إعلام الأنام بفضل إفشاء السلام (مفرغ )

( إعلام الأنام بفضل إفشاء السلام )
الحمد لله رب العالمين ، 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه 
وبعد. 
ما أحوج المسلمين في هذه الأيام وفي ظل كثرة المشاكل والخصومات وشدة الغضب والانفعالات وما ينتج عن ذلك من كراهية وبغضاء وحقد وشحناء، إلى أن يمتثلوا أمر ربهم ووصية نبيهم صلى الله عليه وسلم في إفشاء السلام بينهم ليزول ما بينهم كدر الحياة وضيق الصدر ولتحل محل ذلك المودة والرحمة.
** أولا القرآن بين منزلة السلام :
- فمن أسماء الله السلام. قال تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة الحشر 23]
- وقال تعالى : ( ...فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة النور 61]
- وقال تعالى : (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) [سورة إبراهيم 23]
- وقال تعالى على لسان عيسى عليه السلام : (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [سورة مريم 33]
- وسمى الله الجنة دار السلام فقال تعالى : (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة اﻷنعام 127]
** الأحاديث النبوية أفاضت في فضله والحث عليه :
- في الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع. ...وإفشاء السلام. ....."
- وفيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال : " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "
- وفيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والجلوس في الطرقات. فقالوا : يارسول الله مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها. فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه، قالوا : وما حق الطريق يارسول الله؟ قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "
- وفيهما عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام "
- في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا. ولن تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم "
- روى الطبراني وغيره وصححه الألباني عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر "
- وروى أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعجز الناس من عجز في الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام "
والأحاديث في ذلك كثيرة.
** ومن الآثار الجميلة فيه :
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ثلاث يصفين لك ود أخيك : أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه "
- قال عمار رضي الله عنه : ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك. وبذل السلام للعالم. والإنفاق من الإقتار "
- قال ابن هبيرة : من سلم على رجل فقد أمنه "
** آداب السلام :
[ ١ ] أن يكون بصوت عال مسموع.
[ ٢ ] أن يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير. وقد وردت الأحاديث بذلك.
[ ٣ ] يسلم أحدهما على الآخر ولو كانا يمشيان معا إذا فصل بينهما شيء. روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه "
[ ٤ ] لا يكتفى بالسلام بالإشارة باليد أو الرأس إلا إذا كان بعيدا فيشير مع التلفظ . فروى الطبراني والمنذري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود "
[ ٥ ] السلام في بداية المجلس ونهايته. روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة "
[ ٦ ] أن يسلم بوجه بشوش لا بعبوس . وفي الصحيح : " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
[ ٧ ] أن يسلم بالألفاظ الواردة. لا بصباح ولا بمساء الخير والألفاظ الأجنبية.
[ ٨ ] إذا كان في صلاة يرد بالإشارة. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.
[ ٩ ] لا يبدأ غير المسلم بالسلام. ففي الصحيحين : " لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام " ويرد عليهم بقوله : وعليكم. ففي صحيح البخاري : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم"
[ ١٠ ] السلام على الصبيان. ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله "
[ ١١ ] يجزئ أن يسلم أحدهم ويرد أحدهم إذا كانوا جماعة.
** ثمراته وفوائده : من خلال ماذكر من الأحاديث ومن غيرها نخلص بجملة من فوائد وثمرات إلقاء السلام ورده وافشائه
١ - سلامة الصدر من الحقد
٢ - الأجر الكبير . ففي الحديث الصحيح : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم يارسول الله. فقال : عشر. فجاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله يارسول الله. فقال : عشرون. فجاء ثالث فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يارسول الله. فقال : ثلاثون "
٣ - غيظ اليهود. روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما حسدتكم اليهود على شيء ماحسدتكم على السلام والتأمين "
٤ - رضا الله ورحمته.
٥ - سبب البركة في البيت.
٦ - أنه من حق المسلم على المسلم.
٧ - مغفرة الذنوب.
٨ - دخول الجنة.
٩ - أمان في الأرض
١٠ - تمييز للمجتمع المسلم عن غيره.
فنسأل الحق سبحانه باسمه السلام أن يعم السلام بين المسلمين إنه هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
=================
كتبه// فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
الخميس ١٧ من ربيع الآخر ١٤٣٩ هجرية - ٤ من يناير ٢٠١٨ م
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية