إرشاد المسلمين والمسلمات إلى المخرج من الفتن والمضلات (مكتوب)


ـ( إرشاد المسلمين والمسلمات إلى المخرج من الفتن والمضلات )ـ

( إرشاد المسلمين والمسلمات إلى المخرج من الفتن والمضلات )
الحمد لله رب العالمين وكفى..
والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى ورسوله المجتبى...
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد ......!!
لقد انتشرت الفتن وكثرت وتنوعت ومن كثرتها العقول تحيرت. لكن يجمعها أصلان :
الأول : فتنة الشهوات.
مثل الزنا - شرب الخمر - التدخين - المال جمعه وإنفاقه بطرق محرمة - المناصب والكراسي بطرق غير مشروعة - المخدرات. وغيرها. وهذه أصحابها يعلمون أنهم على معصية وقد يتوبون ويتركون هذه الأمور .
الثاني : فتنة الشبهات. وهذه أخطر من الأولى لأن خطرها على الدين. وأصحابها قل ما يتركونها. لأنها عندهم دين يتقربون به إلى الله.
ولقد ورد في شرعنا المطهر - قرآن وسنة - التحذير والتنفير واجتناب الفتن كلها.
- قال تعالى : " (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة اﻷنفال 25]
- وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)
[سورة البروج 10]
- وقال تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة اﻷعراف 27]
- وقال تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [سورة آل عمران 14]
- في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج. قالوا : وما الهرج يارسول الله؟ قال : القتل "
- روى مسلم في صحيحه عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا "
- وروى مسلم أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم من شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. .."
فإذا كانت الفتن بهذه الدرجة من التحذير والتخويف منها فلابد من البحث عن السبل التي تنجينا منها. وهي كثيرة، لكني أذكر أهمها وخصوصا ما يتعلق بالفتن التي تتعلق بسفك الدماء وإزهاق الأرواح بين المسلمين. لأنها أخطر الفتن يوضح مارود في الصحيحين قال حذيفة رضي الله عنه : كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه فقال : أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقال حذيفة : أنا. فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي قال :ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر قال حذيفة : إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال : أيكسر أم يفتح؟ قال : يكسر. قال : إذن لا يغلق أبدا. ..قال حذيفة الباب عمر " ومن سبل المخرج من الفتن :
** أولا : التعوذ بالله منها ومن شرها.
- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ومن فتنة القبر وعذاب القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى وأعوذ من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال "
- وروى مسلم في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تعوذوا بالله من الفتن ماظهر منها ومابطن. ...."
** ثانيا : الاعتصام بالكتاب والسنة. ولا بد فيهما من فهم السلف.
- قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
[سورة آل عمران 103]
- روى البيهقي وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا من بعدي : كتاب الله وسنتي "
**ثالثا : الالتفاف حول العلماء الربانيين. والأخذ عنهم.
فالأموات ننهل من آثارهم وكتبهم وعلى رأسهم الصحابة والتابعون والأئمة الأربعة وشيوخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وعلماء العصر ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله، والشيخ صالح الفوزان والراجحي وعبد المحسن العباد وابنه عبد الرزاق وصالح بن عبد الله بن حمد العصيمي وغيرهم.
** رابعا : التسلح بالعلم الشرعي.
ويكون على أيدي العلماء المعتبرين ممن سبق ذكرهم وغيرهم ممن هو على دربهم.
** خامسا : الحذر من المتابعة والرضا بالمنكر.
وهذا قد يحدث من البعض، بل من بعض من ينتسبون للعلم من مجاملة الأمراء والولاة. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا أشد التحذير. ففي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستكون أمراء وستعرفون وتنكرون، فمن كره فقد بريء ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع. قالوا : يارسول الله أفلا نقاتلهم؟ قال : لا ما صلوا "
** سادسا : التمسك بالجماعة ولزوم طريقها.
والمقصود إمام المسلمين وأهل العلم. وقد دل على ذلك حديث حذيفة رضي الله عنه في صحيح البخاري : " كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت : يارسول الله. إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم. فقلت : فهل بعد هذا الشر من خير؟ فقال: نعم وفيه دخن، فقلت : وما دخنه؟ قال : قوم يهدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر. قلت : صفهم لنا. قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت : فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت : فما تأمرني إن ادركني ذلك؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك "
**سابعا : التأني وعدم العجلة والطيش.
فطبيعة الفتن أنها تطيش فيها العقول وتلتهب فيها الحماسة وقد لا يحسن مواجهتها بالعجلة. ومما يؤسف أن النصارى من الروم عند الفتن يكون عندهم حلم يواجهون به هذه الفتن ونحن أحق منهم بذلك. ففي صحيح مسلم عن المستورد بن شداد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تقوم الساعة والروم أكثر الناس. قال : فبلغ ذلك عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال : ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له المستورد : قلت الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال : لئن قلت ذلك إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك "
** ثامنا : تجنب الفتن.
- روى أبو داود وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها "
** تاسعا : لزوم البيوت عند الفتن
- روى أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الفتن : " القاعد فيها خير من القائم.والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي. قالوا: فما تأمرنا؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم "
** عاشرا : على المرء بخاصة نفسه ويترك أمر العامة.
- روى أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة - أو ذكرت عنده - فقال : إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم ...قالوا : فكيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون وتذرون
ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم "
***حادي عشر : الفرار من الفتن .
- روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتن. ......فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له ابل فليحلق بإبله ومن كان له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه. فقال رجل : يارسول الله أرأيت إن لم تكن له ابل ولا غنم ولا أرض؟ قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء. ........"
** ثاني عشر : الصبر والثبات على الحق .
فيثبت المسلم على مايعلمه من دين الله، ولا يتزعزع مهما كثر المخالفون ومهما كانت لهم السطوة ومعهم السلطة ويتمسك بدينه مهما أوذي. روى الطبراني وغيره وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من ورائكم أيام الصبر. الصابر فيها كالقابض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين. قالوا : منهم أو خمسين منا؟ قال : خمسين منكم " هذه أهم السبل للمخرج والنجاة من الفتن وإلا فهي كثيرة.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كيد الخوارج المارقين ومن يعينهم لإيقاع الفتن في بلاد الاسلام من يهود وصليبيين ومجوس .
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ٦ من جمادى الآخرة ١٤٣٩هجرية - ٢٢ فبراير ٢٠١٨م
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
------------------------

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق