نصائح وآداب ... لمستخدمي الفيس والواتساب



ـ[ نصائح وآداب ... لمستخدمي الفيس والواتساب ]ـ

الحمد لله رب العالمين وكفى، والصلاة والسلام على النبي المجتبى ورسوله المصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد ....!
اقتضت حكمة الله - جل وعلا - في خلقه للناس أن يتعارفوا فقال سبحانه وتعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " ( الحجرات ١٣ )
ومن الوسائل التي سخرها الله لنا في عصرنا هذا وقد يسرت التواصل والتعارف بين الناس وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وواتساب وغيرهما. وهذه من نعم الله علينا - لو استخدمت في الخير - فهي من أسرع وسائل التواصل بين البشر، ولكن لما كان الناس يتفاوتون ويختلفون في مشاربهم ومناهلهم وتدينهم من عدمه، فاستخدمت هذه الوسائل في الخير وفي الشر، وهي إلى الشر أقرب منها - لكثرة الأشرار لا كثرهم الله - إلى الخير، ومن باب النصيحة لنفسي وإخواني في كل مكان أحببت أن أحذر من استخدام هذه الوسائل إلا في الخير وما ينفع البشر، فطالعت ما كتبه الناصحون وحذر به المحذرون وهذبته ورتبته وأضفت إليه من عندي ما تفضل علي به ربي من النصائح والآداب التي ينبغي على كل مسلم - خصوصا - وعلى الناس عموما أن يراعوها ويطبقوها - كل بحسب استطاعته - حينما يستخدمون الفيس بوك والواتساب وما أشبههما من الوسائل.
- واضعا نصب عيني قول ربي جل في علاه : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " ( الإسراء ٣٦ )
وقوله تعالى : " فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " ( البقرة ٧٩ )
- فنحن جميعا محاسبون عن أسماعنا ماذا نسمع بها ؟ وعن أبصارنا ماذا نشاهد بها ؟ وعن قلوبنا أفئدتنا ماذا نهوى بها؟ وعن أيدينا ماذا نكتب بها؟
** وإلى هذه النصائح والآداب أرشد الأصحاب والأحباب، راجيا من الله العفو والثواب، فأقول بعون الملك الوهاب :
** أولا : السعي فيها لمرضاة الله.
فنحن مطالبون بالإخلاص لله في كل أعمالنا، وبالحرص على ما يرضيه عنا قال تعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " ( البينة ٥ ) وقال سبحانه : " ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما " ( النساء ١١٤ )وان كان هذا خاصا بما ذكر قبلها، لكن كل عمل صالح لابد فيه من ابتغاء رضا الله عزوجل.
** ثانيا : مراقبة الله - جل وعلا - عند النشر والكتابة في هذه الوسائل، لأن العبد إذا علم - يقينا - أن الله يراه ومطلع على خباياه لم ينشر ما يغضب الله عليه.
** ثالثا : الحرص على نشر المفيد والنافع، فقد أمرنا ربنا بذلك فقال : " وقولوا للناس حسنا " ( البقرة ٨٣ ) فبعض الناس ينشر مالا فائدة منه ينشر ماذا أكل في الغداء. ...يقول : أنا ذاهب إلى فلان الآن أو إلى المكان الفلاني أو. ... هذا تحصيل حاصل وتضييع وقت.
** رابعا : الحذر ثم الحذر من الرياء والسمعة.
فالبعض قد يبذل جهده ويستفرغ وسعه ليحقق شهرة ويسمع الناس به - نسأل الله السلامة والعافية - ويرائي بما ينشر ويكتب ويسجل . وقد حذرنا ربنا جل في علاه من الرياء فقال : " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراءون. .." ( الماعون ٤ : ٦ )
** خامسا : التثبت عند نقل الكلام.
خصوصا عمن نجهل حالهم أو نعلم فسقهم أما من نثق في عدالتهم فلا يجب التثبت قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. ..." ( الحجرات ٦ )
** سادسا : البعد عن الكذب.
ومنه ما يسمى بالنكت فقد جاء فيها التحذير الشديد فقد روى بعض أهل السنن وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ثم ويل له "
ومنه أن يحدث بكل ماسمع أو ينشر كل ما رآه وفي الحديث الصحيح : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع "
** سابعا : التوبة من نشر الباطل.
فمن نشر كلاما لمبتدع أو نشر بدعة أو نشر غناء وموسيقى أو صورا لنساء متبرجات أو عاريات أو مقطعا مخلا بالآداب، فلا بد أن يتوب ومن تمام توبته أن يحذف ما نشره من ذلك ، ويبين ذلك كما قال تعالى : " إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " ( البقرة ١٦٠)
** ثامنا : تجنب الدخول في مناظرات مع أهل البدع بغير علم
لأنه لو ناظر مبتدعا وهو غير مؤهل علميا فقد يغلبه المبتدع أو يلقي شبهته في قلبه فيفتن. ولذلك من مكر المبتدعة أنهم يصطنعون مناظرات ويتفقون مع شخص على أنه من أهل السنة أو من علماء الدين وقد يكون جاهلا فتتم المناظرة وقد ظهر المبتدع ولم يستطع من يجادله أن يرد فيفتن الناس.
** تاسعا : الحرص على الوقت وعدم تضييعه.
فالوقت أغلى ما يملكه الإنسان وسيسأل عنه يوم القيامة. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه؟ "
وصح أيضا عنه صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " وهذه الوسائل - خصوصا الفيسبوك - تأكل الوقت أكلا وتسحبه سحبا وصدق القائل :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ماعليك يضيع
** عاشرا : الحذر من سرقة المنشورات.
صحيح أن من نشر الخير ودل عليه فله أجره وأجر من عمل به. وكل منا يحب أن ينتشر ما نشره من الخير. لكن نسبة الشيء لصاحبه هذا من الأمانة العلمية.
** الحادي عشر : عدم التسرع في الرد حتى يدقق النظر ويفكر قبل الرد. ولو وجد خطأ أو باطلا لو ناصح صاحبه سرا أولا لكان أفضل لعله يرجع عنه. لكن لو ناصحه سرا فلم يرجع واستمر في نشر باطله فليرد علانية ويحذر من هذا الباطل.
** الثاني عشر : غض البصر عن المحرمات.
فهذه الوسائل لا تخلو من مناظر فاتنة ومشاهد مغرية، والمؤمن والمؤمنة مأموران بغض البصر كما قال تعالى : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. .....وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " ( النور ٣٠، ٣١ )
** الثالث عشر : لا يجوز انتحال شخصيات الآخرين والنشر باسمهم.
وهذا يقع فيه البعض، ولا يدري - أو يدري - أنه مزور وأنه متشبع بما لم يعط وقد قال صلى الله عليه وسلم : " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور "
** الرابع عشر : مراعاة عدم الأخطاء الإملائية في الكتابة - بقدر الإمكان - لأن الأخطاء قد تغير المعنى المقصود وخصوصا في القرآن ومع لفظ الجلالة. فالبعض يكتب لفظ الجلالة هكذا : اللة وهذه مصيبة فقد أنث لفظ الجلالة بذلك، والبعض يكتب : واللهي أو واللاهي يقصد الحلف بالله فغير الاسم إلى آخر ومعناه من اللهو. وهكذا.
** الخامس عشر : لا ينبغي لفتاة أن تعمل صفحة باسمها ونشر خصوصياتها عليها.
وإن كانت تريد المشاركة في الأجر فتسمي صفحتها باسم لا يعلم منه أنها امرأة أو فتاة، ولا تنشر ما يعلم منه أنها أنثى، حتى لا تكون عرضة لأن تفتن هي أو تفتن غيرها من الرجال
** السادس عشر : الرد على أهل الباطل والمبتدعة جهاد في سبيل الله.
فمن وجد باطلا أو بدعا - وكان أهلا للرد - فيرد ويدحض البدع وأهلها. ومما يدل على ذلك قوله تعالى : " وجاهدهم به جهادا كبيرا " ( الفرقان ٥٢ ) أي جاهدهم بالقرآن.
** السابع عشر : لا تخترق صفحات غيرك. ولو كنت خبيرا بذلك. لأن هذا ضرر عليهم وتضييع لأعمالهم.
** الثامن عشر : الحذر من السخرية - وما أكثرها - من الآخرين. قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم. ..." ( الحجرات ١١ )
وقال سبحانه : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " ( الأحزاب ٥٨ )
** التاسع عشر : عدم الإسراف في استخدام هذه الوسائل.
فقد بينا أنها تهلك الوقت. ولكن يدخل الإنسان عليها لينشر خيرا ويؤدي رسالة نافعة ثم يحفظ وقته فيما هو أنفع له. ولأن الإسراف فيها قد يجعله يقصر في الواجبات ويضعف قوته من طول السهر معها.
** العشرون : ترك الانشغال بها وقت الوظائف - خصوصا الوظائف الخدمية التي فيها خدمات المواطنين. فلا يعطلها من أجل انشغاله بهذه الوسائل وتضييع مصالح الناس. وكذلك عند قيادة السيارة وهذا من الخطورة بمكان فمئات الحوادث قد يكون سببها الانشغال بالهاتف أثناء القيادة.
** الحادي والعشرون : لا يجوز ترويع الناس.
فالبعض قد يحرص على نشر المقاطع المروعة المخيفة أو يمزح مع إنسان فينشر خبرا - كذبا - بوفاة قريبه أو خطف ولده أو ابنته وهكذا والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم : " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما "
هذه أهم النصائح والآداب وهناك الكثير والكثير .لكن يكفينا هذا. ونسأل الله - جل وعلا - أن يجعلنا ممن يقولون فيعملون ويعملون فيخلصون ويخلصون فيقبلون.

وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين.

وكتبه ..........راجي عفو ربه الوهاب
فضيلة الشيخ / أبو إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ١٠ / ٦ /١٤٣٨هجرية - ٩ / ٣ /٢٠١٧م
فضلة الشيخ / أبو إسلام حازم بن علي خطاب
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
=============================
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق