قاتل الله خوارج العصر شغلونا عما ينفعنا

ـ(( قاتل الله خوارج العصر شغلونا عما ينفعنا ))ـ
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله النبي الأمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد
ان المتتبع للأحداث الجارية منذ بدايتها - وهذا له عدة سنوات - والتي جرت علينا الويلات والشرور والبليات من قتل وسفك دماء وانتهاك أعراض وضياع أموال. بسبب خوارج العصر ومعهم كثير من الدهماء الذين أفسدوا دنياهم من حيث يريدون إصلاحها ، وأفسدوا دينهم تبعا لذلك بل قبل ذلك. فلا لدينهم نصروا ولا على دنياهم حصلوا.
فذكرني ذلك - بما ترتب عليه من ضياع أوقات وانشغال عن عبادات ومهمات - بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم الخندق لما انشغلوا عن أربع صلوات : الظهر والعصر والمغرب فلم يصلوها إلا مع العشاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر "
فكم شغلتنا هذه الأحداث؟ !!! وكم ضيعت من أوقاتنا ومن عباداتنا؟ !!!!! وكم اكتوينا بويلاتها وما زلنا .
فأقول لخوارج العصر أحفاد وأتباع ذو الخويصرة التميمي رأس الخوارج وأتباع قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقتلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقتلة آلاف بل ملايين المسلمين على مدار التاريخ. وما عرف لهم قتال للكفرة الأصليين من يهود ونصارى - غير معاهدين - وتتار !!! فصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان " لقد شغلتمونا كثيرا وكان أجدر بنا أن نستفيد من أوقاتنا - وإن كانت ردودنا وتحذيراتنا من الحق الذي لا يجوز كتمانه - فيما ينفعنا أكثر عند ربنا جل وعلا. فعن ماذا شغلونا؟ !!!!!
** أولا : شغلونا - ولو لوقت ما - عن تعليم التوحيد للناس. خصوصا الذين غرقوا في أوحال الشرك وعبادة غير الله.
والتوحيد لله جل وعلا هو دعوة جميع الرسل والأنبياء وهو أساس قبول الأعمال وبغيره لا فائدة في أي عمل.
- قال تعالى : " (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[سورة الزمر 65]
- قال تعالى : " (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [سورة اﻷنبياء 25]
- قال تعالى على لسان كثير من الرسل : " ( يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ) [سورة اﻷعراف 65]
- قال تعالى في بيان خطورة الشرك : " (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة النساء 48]
- روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار "
لكن انظروا إلى واقع المسلمين الآن. وأخص بالذكر ما في بلدي - الحبيبة التي بينت منزلتها في الإسلام قبل ذلك - مصر. ملايين يحجون إلى البدوي في مولده. وآلاف إلى غير البدوي وطواف حول هذه الأضرحة ودعاء لغير الله ونذر واستغاثة واستعاذة من غير الله. فإلى الله المشتكى.
إذن التوحيد هو أول وأعظم ما يبدأ الناس بتعليمه والشرك هو أخطر وأشد ما ينهى الناس عن فعله. فماذا نقول لهؤلاء الخوارج الذين اقتطعوا من أوقاتنا ما كان أولى أن يصرف في تفصيل التوحيد وبيان الشرك وتفصيله؟ !!!
** ثانيا : شغلونا - في هذه الأيام - عن الحديث عن فضائل شهر شعبان وهي كثيرة. وعن العمل الصالح فيه وأهمه كثرة الصيام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان. ولما سئل عن ذلك قال : " ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وفيه ترفع الأعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " وفيه كثرة قراءة القرآن تدريبا لرمضان، وقد يعرف عند البعض بشهر القراء. لكثرة قراءتهم للقرآن فيه.
** ثالثا : شغلونا عن جراح الأمة ونزيفها - وبعضه بسببهم - فكاد الناس ينسون فلسطين وجراحها تحت وطأة اليهود الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة يقتلون النساء والأطفال ويغتصبون الفتيات ويدنسون المساجد وخصوصا الأقصى الأسير. اشغلنا بأفعال هؤلاء الخوارج هنا وهناك. من تفجير لألغام. وهجوم على كمين. ومداهمة لأبرياء آمنين. ويستغل اليهود الملاعين هذه الأحداث فيزيدون من التوسع في المستوطنات. ويطردون الأهالي من بيوتهم. أو يهدمونها عليهم. وكل المسلمين مشغولون بهمومهم ومنغصاتهم.
وكاد الناس ينسون القتل والتحريق والتشريد لأهل بورما من البوذيين. وكاد الناس ينسون ما يحدث لأهل السنة على أيدي النصيريين في سوريا وما يفعلونه بهم من قتل وإبادة جماعية وتدمير وتشريد. لا يفرقون بين امرأة ولا أطفال ولا عجائز ولا مسنين. وغير ذلك من بلاد المسلمين.
** رابعا : شغلونا بما ينشرونه من أخبار ومقاطع للعلمانيين أو أعداء الإسلام مما يهدم في ثوابت الدين، مشنعين به على الحكام، يثيرون بذلك عواطف الناس بأن الحاكم أعلن الحرب على الإسلام. فجعلوا الأكثرين يسبونه ويلعنونه على أنه هو الذي يسمح بذلك ويعين عليه ، والمسؤولية - في المقام الأول - تقع على علماء الدين لأنه جعل الأمانة في أعناقهم. شغلونا بذلك عن الأصل وهو الأمر بطاعة ولاة الأمور في غير معصية الله. وأن هذا ينافي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في نصيحة السلطان وهي أن تكون سرا لا على الملأ لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده وليخل به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه "
وما يفعله الناس من طعن وسب وسخرية من ولاة الأمور داخل في إهانة السلطان التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم :"من أهان سلطان الله في أرضه أهانه الله يوم القيامة "
** خامسا : شغلونا عن الطاعات والعبادات - أحيانا - بتتبع الأحداث والأخبار والأمور السياسية وهذا وإن كان مطلوبا ومعرفته والدراية به ليست شينا ولا عيبا في حد ذاتها. لكن إن شغلت عن المهم أو الأهم فهذا هو المذموم وهذا هو الذي حدث من كثير من الناس تركوا ما ينفعهم من قراءة القرآن وقيام الليل وذكر الله تعالى ملاحقة للأحداث وتتبعا للأخبار وهذا تضييع للوقت. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : " عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. وعن ماله ماذا عمل فيه ؟ "
** سادسا : شغلونا عن طلب العلم والتفقه في الدين - بعض الوقت - بإعداد الخطب والدروس المتعلقة بهم وبما يترتب على أفعالهم. وطلب العلم أهم.
- قال تعالى : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " [سورة المجادلة 11]
- وقال تعالى : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " [سورة الزمر 9]
- وقال تعالى : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ " [سورة فاطر 28]
- وفي المسند وغيره وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله طريقه إلى الجنة وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العالم ليستغفر له من السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "
فرغم هذه المنزلة العظيمة لطلب العلم إلا أن أكثر الناس لا همة لهم بل لا نية عندهم لطلبه مع أنه فريضة عليهم. لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " وخصوصا في ظل متابعة الأحداث حتى بعض طلبة العلم انشغلوا عنه بل بعد الدعاة انخرطوا في السياسة - ولا شأن لهم بها - وتركوا تعليم الناس وتركوا المساجد بل شاركوا الخوارج في أعمالهم وحرضوهم على الاستمرار فيها مما كان دليلا قاطعا على أنهم مخالفون لمنهج السلف وان ادعوا - زورا وبهتانا - أنهم سلفيون.
وأهم من بعض ذلك تكفيرهم للمسلمين بغير بينة بل بالهوى ومن ثم الحكم عليهم بالردة واستباحة دمائهم، بل ذهبوا إلى أشد من ذلك أن من لم يكفرهم فهو كافر مثلهم لذلك كفروا حتى علماء الأمة وطلبة العلم لأنهم لم يوافقوهم على تكفيرهم وردوا عليهم . لذا ينبغي عدم التهاون في شأن هؤلاء الخوارج التكفيريين ولابد من الأخذ على أيديهم بقبضة من حديد وعدم تركهم يعيثون في الأرض فسادا.
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
-- - - - - - -- - - - - - - - - - - - - -
فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
الخميس ٨ من شعبان ١٤٣٨هجرية - ٤ من مايو ٢٠١٧م
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
= = = = = = = == = = = = = == = = = =
- - - - - - - - - -روابط ذوات صله - - - - - - - --
ـ( سلسلة الخوارج قديما وحديثاً )ـ( http://cutt.us/JnWjk )ـ
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ـ(( يا أهل مصر .. اتقوا الله في أمنها ))ـ
صوتيةـ[ http://cutt.us/Jcn3J ]ـ
مرئية ـ[ http://cutt.us/qW0GG ]ـ
- - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - -
ـ(( يا أهل مصر حافظوا على أمن بلدكم ))ـ
ـ[ http://cutt.us/aXzOL ]ـ
--------------------------------------------
ـ(( الغدر والخيانة عند الدواعش ديانة ))ـ
صوتي (( http://cutt.us/J8Y0V ))
مرئي :ـ ((http://cutt.us/Hff1S ))
----------------------------------------------------
( الغدر ليس من أخلاق المسلمين )ـ
ـ( http://hazemkttab.blogspot.com.eg/201... )ـ
--------------------------------------------------
الدماء المعصومة بين نظر العلماء الربانيين وبين فهم التكفيريين ..
ـ[ http://cutt.us/pgrF ]ـ
-------------------------------------------------
ـ(( حادث تفجير الكنيستين بين الافراط والتفريط ))ـ
صوتي ـ[ http://cutt.us/aHiLV ]ـ
فيديو ـ[ http://cutt.us/QCo6n ]ـ
-----------------------------------------------
ـ(بيان حول حادث تفجير كنيستي الإسكندرية وطنطا بتاريخ 9/4/2017 )ـ
ـ[ http://cutt.us/cbcqK ]ـ
---------------------------------------------------
نصارى مصر ...اذكروا نعمة الله عليكم ـ[ http://cutt.us/VTUqG
-------------------------------------------------
ضوابط التعايش السلمي مع غير المسلمين ـ[ http://cutt.us/V1wAg ]ـ
==========================
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق