( لا كرامة في العيش بغير الشرطة والجيش )
الحمد لله رب العالمين وكفى والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى ورسوله المجتبى وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وبعد
إذا استهدف أمننا وشرطتنا وجيشنا من عدو خارجي فهذا أمر متوقع والحذر منه موجود. أما أن يستهدف من الداخل وعلى أيدي أبنائه ممن عاشوا على أرضه، واستظلوا بسمائه ونهلوا من خيراته فهذا الذي ينكر، وهو العجب العجاب. لكنه حدث ويحدث من الخوارج التكفيريين. فأحببت أن أبين لهؤلاء الذين يجهلون أو يتجاهلون قيمة ودور الشرطة والجيش في حفظ أمنهم وأمن بلادهم.
** أولا : الأمن نعمة لها أسبابها :
نحن لما نقول : لا كرامة في العيش بغير الشرطة والجيش . هذا لا يعني أننا ركنا إليهما وتركنا التوكل على الله .كلا، وإنما نحن نتوكل على الله، والله عزوجل أمرنا بالأخذ بالأسباب. ومن أسباب تحقق الأمن وجود شرطة قوية وجيش قوي يحمي البلاد في الداخل ومن الخارج. ألم يقل ربنا جل وعلا : " (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [سورة اﻷنفال 60]
إذن لابد من وجود هذه الأسباب لحفظ الأمن، الذي بغيره لا طعم للحياة ولا قيمة لها. ويكفي في بيان عظمة هذه النعمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أصبح ابن آدم معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها "
** ثانيا : ماذا يحدث لو لم يكن شرطة ولا جيش؟ !
أقول هذا وأنا أعلم بأن هؤلاء الذين يريدون تدمير الجيش والقضاء على الشرطة، من هؤلاء الخونة المرتزقة قد اصطلوا بنار الفوضى الأمنية إبان المظاهرات والثورات الماضية. فإذا كنا قد ذقنا الويلات بسبب مجموعة من المجرمين والبلطجية، وكانت الحياة على أرض مصر جحيما. كانت تنتهك الأعراض جهارا نهارا، وتغتصب الفتيات وتصرخ ولا مغيث ولا نصير من البشر، كانت تؤخذ الأموال قهرا بالتهديد بالسلاح، وتسرق السيارات وقد يراها أصحابها وهي تسرق ولا يستطيعون ردها. وتسفك الدماء وتزهق الأرواح من أجل شيء من المال. عشنا أياما مرعبة. كل هذا بسبب شرذمة قليلين من أهل الإجرام. فكيف - بالله عليكم - إذا تعرضت البلاد لغزو خارجي وجيوش عاتية تدخل بلادنا من أهل الكفر. فإذا كان البلطجية لم يرقبوا في إخوانهم المسلمين إلا ولا ذمة. فكيف لو دهمنا اليهود؟! أو احتلنا الصليبيون متمثلين في أمريكا أو روسيا أو بريطانيا وغيرهم؟ !!! فكيف لو تمكن من رقابنا الروافض المجوس؟ !! وما العراق وما فعلوه به وبأهله السنة منا ببعيد! !!!!.
إذن والله - غير حانث إن شاء الله - لو لم توجد شرطة ولا جيش لتعرضنا لذل ما بعده ذل. ولإهانة ما بعدها إهانة. فوضى في الداخل. وعدو من الخارج. لاغتصبت النساء وسبيت ولوقعت في أحضان الصليبيين والمجوس واليهود. لذبح الرجال كبارا وشبابا ولجعلونا نأكل صغارنا بأسناننا. لضاع ديننا فوق ذلك لا عبادة ولا مساجد يذكر فيها اسم الله، فماذا تنتظرون أيها الجهلة. أيها الحاقدون على هذا البلد الذي حباه الله بخير كثير.
** ثالثا : جيشنا وجهاز أمننا ليس معصوما.
جيشنا الآن - بفضل الله - قوي ويملك من أسباب القوة المادية ما جعله يحتل مكانة وترتيبا عاليا عالميا فهو - على حد علمي - العاشر . ومع ذلك ففي الجيش والشرطة تقصير، وتجاوزات تقل وتكثر هنا وهناك وهي تجاوزات ومخالفات شرعية على نطاق فردي. فلا نسقط الجيش والشرطة بسبب تجاوزات هؤلاء الأفراد. كما يحدث من هؤلاء التكفيريين الذين يستغلون أخطاء بعض الأفراد من سب الدين وترك الصلاة فيعممون الحكم بالتكفير للجيش كله ولجهاز الأمن كله. فأنا أعلنها صريحة جيش مصر جيش مسلم لدولة مسلمة وإن قال عنا التكفيريون ما يقولون. أما تجاوزات الأفراد فكل فرد يتحمل خطأه وكل فرد يلقى جزاءه. وأنا أدعوا كل فرد في جهاز الأمن وفي الجيش أن يتقي الله في نفسه وأن يتقي الله في دينه وفي شرعه. وأن يمتثل أوامر الله في كل شيء ويجتنب نواهيه. حتى لا يعطي الفرصة للتكفيريين أن يقولوا ما يقولون، وحتى يسلم له دينه، وحتى - وهو المهم - ينصره الله على عدوه.
فلا نغتر بكلام هؤلاء التكفيريين خصوصا الذين خرجوا من مصر هاربين فارين محتمين في بلاد الكفر تارة وفي بلاد عربية تؤوي الإرهاب والخونة تارة أخرى. فهؤلاء يجعجعون ليل نهار في بعض وسائل إعلام الدول التي تحتضنهم بتكفير الجيش والشرطة. فلا تغتروا بكلامهم ولا يضلونكم بفكرهم.
** رابعا : رباط الجيش المصري خير من عبادة الدواعش.
الإخوان المفسدون ومن تفرخ من جماعتهم من تنظيم داعش أو القاعدة وكل التكفيريين هم ورثة الخوارج الأوائل الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم كما في الصحيحين : " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " وفي لفظ : " يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم " أي لا يجاوز حناجرهم.
أما الجيش المصري فهو جيش مرابط لأنه يرابط ويستعد في أي لحظة لاعتداء اليهود والنصارى من الخارج. فرباطه - إذا نواه في سبيل الله - خير من عبادة هؤلاء. لأنها على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ويكفي في فضل الرباط في سبيل الله هذه الأحاديث :
- روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها "
- روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض "
- روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار "
- روى مسلم في صحيحه عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان "
- سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى : " هل الأفضل المجاورة بمكة أو بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم أو بمسجد الأقصى أو بثغر من الثغور لأجل الغزو؟
فأجاب : المرابطة بالثغور أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة كما نص على ذلك أئمة الإسلام عامة. ...."
** أخيرا : أيها التكفيريون لا تشمتوا بنا الأعداء.
إن أعداءنا في الخارج من يهود وصليبيين ومجوس يتربصون بنا الدوائر ويتمنون لو سقط جيش مصر وانهار. لذلك فإني أقول لهؤلاء : لا تبيعوا دينكم بعرض من الدنيا مهما اغروكم بالأموال. أو اغروكم أنهم سيمكنون لكم لتصلوا إلى الحكم فتدمروا جيشكم وأمنكم بأيديكم. فوالله لو سقط الجيش لقضي على الأخضر واليابس. ولقضى هؤلاء على ديننا قبل أن يتمكنوا من خيراتنا.
أقول : لا تشمتوا بنا الأعداء. كما قال هارون لموسى عليهما السلام : " (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا
يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [سورة اﻷعراف 150]
- وفي صحيح البخاري. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو : " اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء " وفي لفظ : " اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا " فلماذانعطي الفرصة لأعدائنا ليشمتوا فينا؟ !!!! بل كيف نعطيهم الفرصة ليتمكنوا من رقابنا؟ !!!!هذا لا يحدث إلا من مجنون. أو مأبون خائن يبيع دينه ووطنه من أجل عرض من الدنيا زائل .
فاتقوا الله يا أبناء مصر في أمنكم وفي جيشكم. لا تبيعوه لأنكم - في الحقيقة - تبيعون أنفسكم وأموالكم وأعراضكم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ مصرنا بحفظ شرطتها وجيشنا وأن يجعلهما رافعين راية الاسلام ناصرين لدينه. إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وهو نعم المولى ونعم النصير.
===========
كتبه فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ٢٢ من جمادى الأولى ١٤٣٩هجرية - ١٥ فبراير ٢٠١٨م
ـ[ http://
==========================
⬇️⬇️⬇️ #روابط_ذات_صله ⬇️⬇️⬇️
( الدماء المعصومة بين نظر العلماء الربانيين وبين فهم التكفيريين)ـ
ـ( http://
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ـ( المنهج السلفي الصحيح هو العصمة من الفتن)ـ
ـ( http://
- - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ـ(الغدر ليس من أخلاق المسلمين )ـ
ـ(http://
--------------------------
ـ( الغدر والخيانة عند الدواعش ديانة)ـ
ـ(http://
--------------------------
ـ( يا أهل مصر .. اتقوا الله في أمنها)ـ
ـ(http://
--------------------------
ـ( قاتل الله خوارج العصر شغلونا عما ينفعنا)ـ
ـ( http://
--------------------------
( سفك دماء المسلمين ليس جهادًا أيها التكفيريون)
ـ( http://
0 التعليقات:
إرسال تعليق