التحفة الإثنا عشرية] ونحوها ليكون لديك إلمام واسع بعقائدهم .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن بار
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/374]
س / بماذا تحكمون على الشيعة وخاصة الذين قالوا إن علياً في مرتبة النبوة وأن سيدنا جبريل غلط بنزوله على سيدنا محمد ؟
ج / الشيعة فرق كثيرة ومن قال منهم أن علياً رضي الله عنه في مرتبة النبوة وإن جبريل عليه السلام غلط فنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/376]

س / ما حكم عوام الروافض الإمامية الاثني عشرية ؟وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق .
ج / من شايع من العوام إماماً من أئمة الكفر والضلال وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغياً وعدواً حكم له بحكمهم كفراً وفسقاً قال تعالى : " يسألك الناس عن الساعة " إلى أن قال : " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " وأقرأ الآية رقم 165،166،167 من سورة البقرة والآية رقم 37،38،39، من سورة الأعراف والآية رقم 21،22 من سور سبأ والآيات قم 20 حتى 36 من سورة الصافات والآيات 47 حتى 50 من سورة غافر وغير ذلك في الكتاب والسنة كثير ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل رؤساء المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابه ولم يفرقوا بين السادة والأتباع .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/377]
س / لقد انتشر في بلاد نيجيريا حب آية الله خميني وثورته الشيعية الإيرانية في شباب المسلمين ويرى هؤلاء الشباب أنه لا يوجد لدى العالم الإسلامي دول تحكم بما أنزل الله إلا الدولة الإيرانية ولا يوجد رئيس دولة مسلم إلا آية الله خميني والآن بدأت دعوتهم تنتشر في نيجيريا لذلك نرجو منكم توضيحا كافيا عن حقيقة الشيعة الإيرانية ورئيس هذه الدول آية الله خميني وما يدعو إليه وإن شاء الله إذا وجدنا ذلك سنحاول ترجمته بلغتنا الهوسا واللغة الإنجليزية حتى نتخلص من هذه العقيدة في بلادنا لأن الجمهورية الإيرانية يرسلون للمسلمين في نيجيريا كتبا كثيرة في كل شهر فأفتونا جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم .
ج / ما زعمه هؤلاء الشبان من أنه لا يوجد في العالم الإسلامي دول تحكم بما أنزل الله إلا الدولة الإيرانية ولا يوجد رئيس دول مسلم إلا آية الله الخميني زعم باطل بل كذب وافتراء يشهد بذلك واقع الدولة الإيرانية ورئيسها عقيدة وعلما فإن الشيعية الإمامية الإثني عشرية قد نقلوا في كتبهم عن أئمتهم أن القرآن الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه عن طريق حفاظ القرآن من الصحابة محرفا بالزيادة فيه النقص منه وبتبديل بعض كلماته وجمله ، وبحذف بعض آيات وسور منه يعرف ذلك من قرأ كتاب [فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب] الذي ألفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في تحريف القرآن وأمثاله مما ألف انتصارا للرافضة ودعما لمذهبهم كـ[منهاج الكرامة] لابن المطهر كما أنهم يعرضون عن دواوين السنة الصحيحة كصحيحي البخاري ومسلم فلا يعتبرونها مرجعا لهم في الاستدلال على الأحكام عقيدة وفقهاً ولا يعتمدون عليها في تفسير القرآن الكريم وبيانه بل استحدثوا كتبا في الحديث وأصلوا لأنفسهم أصولاً غير سليمة يرجعون إليها في تمييز الضعيف في زعمهم من الصحيح وجعلوا من أصولهم الرجوع إلى أقوال الأئمة الاثني عشر المعصومين في زعمهم فمن أين يكون لديهم من علم القرآن المتواتر والسنة الصحيحة وقواعد الشريعة الثابتة وأحكامها ما يطبقون على قضايا أمتهم الإيرانية التي يحكمونها  ؟! وكيف يقال مع ذلك لا يوجد رئيس دولة مسلم إلا آية الله الخميني وهو القائل في كتابه [الحكومة الإسلامية] تحت عنوان الولاية التكوينية ص52 :
( إن للأئمة مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وأن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ) أ.هـ . إن هذا لهو الكذب الفاضح والبهتان المبين وننصحك بقراءة كتاب [مختصر التحفة الاثني عشرية] للعلامة محمود شكري الألوسي ورسالة [الخطوط العريضة] لمحب الدين الخطيب وكتاب [منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية] للعلامة الشيخ أحمد بن عبدالحليم بن تيمية وكتاب [المنتقى من منهاج السنة] للذهبي .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/380]
س/ ماذا ترون فيمن يصادق الرافضة وعند تنبيهه بخطرهم فإنه يصفهم بحسن الأخلاق وحسن الصحبة وجزاكم الله خيراً .
ج / يجب أن يبين له حقيقة هؤلاء فيجب أن يبين له ما هم عليه ومذهبهم وعداوتهم لأهل السنة يجب أن يبين له لأني أعتقد أنه لو عرف ما هم عليه وفي قلبه إيمان أنه لن يستمر على هذا الشيء فيجب أن يبين له لكن البيان يكون بطريقة صحيحه :
أولاً : يكون البيان مدعما بالأدلة المقنعة .
وثانيا : يكون هذا البيان سرياً إما أن يؤدي إليه بالمشافهة وإما بالكتابة سرا إليه فهذا هو الطريق الصحيح .
[المنـتقى للفوزان ج1/260]

س / إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم كي تقع عبادته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية والاثني عشرية مثلاً ؟
ج / على المسلم أن يتبع ما جاء عن الله ورسوله إذا كان يستطيع أخذ الأحكام بنفسه وإذا كان لا يستطيع ذلك سأل أهل العلم فيما أشكل عليه من أمر دينه ويتحرى أعلم من يتحصل عليه من أهل العلم ليسأله مشافهة أو كتابة .
ولا يجوز للمسلم أن يقلد مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية ولا أشباههم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والجهمية وغيرهم وأما انتسابه إلى بعض المذاهب الأربعة المشهور فلا حرج فيه إذا لم يتعصب للمذهب الذي انتسب إليه ولم يخالف الدليل من أجله .
[فتاوى اللجنة الدائمة ج1/153]

س / سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي ما حكم من سب صحابياً ؟
فقال الشيخ رحمه الله : " تفصيل القول في حكم من طعن في الصحابة أو سب صحابياً أن الطعن جملة كفر لكن سب صحابي بعينه كبيرة من الكبائر " .
( فتاوى عبد الرزاق عفيفي ص370)
هل يعتبر الشيعة في حكم الكفار وهل ندعوا الله أن ينصر الكفار عليهم ؟
فأجاب بقوله الكفر حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فما دل الكتاب والسنة على أنه كفر فهو كفر وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر فليس على أحد بل ولا له أن يكفر أحدا حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره .
وإذا كان من المعلوم أن لا يملك أحد أن يحلل ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله أو يوجب مالم يوجبه الله تعالى إما في الكتاب أو السنة فلا يملك أحد أن يكفر من لم يكفره الله إما في الكتاب وإما من السنة .
ولا بد في التكفير من شروط أربعة :
الأول : ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة .
الثاني : ثبوت قيامه بالمكلف .
الثالث : بلوغ الحجة .
الرابع : انتفاء مانع التكفير في حقه .
فإذا لم يثبت أن هذا القول أوالفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر لأن ذلك من القول على الله بلا علم وقد قال الله تعالى : " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " وقال : " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " .
وإذا لم يثبت قيامه بالمكلف فإنه لا يحل أن يرمى به بمجرد الظن لقوله تعالى : " ولا تقف ما ليس لك به علم " الآية ولأنه يؤدي إلى استحلال دم المعصوم بلا حق .
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " هذا لفظ مسلم .
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله وسلم يقول : " لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك " أخرجه البخاري ولمسلم معناه .
وإذا لم تبلغه الحجة فإنه لا يحكم بكفره لقوله تعالى : [ وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ] وقوله تعالى : [ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ] وقوله تعالى : [ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ] إلى قوله تعالى [ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً ] وقوله تعالى : [ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ] .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ـ يعني أمة الدعوة ـ يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "
لكن إن كان لم تبلغه الحجة لا يدين بدين الإسلام فإنه لا يعامل في الدنيا معاملة المسلم وأما في الآخرة فأصح الأقوال فيه أن أمره إلى الله تعالى .
وإذا تمت هذه الشروط الثلاثة أعني ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة وأنه قام بالمكلف ، وأن المكلف قد بلغته الحجة ولكن وجد مانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع
فمن موانع التكفير :
الإكراه فإذا أكره على الكفر فكفر وكان قلبه مطمئنا بالإيمان لم يحكم بكفره لوجود المانع وهو الإكراه قال الله تعالى : [ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ] .
ومن موانع التكفير :
أن يغلق على المرء قصده فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو غير ذلك لقوله تعالى : [ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما ] .
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ خطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح "
فهذا الرجل أخطأ من شدة الفرح خطأ يخرج به عن الإسلام لكن منع من خروجه منه أن أغلق عليه قصده فلم يدر ما يقول من شدة الفرح فقصد الثناء على ربه لكنه من شدة الفرح أتى بكلمة لو قصدها لكفر .
فالواجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين حتى يعلم تحقيق شروط التكفير في حقه وانتفاء موانعه .
إذا تبين ذلك فإن الشيعة فرق شتى ذكر السفاريني في شرح عقيدته أنهم اثنتان وعشرون فرقة وعلى هذا يختلف الحكم فيهم بحسب بعدهم من السنة فكل من كان عن السنة أبعد كان إلى الضلال أقرب .
ومن فرقهم الرافضة الذي تشيعوا لأمير المؤمنين على بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم جميعا تشيعا مفرطا في الغلو لا يرضاه علي بن أبي طالب ولا غيره من أئمة الهدى كما جفوا غيره من الخلفاء جفاء مفرطا ولا سيما الخليفتان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقد قالوا فيهما شيئا لم يقله فيهما أحد من فرق الأمة .
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 3/356 من مجموع ابن قاسم :
وأصل قول الرافضة أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على عليِّ يعني الخلافة نصا قاطعا للعذر وأنه إمام معصوم ومن خالفه كفر وإن المهاجرين والأنصار كتموا  النص وكفروا بالإمام المعصوم واتبعوا أهواءهم وبدلوا الدين وغيروا  الشريعة وظلموا واعتدوا بل كفروا إلا نفرا قليلا إما بضعة عشر أو أكثر ثم يقولون إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين وقد يقولون  بل آمنوا ثم كفروا وأكثرهم يكفر من خالف قولهم ويسمون أنفسهم  المؤمنين ومن خالفهم كفارا ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق  كزندقة القرامطة والباطنية وأمثالهم  " .أ.هـ. وانظر قوله فيهم أيضا في المجموع المذكور 4/428ـ429 .
وقال في كتابه القيم : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " ص 951 تحقيق الدكتور ناصر العقل :
" والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء ولهذا كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب كالرافضة الذين هم أكذب  طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركا فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ولا أبعد عن التوحيد منهم حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها من الجماعات والجمعات ويعمرون المشاهد التي على القبور التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها " .أ.هـ.
وانظر ما كتبه محب الدين الخطيب في رسالته " الخطوط العريضة " فقد نقل عن كتاب " مفاتيح الجنان " من دعائهم ما نصه : " اللهم صل على محمد وعلى آله محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما "  قال : ويعنون بهما وبالجيت والطاغوت أبا بكر وعمر ويريدون ابنتيهما أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة رضي الله عن الجميع  .
ومن قرأ التاريخ علم أن للرافضة يداً في سقوط بغداد وانتهاء الخلافة الإسلامية فيها حيث سهلوا للتتار دخولها وقتل التتار من العامة والعلماء أمما كثيرة فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب [منهاج السنة] أنهم هم الذين سعوا في مجيء التتر إلى بغداد دار الخلافة حتى قتل الكفار - يعني التتر - من المسلمين ما لا يحصيه إلا الله تعالى من بني هاشم وغيرهم وقتلوا الخليفة العباسي وسبوا النساء الهاشميات وصبيان الهاشميين . أ.هـ. 4/592 تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم .
ومن عقيدة الرافضة : " التقية " وهي أن يظهر خلاف ما يبطن ولا شك أن هذا نوع من النفاق يغتر به من يغتر من الناس .
 والمنافقون أضر على الإسلام من ذوي الكفر الصريح ولهذا أنزل الله تعالى فيهم سورة كاملة كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ بها في صلاة الجمعة لإعلان أحوال المنافقين والتحذير منهم في أكبر جمع أسبوعي وأكثره وقال فيها عن المنافقين { هم العدو فاحذرهم }.
وأما قول السائل هل يدعو المسلم الله أن ينصر الكفار عليهم ؟
فجوابه  : أن الأولى والأجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يخذل الكافرين وينصر المؤمنين الصادقين الذي يقولون بقلوبهم وألسنتهم ما ذكر الله عنهم في قوله : { ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } ويتولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معترفين لكل واحد بفضله منزلين كل واحد منزلته من غير إفراط ولا تفريط نسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المؤمنين على الحق وأن ينصرهم على من سواهم .
[مجموع فتاوى ابن عثيمين ج3/52]


.
س / أثناء اطلاعي علي موضوعات كتاب عقد الدرر في اخبار المنتظر في بعض الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي : عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات " … ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني عليه السلام أو ما يشابهه لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ج / لا ينبغي  تخصيص علي ، رضي الله عنه بهذا اللفظ ، بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة ( رضي الله عنهم ) أو رحمه الله ، لعدم الدليل على تخصيصه بذلك وهكذا يقول بعضهم كرم الله وجهه ، فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك ، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها .
[فتاوى اسلامية ج1 ،61ـ62]

س / ما الحكم في قوم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ويقولون أن الصحابة رضي الله عنهم تآمروا عليه؟
ج / هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحا ولم يوص به وصية قاطعة ولكنه أمر بما يدل على ذلك حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه ولما ذكر له أمر الخلافة بعده قال عليه الصلاة والسلام " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ولهذا بايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم وثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان " ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم وتواترت الآثار عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول " خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ثم عمر "  وكان يقول رضي الله عنه : "  لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري "  ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة ولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة ولم يقل أن الصحابة رضي الله عنهم ظلموه وأخذوا حقه ولما توفيت فاطمة رضي الله عنها بايع الصديق بيعة ثانية تأكيدا للبيعة الأولى وإظهاراً للناس أنه مع الجماعة وليس في نفسه شيء من بيعة أبي بكر رضي الله عنهم جميعا ولما طعن عمر وجعل الأمر شورى بين ستة من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن جملتهم علي رضي الله عنه لم ينكر على عمر ذلك لا في حياته ولا بعد وفاته ولم يقل أنه أولى منهم جميعا فكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إنه أوصى لعلي بالخلافة وعلي نفسه لم يدع ذلك ولا ادعاه أحد من الصحابة له بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان واعترف بذلك علي رضي الله عنه وتعاون معهم جميعا في الجهاد والشورى وغير ذلك ثم أجمع المسلمون بعد الصحابة على ما أجمع عليه الصحابة، فلا يجوز بعد هذا لأي أحد من الناس ولا لأي طائفة لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعوا أن عليا هو الوصي وأن الخلافة التي قبله باطلة كما لا يجوز لأي أحد من الناس أن يقول إن الصحابة ظلموا عليا وأخذوا حقه بل هذا من أبطل الباطل ومن سوء الظن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
وقد نزه الله هذه الأمة المحمدية وحفظها من أن تجتمع على ضلالة ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة أنه قال : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة " فيستحيل أن تجتمع الأمة في أشرف قرونها على باطل ، وهو خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ولا يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الأخر ، كما لا يقوله من له أدنى بصيرة بحكم الإسلام .
[فتاوى إسلامية ج1 ـ 45]

س / ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هذه السؤال هل يعين علي رضي الله عنه أحدا عند المصائب ؟
ج / قتل علي رضي الله عنه ولم يعلم بتدبير قاتله ولم يستطع أن يدافع عن نفسه فكيف يدعى أنه يدفع المصائب عن غيره بعد موته وهو لم يستطع أن يدفعها عن نفسه في حياته ؟ فمن اعتقد أنه أو غيره من الأموات يجلب نفعا أو يعين عليه أو يكشف ضرا فهو مشرك لأن ذلك من اختصاص الله سبحانه فمن صرفه إلى غيره عقيدة فيه أو استعانة به فقد اتخذه إلهاً قال الله تعالى : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم } .
[فتاوى إسلامية ج 1،19ـ20]

س / ما حكم تخصيص بعضهم لعلي بقوله عليه السلام أو كرم الله وجهه ؟
ج / لا أصل لهذا التخصيص وذلك أن الأصل في الصحابة الترضي عنهم جميعا كما قال تعالى : [ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ] .
وقال تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذا يبايعونك تحت الشجرة } لذلك اصطلح أهل السنة على الترضي عن كل صحابي يجري ذكره أو يروى عنه حديث فيقال مثلا عن عمر رضي الله عنه أو عن ابن عباس رضي الله عنهما ولم يستعمل السلام فيما أعلم عند ذكر أحد منهم مع أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم كما قال تعالى : { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة } وعلى هذا فالترضي أفضل من السلام قال تعالى : { ورضوان من الله أكبر } وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول لأهل الجنة : " أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا " .
لكن اصطلح العلماء على أن السلام بختص بالأنبياء لقوله تعالى : [ وسلام علي المرسلين ] ولقوله : [ وسلام عليه يوم ولد ] ولما ورد في حق علي قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " أخذه الغلاة فيه كالرافضة ومن قاربهم فاستعملوا في حقه قولهم عليه السلام أو كرم الله وجهه ولا شك أنه أهل لذلك لكن يشركه في هذه جميع الصحابة ومن تبعهم بإحسان .
وعلى كل حال نقول أن هذا الاصطلاح إنما حدث من الغلاة في أهل البيت كالرافضة والزيدية ثم وجد ذلك في كتب أهل السنة ولعله حدث من بعض النساخ الذين قلدوهم في ذلك عن حسن ظن فليعلم ذلك والله أعلم .                                  [فتاوى في التوحيد ص37)
س / ما حكم قول المؤذن في آذانه حي على خير العمل ؟
ج / الأذان عبادة من العبادات والأصل في العبادات التوقيف وأنه لا يقال إن هذا العمل مشروع إلا بدليل من كتاب أو سنة أو إجماع والقول بأن هذه العبادة مشروعة بغير دليل شرعي قول على الله بغير علم وقد قال تعالى : [ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ] وقال تعالى : [ ولا تقف ما ليس لك به علم ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "
إذا علم ذلك فالأذان الشرعي الثابت عن رسول اله صلى الله عليه وسلم هو خمس عشر جملة هي : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله هذا هو الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يؤذن به كما ذكر ذلك أهل السنن والمسانيد إلا في أذان الصبح فإنه ثبت أن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزيد فيه بعد الحيعلة الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم واتفق الأئمة الأربعة على مشروعية ذلك لأن إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم  لهذه الكلمة من بلال يدل على مشروعية الإتيان بها وأما قول المؤذن في أذان الصبح حي على خير العمل فليس بثابت ولا عمل عليه عند أهل السنة وهذا من مبتدعات الرافضة فمن فعله ينكر عليه بقدر ما يكفي للامتناع عن الإتيان بهذه الزيادة في الأذان .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج6،95ـ96]
س / كيف يضع بعض المسلمين اسم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في الأذان والإقامة وهل فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟
ج / الأذان من العبادات والعبادات كلها توقيفية ولم يكن فيه ولا في الإقامة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على عهد خلفائه الراشدين ذكر اسم علي رضي الله عنه ولم يشرع ذلك وإنما ابتدعه الرافضة كما هو شأنهم في الابتداع وأهل السنة لا يرون ذلك بل ينكرونه على فاعليه صيانة للتشريع الإسلامي عن البدع وحفظا له منها .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج6،96]

س / من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة ، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم ؟
ج : التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة ، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ، وأنه لا يدعى معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب ، ومن عقيدة أهل السنة محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعا والترضي عنهم والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء وأن أفضلهم أبو بكر الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عن الجميع ، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما ، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة ، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها .
[مجموع فتاوى ومقالات لابن باز ج5ـ156]

 س : وهل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟
ج : لا أرى ذلك ممكنا ، بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق ، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم ، أما ما داموا مصرين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا وسب الصديق وعمر وعبادة أهل البيت كعلي – رضي الله عنه – وفاطمة والحسن والحسين ، واعتقادهم في الأئمة الاثني عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب؛ كل هذا من أبطل الباطل وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة .
[مجموع فتاوى ومقالات لابن باز ج5،157]

س / كما تعلمون في منطقتنا في المنطقة الشرقية يوجد كثير من الرافضة والشيعة فكيف يكون التعامل معهم هل نبدأهم بالسلام ؟
الجواب / عامل الشيعة بما يعاملونك أما في العبادات فإن الشيعة ينقسمون إلى أقسام إلى أكثر من واحد وعشرين قسماً  فمن كانت منهم بدعته مكفرة فإنه لا يجوز السلام عليه ومن كانت بدعته دون ذلك فينظر في المصلحة .
س/ سؤال عن الرافضة وهم عندنا ينزلون إلى الأسواق ويصلون في المساجد هل يجوز لنا أن نطردهم من المساجد ؟
الجواب / أنا لا أرى أن يطردوا من المسجد بل يتركون يصلون لعل الله أن يهديهم هم إذا دخلوا المساجد فيما أعرف يصلون مع الناس .
وإذا كانوا يصلون وحدهم خلف الجماعة ؟
إذن يمنعون من الصلاة خلف الناس ويقال صلوا مع الناس وأما طردهم من المساجد فلا أرى ذلك وإذا كانوا لا يريدون الصلاة مع الجماعة يقال لهم انتظروا إذا كنتم لا تريدون الصلاة مع الجماعة انتظروا حتى يخرج الناس من المسجد وصلوا ما في محاولة أنكم تدعوهم إلى الحق ما هو على السبيل الجماعي السبيل الجماعي يمكن لا يحصل فيه فائدة لكن تنظرون إلى المهذب منهم الذي عنده وعي وتدعونه إلى بيوتكم وتتكلمون معه بإنصاف وعدل .
[لقاء الباب المفتوح  5/27- س363]
س / فضيلة الشيخ كثرت الرافضة عندنا في السكن وأصبح لهم بعض التحرك مع الطلاب الذي يأتون من خارج البلاد يذهبون معهم إلى الأسواق ويباشرون حوائجهم ولهم بعض الأنشطة فما الحل معهم ؟
الجواب / إذا كان لهؤلاء نشاط في الدعوة إلى بدعتهم فليكن منكم نشاط أكبر في الدعوة إلى سنتكم لأن الحق إذا قام به أهله فإن الله عز وجل يقول في كتابه : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " [ سورة الأنبياء الآية 18 ] لكن كوننا نرى نشاط أهل البدع في بدعتهم ولا سيما البدع الغليظة ثم نسكت أو نقول ماذا نفعل ؟ يعتبر هذا جبنا فإذا كان لهم دعوة فلتكن دعوتكم أنتم أكبر وأعظم لأنكم على حق ومأجورون وأما أهل البدع إذا دعوا إلى بدعتهم فهم آثمون مأزورون عليهم الويل وعليهم إثم كل من دعوه إلى هذه البدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " .
فأنا أحثكم أن يكون لكم نشاط أعظم فإذا كانوا يبذلون درهما فابذلوا درهمين وإذا كانوا يأتون إلى هؤلاء في بيوتهم ويدعونهم إلى أن يأتوا إليهم في البيوت فليكن نشاطكم في هذا أكثر وأعظم .
وكما قلنا فيما سبق فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا قاعدة نمشي عليها أن نعاملهم بمثل ما يعاملونا به .(لقاء الباب المفتوح24/27- س 823)
سابعًا : نصيحة لأهل مصر قيادة وشعبًا .
وبعد أن عرضنا لما سبق مما يتعلق بهؤلاء الشيعة الروافض ، يتبين لكل ذي عينين مبصرتين ولكل ذي أذنين سامعتين ، ولكل ذي قلب واع أن الشيعة الروافض يتظاهرون بالإسلام ، وهم أبعد ما يكون عن هذا الدين العظيم ، لذا فإني أتوجه بالنصح لكل المسلمين في العالم بصفة عامة ، وفي مصر بصفة خاصة ، لأن الباب قد فتح لهم في مصر على مصراعيه  ألا يغتروا بتقية الروافض ، وألا يغتروا بتنديدهم ضد اليهود والأمريكان ، فما ذلك إلا تمثيلية إعلامية لكسب ود وتعاطف المسلمين ، وإلا فإنهم هم الذين مكنوا التتار قديمًا من غزو بلاد المسلمين وقتل خليفة المسلمين في بغداد ، وهم الذين مكنوا الآن الأمريكان في العراق وفي
أفغانستان ، وفي سوريا . ولا نتحجج بأن هؤلاء يمدوننا بمساعدات مالية وعينية ، فهم لا يفعلون ذلك إلا لغرض في أنفسهم وهو التمكن من البلاد ، والدخول في شؤونها ، ونشر باطلهم من الرفض والتشيع الخبيث في بلاد المسلمين ، بل لا يجوز لنا أن نتعاون معهم في أي مجال لأن في بلاد المسلمين أهل السنة غنية عن التعاون مع الروافض ، فأفيقوا يا أهل مصر قبل فوات الأوان وقبل أن يدهمنا الخطر ، ثم نندم أشد الندم بعد ذلك ، وخذوا العبرة من التاريخ ، ومن الواقع حولكم في العراق وفي أفغانستان وفي سوريا .
  وأسأل الحق جل في علاه أن أكون قد وفقت في كتابة هذه الورقات نصحًا للأمة ، وتحذيرًا لها من عدوها ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
                                                    وكتبه
                                      الفقير إلى عفو ربه
                                       حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
  





        





(1)  نقلاً عن : الشيعة الروافض طائفة شرك وردة ، وبطلان عقائد الشيعة  بتصرف
[1]  والصواب، قوله تعالى:)  فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (الأعراف: من الآية69. فقد أخطأ الإمام في تلاوة الآية .. وهذا بخلاف ما يزعمون أن الإمام معصوم عن الخطأ، والسهو، والغفلة .. كما سيأتي بيانه لاحقاً إن شاء الله.
[2]  قال المعلق على كتاب الكافي " علي أكبر الغفاري ": في بعض النسخ بدل ولايتهم " ولاية شبوية " والشبوة العقرب، والنسبة إليها شبوية، كأنه شبه الجائر بالعقرب ا- هـ أنظر الطبعة الرابعة، للناشر دار صعب .. فنحن عندما نعزو على الكافي نريد هذه الطبعة، فتنبه!
[3] عن كتاب كشف الأسرار، للمدعو الخميني، ترجمة الدكتور محمد البنداري، طبع ونشر دار عمار، صفحة 151.
[4]  عندما نؤكد على عقيدة التحريف عند الشيعة الروافض " الاثنى عشرية " فإننا نؤكد على براءة علي بن أبي طالب، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، وجعفر الصادق .. وغيرهم من آل البيت .. رضي الله عنهم أجمعين .. من هذه العقيدة الكفرية .. وغيرها من العقائد الباطلة التي سنتطرق إلى ذكرها .. وأن ما يُقال باسمهم أو يُنقل عنهم فهو من الكذب المحض عليهم .. وهم براء منه كبراءة الذئب من دم يوسف .. فتنبه لذلك!!
[5]  كشف الأسرار، ص 149 و 155.
[6]  والصواب، قوله تعالى:) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ( الحجر:94. لكن عما يبدو أن الإمام المعصوم ـ كما يزعم الروافض ـ قد اخطأ في تلاوة الآية .. وما أكثر الآيات التي يخطئون بها .. لو أردنا الإحصاء!
[7]  وهي آخر ما كتب ووصى به الخميني شعبه الضال .. والوصية لعظم شأنها عند القوم فهي منشورة في موقع مكتب " علي الخامنئي " على الإنترنت!
[8]  الصواب قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (النساء:137. أما قوله تعالى:) لن تُقبل توبتهم ( فقد وردت في آية ثانية من سورة آل عمران، وهي قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (آل عمران:90. أخطأ الإمام المعصوم في قراءة الآية ..!!
[9] هؤلاء هم الصحابة فقط الذين أمسكوا عن تكفيرهم .. وما سواهم من الصحابة فهم ـ عند الشيعة الروافض ـ كفار ..!
[10] علماً أن عائشة رضي الله عنها  ومعها جميع أمهات المؤمنين يدخلن دخولاً كلياً في أهل البيت، كما قال تعالى:) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (الأحزاب:32-33. فالمراد بأهل البيت هنا هم نساء النبي r .. كما هو ظاهر ومذكور في أول الآيتين .. أو على الأقل فإنهن يدخلن دخولاً صريحاً في أهل البيت .. وبالتالي فإن إخراجهن من تحت عباءة آل البيت أو أهل البيت كما يفعل الشيعة الروافض .. هو عين الجهل، والحقد، والكذب على الله ورسوله ..!
[11] انظر كشف الأسرار، ص: 123 و 126 و 131 و 135 و137.
[12] من الطقوس التي يعتمدونها كوسيلة للمحافظة على أعلى درجات الحقد والغيظ في قلوب أجيالهم وأبنائهم وأطفالهم .. على الصحابة والمسلمين .. هو ما يفعلونه في حسينياتهم من لطم وضرب لأجسامهم .. ونياحة .. وشق لثيابهم .. إحياء لمعاني الانتقام والثأر للحسين .. زعموا! .. وممن ؟ .. من كل مسلم يترضى عن الصحابة وبخاصة كبارهم المبشرين بالجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان .. رضي الله تعالى عنهم أجمعين!
   فانظروا مثلاً ماذا يقول الحقود الجهول الخميني في وصيته التي مات حتف غيظه عليها: ومن جملة ذلك أن لا يغفلوا أبداً عن مراسم عزاء الأئمة الأطهار وخصوصاً عزاء سيد المظلومين، ورائد الشهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات أنبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة، وليعلمون كل أوامر الأئمة عليهم السلام في مجال إحياء ملحمة الإسلام التاريخية هذه، وأن كل اللعن لظالمي آل البيت، والتنديد بهم ليس إلا صرخة الشعوب في وجه الحكام الظالمين عبر التاريخ وإلى الأبد.[ مع الانتباه أن الحكام الظالمين المعنيين من كلامه هم كل حاكم غير الأوصياء .. أو لا يؤمن بالأوصياء .. وهذا يشمل الخلفاء الراشدين وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ].
   وتعلمون أن لعن بني أمية ـ لعنة الله عليهم ـ ورفع الصوت باستنكار ظلمهم ـ مع أنهم انقرضوا وولوا إلى جهنم ـ هو صرخة ضد الظالمين في العالم، وإبقاء لهذه الصرخة المحطمة للظلم نابضة بالحياة ا- هـ.
   قلت: ومنه تعلم أن حسينياتهم ما هي في حقيقتها إلا لإحياء الضغائن والأحقاد في نفوس أبنائهم وأتباعهم .. على الإسلام والمسلمين .. وعلى مدار الزمن .. تحت عنوان لعن وشتم ظالمي آل البيت ..!!!
   لا والله .. هم لا يحبون الحسين أكثر منا .. إلا إذا اعتبر الغلو .. كغلو النصارى في عيسى u حباً .. ولا يبغضون قاتلي الحسين أكثر منا .. ولكن ربنا U علمنا .. وكذلك نبينا r .. بأن لا تزر وازرة وزر أخرى .. وأن لا يؤخذ المرء .. فضلاً عن شعوب وأجيال بكاملها .. بجريرة أنفار متفق على ذمهم وإجرامهم ..!!
   فعزاؤنا في الحسين t أنه شهيد .. وأنه من أهل الجنة .. لكن لا يجوز ـ شرعاً ولا عقلاً ـ أن يتحول مقتل الحسين إلى ذريعة لإثارة العداوة والبغضاء بين المسلمين .. وعلى مدار التاريخ والزمان .. فحاشى الحسين أن
يرضى بذلك أو يأمر به!
   ثم نسأل: قد قتل كثير من الأنبياء غيلة وذبحاً .. وقد قتل عمر بن الخطاب t غيلة وطعناً وهو في الصلاة .. وكذلك عثمان بن عفان t قد قتل ذبحاً وطعناً في عقر داره وهو يقرأ القرآن .. وكذلك علي بن أبي طالب أبو الحسن والحسين .. قد قتل غيلة وطعناً .. فعلام ترك كل هؤلاء على علو مكانتهم وقدرهم .. وعقدت مجالس اللطم والبكاء على الحسين فقط .. ؟؟!!
   ثم أي مصاب أشد على الأمة موت الحسين .. أم موت النبي r جد الحسين ..؟؟!!
   لو جاز عقد مجالس الحزن، والنياحة، واللطم، وشق الجيوب على ميت .. لكان نبينا صلوات الله عليه أولى بهذه المجالس من غيره .. ولكنه r كرّه لأمته ذلك وحرمه عليهم.
   كل ذلك يجعلنا نضع عشرات إشارات الاستفهام على حسينيات الشيعة الروافض .. وغاياتهم الخبيثة من ورائها ..؟؟!! 
1ـ  انظر الفتاوى 28/478 و 488 و 527. قلت: وسبب تسمية الشيعة الاثنى عشرية بالرافضة أن زيد بن علي بن الحسين أظهر الترحم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .. فرفضته الشيعة بسبب ذلك .. وأنكرت عليه ترحمه على الشيخين رضي الله عنهما .. فقال لهم زيد: رفضتموني .. فسموا من يومئذٍ بالرافضة، والله تعالى أعلم.
2ـ وهو " المستعصم بالله " وهو آخر خلفاء العباسيين، تمكن " نصير الطوسي " قاضي ومستشار التتار من قتله .. وفعل ما أشار إليه ابن القيم أعلاه .. بعد التآمر والاتفاق مع الشيعي الرافضي " ابن العلقمي " وزير المستعصم وقتئذٍ !!
[15]  الحكومة الإسلامية، طبع دار عمار، ص 108 و 119.
[16] لمعرفة مزيد من الحقائق عن أحوال أهل السنة في إيران .. وما يتعرضون له من اضطهاد صارخ على أيدي الشيعة الروافض الحاكمين والمتنفذين في البلاد .. راجع موقع " أحوال أهل السنة في إيران " للشيخ أبي منتصر البلوشي .. الموجود على الإنترنت، وعنوانه: www.isl.org.uk .
[17]  كتاب كشف الأسرار، ص 84.
[18]  الفتاوى: 28/480 و 482.

رابط تحميل الملف بصيغة الوورد (
http://3rbup.com/4814a0b7fc595c39  )

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق