الزواج شعيرة إسلامية , وليس صفقة تجارية ( مكتوب )




ـ( الزواج شعيرة إسلامية , وليس صفقة تجارية )ـ

الحمد لله رب العالمين وكفى.
والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 
وبعد

في ظل الأوضاع الحالية من غلاء الأسعار .ضاق الشباب ذرعا وأضناهم وشغل بالهم موضوع الزواج، وزاد الأمر صعوبة عليهم الغلاء في المهور وكثرة المطالب والأعباء التي يتكبدها من أقدم على الزواج من أهل الفتاة. مابين ذهب بكذا وعشاء ومخبوزات بكذا وقائمة مقدارها كذا. ...إلى آخر المطالب. مما كان - ولايزال - سببا في عزوف الشباب عن الزواج، وأصبح الحرام أسهل منالا من الحلال. فإلى الله المشتكى.

والزواج في الإسلام له مقاصد عظيمة وغايات نبيلة وآثار فاضلة تناساها الناس وتجاهلوها وأعرضوا عنها واهتموا بتوافه الأمور وبمظاهرها البراقة وليست في الأهمية بمكان.

فإذا جئنا لمقاصد الزواج فهي كثيرة لكني أقتصر على أهمها والتي منها :

☆ أولا : طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى : " (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)
[سورة النساء 3 ]
وقال تعالى : " (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
[سورة النور 32]
(وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
[سورة النور 32]
وفي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. ....."
وفي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "

☆ ثانيا : تحقيق الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والمرسلين من قبله :

قال تعالى : " (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) [سورة الرعد 38]
وفي الصحيحين : " ...... وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "

☆ ثالثا : إعفاف النفس والزوجة وإشباع الغريزة :

ففي الحديث السابق : " يامعشر الشباب. .... فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج " ففي الزواج العفة عن النظر إلى الحرام، وعن فعل الفاحشة. والنفس البشرية ركبت فيها الشهوة الجنسية فإن لم تصرف بالزواج الشرعي فإما الكبت والعقد النفسية. وإما تصريفها في الحرام.

☆ رابعا : تكثير عدد المسلمين :

وهذا فيه إغاظة الأعداء الذين يخشون من كثرة عدد المسلمين - خصوصا مع التمسك بالدين والرجوع إليه - لذلك فهم يحرصون على قلة الإنجاب عند المسلمين إما بالمكر وعقاقير قد تسبب العقم وإما بنشر وسائل تحديد النسل والإلزام بها. وهذا ينافي الحكمة التي من أجلها شرع الزواج، بل والتي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد روى النسائي وأبو داود وصححه الألباني رحمه الله عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها؟ فنهاه. ثم جاءه الثانية فنهاه. ثم أتاه الثالثة فقال : " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم "
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " ما آتي النساء لشهوة ولولا الولد ما آتي النساء " وقال : " إني لأكره نفسي على الجماع كي تخرج مني نسمة تسبح الله تعالى "

☆ خامسا : عبادة الرب وتعمير الأرض بالذرية :

فقد اقتضت حكمة الله - عزوجل - إيجاد الخلق لتحقيق عبودية الله. قال تعالى : " (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات 56] . واعمار الأرض لابد له من وجود البشر. فأين هذا مما ينادي به أعداء البشرية من تحديد النسل؟ !!!

☆ سادسا : حماية المجتمع من الآثار المدمرة لترك الزواج :

فإذا عزف الشباب عن الزواج - لتكاليفه المعضلة - زاد الانحراف بين الشباب والفتيات والوقوع في الرذائل، وإن لم يتمكنوا - بعضهم - من ذلك فليس إلا الأمراض النفسية والوساوس القهرية. مما يكون له أكبر الأثر على تدمير القوة الشبابية في المجتمع. فلا عمل ولا إنتاج وهذا قمة الضياع.

☆ سابعا : طلب الثواب والأجر من الله بالزواج :

ففي الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وفي بضع أحدكم - أي الجماع - صدقة . قالوا : يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : نعم .أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ ! قالوا : نعم. قال : فكذلك لو وضعها في حلال كان له بها أجر " هنيئا لكم فأكثروا من هذه الصدقة! !!!

☆ ثامنا : التعارف بين الناس :

والزواج من الأمور التي بها يحصل التعارف بل تفاصيله. وقد قال ربنا جل وعلا : " (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة الحجرات 13]

☆ تاسعا : تقوية العلاقات بين المسلمين :

فبالزواج والمصاهرة تقوى العلاقة بين المسلمين. وهذا أمر واضح في الواقع. فكم من أناس قويت علاقتهم بالمصاهرة! !! وكم من أناس أصبح لهم قوة بأصهارهم. وهذا من محاسن الزواج.

☆ عاشرا : تحقيق السنة الإلهية في استمرار البشرية :

فقد اقتضت حكمة الله وجود البشر. وبعد خلق الله لآدم وحواء. جاءت الذرية. واستمرت الأجيال بهذا التزاوج بين الذكر والأنثى. ولولا أن الله قدر ذلك لما كان لنا نحن وجود الآن. فسبحان من هذه حكمته. وهذا قضاؤه! !!!!

☆ حادي عشر : إسعاد النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة المسلمين :

ففي الحديث السابق : " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم " فما يفرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة كثرة المسلمين. ومن فضل الله على نبيه وعلى المسلمين أنه جعلهم أكثر الأمم يوم القيامة.

☆ ثاني عشر : السكن والمودة المترتبة على الزواج :

قال تعالى : " (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم 21]
وقال تعالى : " (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ....) [سورة اﻷعراف 189]

☆ ثالث عشر : تكوين الأسرة المسلمة :
وهذا من أعظم مقاصد الزواج في الإسلام. إيجاد أسرة مسلمة تنشأ على الإسلام وتتربى عليه وتقود المسيرة.

*** أخيرا : فإذا كان الزواج في الإسلام بهذه المكانة ومقاصده عظيمة هكذا - كما سلف - فإنني أناشد الجميع بتخفيف أعباء الزواج وتيسير مطالبه.

فكثرة مطالب الزواج من الإسراف المذموم. وقد قال تعالى : " (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [سورة اﻷعراف 31]
وقال تعالى : " (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا *إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) [سورة اﻹسراء 28 - 27]
- روى ابن ماجه والنسائي وصححه الألباني رحمه الله عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة "
والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتيسير.
- ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يسروا ولا تعسروا. .."
- وفي المسند ومستدرك الحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها " . وقال : " أيسرهن مؤونة أكثرهن بركة "

نسأل الله تعالى أن ييسر الأمر وأن يقيض لهذا الأمر رجاله ليحققوه على أرض الواقع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين.
الخميس ١٩ من ذي الحجة ١٤٣٨ هجرية - ١٤ من سبتمبر ٢٠١٧م
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
====================
- - - - - -#روابط_ذات_صله_بالموضوع - - - - - -
ـ(( مبادرة الحد من تكاليف الزواج ))ـ
#اللقاء_الأول
ـ[https://www.youtube.com/watch?v=SOxJ5kMem6c
#اللقاء_الثاني
ـ[https://www.youtube.com/watch?v=7TQZ9HtzcBk
(المهور بين مغالاة الأولياء وظلم الأزواج )
مسموع:- ـ[http://cutt.us/Lbrau
مرئي:- ـ[http://cutt.us/jbxdD ]ـ
- - - - - - #من_سلسلة تحصين الأرواح بفقه النكاح ...!
ـ[http://mahfoouz.blogspot.com.eg/2017/09/blog-post.html

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق