من تستر على مجرم فهو ملعون




من تستر على مجرم فهو ملعون 
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه واستن بسنته إلى يوم الدين.
وبعد. 
في أيامنا هذه كثر الإجرام بأنواعه المختلفة من سرقة ونهب وغصب وخطف للبشر صغارا كانوا أو كبارا وقتل وبلطجة بالسلاح الأبيض وغير ذلك من صنوف الإجرام .
والعجيب في ذلك التستر على هؤلاء المجرمين المفسدين في الأرض , بحجة القرابة تارة ، وبحجة الظروف التي قهرت الناس تارة ، وبحجة الجبن والخوف من هؤلاء الأشرار تارة .
مع أن هذا التخاذل والتستر عليهم خطر على الجميع فالمجرم يزداد إجراما. والمتستر يعرض نفسه لإجرامهم أو يعرض نفسه لسخط الله. والمجتمع نفسه يكون على خطر من زيادة وتفشي الإجرام.
فلابد من الأخذ على أيدي السفهاء ومنعهم من الشر والإفساد. وهذا من إقامة الشهادة لله التي قال الله فيها :
* " وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ " [ الطلاق 2 ]
* " (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة البقرة 283 ]
* " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [سورة النساء 135]
* " (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) [سورة المعارج 33]
- روى البخاري في صحيحه عن أبي الأسود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. قلنا : وثلاثة؟ قال : وثلاثة. قلنا : واثنان؟ قال : واثنان. ولم نسأله عن الواحد "
- وروى أبو داود والنسائي وصححه الألباني عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي. ......فقال الأعرابي : والله ما بعتكه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلى قد ابتعته منك. فطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا. فقال خزيمة ابن ثابت : أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال : بم تشهد؟ قال : بتصديقك يا رسول الله. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين "
** والأخذ على أيدي هؤلاء المجرمين من التعاون على البر الذي قال الله تعالى فيه : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ "
[سورة المائدة 2]
- روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال : اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان رسوله ماشاء "
- وروى النسائي وصححه الألباني رحمه الله عن مخارق رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : الرجل يأتيني فيريد مالي ؟ قال : ذكره بالله. قال : فإن لم يذكر؟ قال : استعن عليه من حولك من المسلمين. قال : فإن لم يكن حولي أحد من المسلمين؟ قال : فاستعن عليه بالسلطان. قال : فإن نأى السلطان عني؟ قال : قاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك "
- وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قال : يارسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال : تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه "
- وروى الطبراني وحسنه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله أي الناس أحب إلى الله تعالى؟ وأي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا. ولئن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهرا "
** والتهاون مع هؤلاء المفسدين وتركهم يفسدون والتستر عليهم من التعاون على الإثم الذي قال الله فيه : " وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
[سورة المائدة 2]
- وروى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية "
- وروى ابن ماجه في سننه وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر. وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير. فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه "
- وروى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار "
- وروى الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع "
- قال الإمام أحمد رحمه الله : إذا اشترى الرجل من رجل شيئا وهو يعلم أنه سرقة فقد شاركه "
- قال بعض السلف : ما انتهك المرء من أخيه حرمة أعظم من أن يساعده على معصية ثم يهونها عليه "
*** ومما يدل على لعنة المتستر على المجرمين ويؤويهم ماورد في صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : " لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض " فكل من آوى محدثا سواء كان الإحداث ابتداعا في دين الله. أو إجراما وإفسادا في الأرض فهو مستحق للعنة الله. فأي خطر هذا؟ لذا وجب علينا جميعا أن نأخذ على أيدي السفهاء المجرمين وأن نخلص المجتمع من تخريبهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
---------
كتبه .............!!!
فضلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
الخميس ٢٥ من ذي القعدة ١٤٣٨ - ١٧ من أغسطس ٢٠١٧
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
=============================
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق