تحذير الأغبياء من تشويه سمعة الأبرياء .. مكتوب ..!



ـ( تحذير الأغبياء من تشويه سمعة الأبرياء )ـ
صوتي ـ[ https://d.top4top.net/m_773bf1xl1.mp3
مرئي ـ[https://youtu.be/nU3oDzvhFTY
===============
فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
ـ[https://hazemkttab.blogspot.com.eg/

 الحمد لله رب العالمين وكفى والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى ورسوله المجتبى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وبعد .
إن مما يهدد سلامة كثير من المسلمين، بل يهدد المجتمع المسلم بأسره، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في نشر الشائعات ، والتهم الباطلة للأبرياء وتشويه سمعتهم، البعض يفعل ذلك لا لشيء إلا لإرضاء نزعته الشيطانية، والفرح والسرور - بزعمه - بإلحاق الأذى والضرر بالآخرين. والبعض يفعل ذلك لكراهية الشخص الذي يلصق به التهم الباطلة تشفيا منه واطفاء لنار الحقد المتوقدة في قلبه. والبعض يفعل ذلك لعداوات وخصومات ومشاكل بينه وبين الآخر.
 وإن مما يزيد الخطر في ذلك أن هذه الوسائل سريعة الانتشار ففي دقيقة واحدة يكون الخبر ملأ الآفاق. وهؤلاء يخشى عليهم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما وهو حديث منام النبي صلى الله عليه وسلم الطويل في الصحيحين : " وأما الرجل الذي رأيته يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فهو الرجل يخرج من بيته فيكذب الكذبة حتى تبلغ الآفاق. .."
ومما يزيد الخطورة أيضا أن هذه الهواتف الحديثة فيها برامج تستخدم فيها الصور، في عمل فيديوهات مفبركة تجعل من يراها يصدق بل يوقن بصحة هذا الكلام. وكم شوهت سمعة فتاة طيبة مسكينة استغل فيها شياطين الإنس صورتها، فأفسدوا العلاقة بينها وبين زوجها أو العاقد عليها، وكم من امرأة فرق بينها وبين زوجها بعد طول سنين من العشرة بسبب ذلك.
 وقد روى أبو داود وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس منا من خبب امرأة على زوجها، ولا عبدا على مواليه "
وهذا الأمر يترتب عليه تخريب البيوت وهدم الأسر والتفريق بين الزوجين أو بين الوالد وأولاده أو بين القريب وقريبه، وبين الجار وجاره.
ويهمنا أن نتناول في هذا الموضوع هذه الأمور :
** أولا : لا تحملكم الكراهية على ألا تعدلوا مع الناس. قال تعالى : " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
[سورة المائدة 8 ]
 فكثير من الناس إذا كره شخصا لا يعدل معه ولا يكون منصفا له. بل يحاول بشتى الطرق يلصق به التهم الباطلة تشفيا منه واطفاء لنار الحقد المتوقدة في قلبه.
** ثانيا : الكذب والبهتان خطر على الإنسان.
 - قال تعالى : " (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) [سورة النحل 105]
 - وقال تعالى : " (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [سورة اﻷحزاب 58]
 - روى أبو داود وحسنه الألباني عن معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من رمى مسلما بشيء يشينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " وفي لفظ : " من قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال " وردغة الخبال هي عصارة أهل النار من القيح والصديد والعياذ بالله "
 - روى الطبراني بإسناد جيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيما رجل أشاع على رجل مسلم كلمة هو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال "
** ثالثا : تحذير الأغبياء من تشويه سمعة الأبرياء.
 فالأحاديث السابقة وغيرها الكثير، تحذر من رمي المسلم بما هو بريء منه . وخصوصا ما يتعلق بالأعراض وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة الإسراءوالمعراج أقواما لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فلما سأل جبريل عليه السلام عن ذلك قال : هؤلاء الذين يأكلون لحموم الناس ويقعون في أعراضهم "
 - وروى أحمد في المسند وأبو داود وصححه الألباني عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق " فالنبي صلي الله عليه وسلم جعل الاستطالة في عرض المسلم أشد أنواع الربا. مع قوله في الحديث الآخر : " الربا ستون بابا أدناها مثل أن يأتي الرجل أمه " والعياذ بالله.
 فيا من تسول له نفسه الأمارة بالسوء إياك تشوه سمعة مسلم وأن تنشر عنه أشياء تفضحه بها ولو كانت حقا ففي الحديث الذي رواه مسلم : " ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "
 والمفهوم أن من لم يستره فضحه الله يوم القيامة. فكيف بمن نشر الكذب والبهتان ليشوه السمعة؟ !!!!
** رابعا : لا تجسسوا ولا تتبعوا عورات الناس.
 - قال تعالى : " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [سورة الحجرات 12]
- روى أبو داود وصححه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره ومن يتبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته "
- وروى أبو داود وصححه الألباني عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنك ان اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم "
** خامسا : ماذا نفعل تجاه من ينشرون أخبار الناس؟
هنا يجب علينا عدة أمور :
[ ١ ] عدم سماع الكذب ومشاهدته. حتى لا نكون ممن قال الله فيهم : " سماعون للكذب "
[ ٢٢ ] عدم اتباع مالا علم لنا به . قال تعالى : " (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [سورة اﻹسراء 36]
[ ٣ ] عدم اتباع الظن. وفي الحديث الصحيح : " إياك والظن، فإن الظن أكذب الحديث "
[ ٤٤ ] وجوب التثبت من الأخبار وما ينشر. قال تعالى: " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [سورة الحجرات 6]
[ ٥٥ ] عدم ترديد الشائعات وحصرها لا نشرها. ففي صحيح مسلم. قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ماسمع "
[ ٦ ] مقاومة الشائعات والأكاذيب. بعدم تصديقها وتحذير الناس من تصديقها. ولو  استدعى الأمر الإبلاغ عنها.
[ ٧٧ ] ترك الإنسان لما لا يعنيه. وفي صحيح مسلم. قال صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "
** أخيرا : تحذير أولياء الأمور بعدم السماح لبناتهم بالهاتف اللمس. أو على الأقل عدم السماح بتصوير صديقتها لها. فهذا هو سبب الشر. فإما أن تستخدم هي الصورة استخداما يشوه السمعة أو يأخذ أخوها الصورة إلى هاتفه فيشوه سمعة البريئات. وإن هذا الأمر جد خطير - خصوصا عندنا في الصعيد - فقد تراق الدماء وتزهق الأرواح وتخرب البيوت لو تطورت الأمور وأهين الإنسان في عرضه وشرفه.
وأقول لكل من ابتلي بمثل هذا الابتلاء أي شوهت سمعته بزوجته أو بابنته أو بأخته أن يصبر فهذا فيه أجر. وأن يتصرف بحكمة. وأن يعلن براءته في هذه الوسائل التي نشر فيها هذا الكذب. وأن يتحرى بقدرالاستطاعة وألا يسيء الظن بأحد لمجرد موقف أو خصومة.
وأسأل الله جل في علاه أن يهدي شباب المسلمين البنات منهم والبنين، وأن يستر عوراتنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. والحمد لله رب العالمين.
كتبه
حازم خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ٢٢ من جمادى الأولى ١٤٣٩هجرية - ٨ من فبراير ٢٠١٨ م
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق