إلى المجاهرين بالمعاصي والذنوب ....احذروا سخط علام الغيوب



ـ[ إلى المجاهرين بالمعاصي والذنوب ....احذروا سخط علام الغيوب ]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو القوة المتين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين. وبعد.
لقد قل الحياء وكاد ينعدم، وبعد أن كان الإنسان يخشى أن يراه واحد من الناس على معصية أو على فعل يخدش الحياء ، إذا بالعصاة والمذنبين يفعلون المعاصي جهارا نهارا دون حياء ولا خجل، بل البعض يتباهى ويتبجح بفعل المعصية وينشرها هنا وهناك بلا حياء من خالق ولا مخلوق أو من قريب أو غريب . فلما رأيت الخطب زاد، وأهل الشر ينشرون الفساد، مجاهرين بمعصية رب العباد. قلت : لا بد من وقفة احذر فيها من مغبة ذلك العناد، ابريء بها ذمتي يوم التناد. فاشهد أني قد بلغت يا رب العباد .
- أولا : لقد حذرنا ربنا جل وعلا من المجاهرة بالسوء والشر، وبين عاقبة ذلك في الدنيا والآخرة فقال :
- " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما " ( النساء ١٤٨ )
- " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ( النور ١٩ )
- " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " ( الروم ٤١ )
- " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. .." ( الأعراف ٣٣ )
** ثانيا : وردت كثير من الأحاديث النبوية في ذلك منها :
[ ١ ] روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذاوكذا، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه "
[ ٢ ] روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " فهذا من أشد أنواع المجاهرة. فإذا كان الإنسان لا يستحيي من نشر أسرار الزوجية فماذا بعد ذلك؟ !!!!
[ ٣ ] روى المنذري في الترغيب والترهيب وقال : رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله "
[ ٤ ] روى ابن ماجه والحاكم وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا. ....." الحديث
[ ٥ ] روى ابن ماجه بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمت فلانة، فقد ظهر منها الريبة في منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها " وما أكثر هذا الصنف من النساء لا كثرهن الله
[ ٦ ] روى الإمام أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش والمتفحش، قال : ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش. ...." الحديث.
[ ٧ ] روى الترمذي وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك. ..." الحديث
[ ٨ ] روى الحاكم في المستدرك بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله عليه "
** فهذه الأحاديث وأمثالها فيها الوعيد الشديد على المجاهرة بالمعصية ونشرها بين الناس، ومع ذلك فأكثر العصاة لايبالون بفعلها أمام أعين الناس أو يتفاخرون بفعلها! !!!!
** ثالثا : وقد وردت بعض الآثار عن سلفنا الصالح منها :
- قال عمربن عبد العزيز رحمه الله : كان يقال : إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحقوا العقوبة كلهم "
- قال النووي - رحمه الله - الذي يجاهر بالمعصية يكون من جملة المجان، والمجانة مذمومة شرعا وعرفا، فيكون الذي يظهر المعصية قد ارتكب محذورين : إظهار المعصية وتلبسه بفعل المجان "
- قال ابن بطال - رحمه الله - في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين. ....."
- قال ابن حجر - رحمه الله - من قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره، ومن قصد التستر بها حياء من ربه ومن الناس، من الله عليه بستره إياه "
** رابعا : من صور المجاهرة بالمعاصي :
١ - التخلف عن صلاة الجماعة - مع القدرة عليها - والانشغال بالتجارة والأعمال أثناء أدائها.
٢ - الدعوة لحضور أماكن اللهو والفساد والإعلان عن ذلك.
٣ - ما يفعله بعض الشباب - بنين وبنات - من تقليد لشباب الغرب في الفسق والفجور
٤ - ما تفعله النساء - دون حياء - من التبرج والعري وعرض جسدها للناس.
٥ - مايقع من بعض السفهاء في مجالسهم من التحدث بفعل المعصية رغم ستر الله عليهم كما مر في الحديث.
٦ - ما ابتلي به أكثر الناس من تركيب أطباق الاستقبال ( الدش ) وعرض جميع القنوات بما فيها قنوات الجنس وقد يشاهد الرجل وزوجته وبناته الكبار ذلك دون استحياء. مما قد يسبب انحراف الأولاد بنين وبنات والوقوع في براثن الفواحش.
٧ - حفلات المجون والخلاعة والرقص علنا.
٨ - نشر البعض الصور الخليعة والمشاهد الجنسية الفاضحة على صفحاتهم على الفيس بوك رغم علمهم بأن الكثيرين يشاهدونها. وغير ذلك من هذه المظاهر السيئة للجهر بالمعاصي.
** فأقول لكل مجاهر بالفسق والفجور ونشر الرذيلة بدون خجل ولا حياء. خف على نفسك من الوعيد الشديد الذي مر في الحديث وهو أن الله لا يعفو عنك بسبب المجاهرة. وخف على نفسك من سوء الخاتمة، فإنك لا تدري متى ولا أين ولا على أي حالة يأتيك ملك الموت ليقبض روحك؟ !!! وخف على نفسك من الفضيحة في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا يراك الناس على المعاصي وفي الآخرة تبعث على ما مت عليه. وخف على نفسك من عقوبة نشرالفاحشة وهي العذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
ونسأل الله تعالى أن يسترنا في الدنيا والآخرة، وأن يتوب علينا توبة نصوحا، وأن يهدي كل العصاة والمذنبين المستترين منهم والمجاهرين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
- - - - - - - - - - - -
وكتبه فضيلةالشيخ /أبو إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ٣ / ٦ /١٤٣٨هجرية - ٢ /٣ / ٢٠١٧م
- - - - - - -
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
= = = = = = = = = = = = = = = = =
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق