أقبلوا على رمضان بقلوبكم قبل أجسامكم




( أقبلوا على رمضان بقلوبكم قبل أجسامكم )

(https://youtu.be/MOOQWJ5SOII)

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. وبعد.

أيام قلائل وندخل في شهر رمضان المبارك فأقول :

أولا : ما أسرع انقضاء الزمان، فالأيام تسري وتنقضي بسرعة، فمضى عام على رمضان كأننا ودعناه منذ أيام، لنستقبل رمضان، وفي هذا عبرة لمن يعتبر، فأدرك نفسك قبل فوات الأوان، واحمد ربك أنك لم يخطف الموت على غرة كما خطف غيرك، وأحسن فيما بقي.

ثانيا : رمضان شهر الصيام لا شهر ألوان الطعام، شهر تفريغ القلب من الشهوات والإقبال على رب الأرض والسموات. فأقبلوا عليه بقلوبكم قبل أبدانكم، فكما تستعدون له بالنفقة وتجهيز مايلزم من صنوف الطعام والشراب، فليكن استعدادكم له بشحن القلوب بالإيمان أشد وأعظم.

أقول ثالثا : كيف نقبل على هذا الشهر الفضيل؟!!!

( ١) بالنية الصادقة الصالحة، فانو من الآن أنك تحب قدومه وتشتاق له لا أنه هم وحمل ثقيل، وإلا فلا تتعب نفسك، انو أنك تصومه وتقومه إيمانا واحتسابا لا عادة وانتسابا.

( ٢) التوبة الصادقة. فقد أمرنا بها ربنا جل في علاه : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى توبة نصوحا " فتب من المعاصي والذنوب، تب من أكل أموال الناس بالباطل، تب إلى الله من ترك الصلاة، تب إلى الله من سب الدين، تب إلى من آفات اللسان تب..... 

( ٣) بالدعاء. وأنسب ما تدعو به : اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا فيه صالح الأعمال.

( ٤) الإكثار من النوافل. نوافل الصلاة لتتعود على قيامه، نوافل الصدقات لتتعود على الإكثار من النفقة فيه، الإكثار من قراءة القرآن، ليسهل عليك الإكثار من ختمه في رمضان.

( ٥) استشعر عظم الأجر والثواب فيه " من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" " من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

 " عمرة في رمضان تعدل حجة معي"

(٦) المحافظة على خمسة الأوقات في الجماعة. فلا تكن ممن يسهرون فيتسحرون ثم ينامون عن صلاة الفجر أو ينامون بعد الفجر فيضيعون صلاة الظهر والعصر. ف" صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"

( ٧) الإكثار من تلاوة القرآن لكن مع التدبر وإلا لو ختمته مرة واحدة مع التدبر خير من أن تختمه عشر مرات بلا تدبر. عملا بأمر ربك " أفلا يتدبرون القرآن"

( ٨) العفو والتسامح والتصالح قبل دخوله، حتى تدخل فيه بنفس صافية وبقلب خال من الضغينة والحقد والكراهية لإخوانك المسلمين داعيا ربك بقولك : " ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم "

( ٩) الاهتمام بالوسائل الاحترازية من وباء كورونا. فما زال هذا الوباء في الانتشار فحافظ على ارتداء الكمامة، و التباعد والتعقيم _ إن أمكن _ والتقليل من الزيارات والاختلاط إلا بقدر الضرورة.

أقول أخيرا : احذر من لصوص رمضان. فإذا كنت تحذر من لصوص المال مرة فاحذر من اللصوص الذين أن يسرقوا منك رمضان ألف مرة، فالمال يعوض لكن الوقت والعبادة إذا سرقت منك فلا تعوض. ألم تسمع أو تقرأ حديث نبيك محمد صلى الله عليه وسلم : " أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته. قالوا : وكيف يسرق من صلاته يارسول الله؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها" فاشغل وقتك بالعبادة إذا أنهيت أعمالك الضرورية عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" ومن لصوص رمضان :

١_ التليفزيون فحذار ثم حذار منه، فإنه يخطط فيه لك لإفساد صومك أو لسرقة وقتك ولمشاهدة ما يغضب ربك.

٢ _ الأسواق، خصوصا الأسواق التي أعدت للتسويق الرمضاني، فقد تنسى نفسك، وقد تنسين نفسك فيها من كثرة ما يعرض فيها والخصم المزعوم على السلع فتقضي نهارك فيها أحياناً  وليلك أحايين فيضيع منك الشهر. فإن كان لا بد فأحضر ما يلزمك من الآن.

٣_ طول السهر _ فيما لا يفيد _ وكثرة النوم في النهار. فهذا الشهر شهر نصب وتعب في العبادة لا شهر كسل ونوم وتفريط، فالعجيب أن رمضان _ عند أكثر الناس _ أكثر شهر للسهر بالليل وكثرة النوم بالنهار.

٤ _ المطبخ. ولا أحد يستغني عنه لا في رمضان ولا في غير رمضان، لكن احذري أيتها المسلمة من كثرة التصنيف وتضييع الوقت كله فيه، واقتصري على مالابد منه ولا تكون أصناف كثيرة كل يوم، قسميها على الأيام في يوم كذا وفي يوم كذا، حتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت قدمك دون أن تشعري، واحتسبي وقتك عند الله لأنك تأخدين أجر إفطار الصائم. واقرأي لو كنت تحفظين القرآن أثناء عملك في المطبخ أو سماعه، أو كثرة الأذكار.

٥_ الهاتف. خصوصا الهواتف الذكية المرتبطة بالنت فهذه أكثر ما يضيع الأوقات ولا يزينن لكم الشيطان أنك تستعمله فيما ينفع، ثم تجد نفسك تتابع الغث والسمين والمفيد وغير المفيد، بل اجعل وقتا محدودا جدا لمتابعة محاضرة مفيدة أو معلومة نافعة ثم أغلقه  وتفرغ للعبادة. هذا نقوله لمن لا يتابع الشر الذي فيه، فكيف بمن يتابع المحرمات؟!!! 

٦_ البخل وقلة الإنفاق بحجة كثرة مطالب رمضان. قد قلنا إن شهر رمضان شهر صيام لا شهر كثرة الطعام، فلو اقتصدنا لنتصدق، وندخل السرور على أرباب الحاجة لكان خيرا. 

٧_ أماكن اللهو واللعب _ وأكثرها بالليل _ وأماكن تناول المحرمات من المقاهي والنوادي، فاجتنبها في رمضان وغير رمضان، لكن في رمضان كن أشد اجتنابا لها. 

٨_ مجالس الغيبة والنميمة. وقد يسميها البعض _ كذبا وزورا _ تسالي رمضان. فاحذر من لسانك. وقد قال نبيك محمد صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" 

هذا ونسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وان يتقبل منا ومنكم فيه صالح الأعمال. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين. 

وكتبه / حازم خطاب ليلة الجمعة ٢٧ من شعبان ١٤٤٢ من الهجرة _ ٨ من أبريل ٢٠٢١م

______________________

فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب

ـ|https://hazemkttab.blogspot.com/


شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق