هل نفرح بزيادة الحسنات كما نفرح بزيادة المرتبات ..؟!!




 ||  هل نفرح بزيادة الحسنات كما نفرح بزيادة المرتبات ..؟!! )||

يوتيوب|https://youtu.be/5LLDGbkQgLM|


الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ،.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 

وبعد|

في أيامنا التي نعيشها حدثت زيادات في مرتبات العاملين بالدولة _ مصر _ وأنا منهم، وفرح أهلها بذلك ، فنظرت في حالنا فوجدت أننا نفرح بأمور الدنيا فرحا يزيد _ عند أكثر الناس _ على فرحهم وسرورهم بأمور الدين، ويحزنون على فوات الدنيا أكثر من حزنهم على فوات الفرائض والواجبات وهذا من الخلل، ومن إيثار الدنيا الفانية على الآخرة الباقية، فأحببت أن أقف هذه الوقفة نصيحة لنفسي وإخواني فأقول :

أولا : لقد ورد ذم المال في القرآن والسنة إلا إذا كان لعمل الخير.

_ قال تعالى : " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير" ( الشورى ٢٧ )

_ وقال سبحانه : " واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة " ( الأنفال ٢٧ )

_  وقال تعالى : " إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا " ( آل عمران ١٠ )

_ وقال تعالى : " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " ( التكاثر ١ _ ٢ )

_ في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف. قلت : يا رسول الله ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم قد وسع عليهم وهم لا يعبدون الله. فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة "

_ وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول ابن آدم مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى وما لبس فأبلى وما تصدق فأقنى " وفي لفظ ( وما تصدق فأبقي ) 

_ وفيه أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها "

_ روى الترمذي وصححه الألباني رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال "

ثانيا : الفرح بزيادة المرتب ليس عيبا.

فالمال عصب الحياة، وقد جعله الله زينة الحياة الدنيا. قال تعالى :" المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ( الكهف ٤٦ ) وقال تعالى : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث..." ( آل عمران )

والله _ عزوجل _ فطر الناس على محبة المال. قال تعالى : " وتحبون المال حبا جما " ( الفجر ٢٠ ) وقال سبحانه : " وإنه لحب الخير لشديد" ( العاديات ٨ )

_ وفي الحديث :" نعم المال الصالح للعبد الصالح "

لكنه الفرح من قبيل التحدث بنعمة الله كما قال تعالى : " وأما بنعمة ربك فحدث " ( الضحى ١١ ) وفي الحديث :" إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" لا الفرح من قبيل الكبر والفخر والبطر كفرح قارون " إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " ( القصص ٧٦ )

ثالثا : الفرح الحقيقي بامتثال أوامر الله ورسوله.

قال تعالى : " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ( يونس ٥٨ )

وفي الحديث الصحيح : " من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك هو المؤمن "

 رابعا : أكثرنا لا يقنع بما آتاه الله.

_ في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه "

_ وفي الحديث الصحيح : "  ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس"

_ وفي الصحيح : " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب "

_ أخيرا : المال إما زاد إلى الجنة وإما زاد إلى النار.

فمن جمع ماله من الحلال، وأدى الحق الذي عليه فيه وأنفق منه في سبيل الله كان زاده إلى الجنة. في الصحيحين أن بعض الصحابة قال للنبي صلى الله عليه وسلم :" يارسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور والدرجات العلا، والنعيم المقيم . يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل مال يتصدقون ويحجون....." الحديث.

_ وفي الحديث الصحيح : " لا تزول قدما عبد حتى يسأل يوم القيامة عن أربع : عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه "

وأما إذا جمعه من حرام وأنفقه في حرام أو جمعه من حلال لكن لم يؤد زكاته وكنزه فيكون زاده إلى النار. قال تعالى :" والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " ( التوبة ٣٤ )

_ في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته إلا إذا كان يوم القيامة مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يأخذ بلهزمتيه _ أي بشدقيه _ فيقول : أنا كنزك أنا مالك وقرأ : " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " ( آل عمران  ١٨٠ )

_ وفيهما أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا صفحت له صفائح من نار فيحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وظهره وجبينه كلما بردت أعيدت له كما كانت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار"

فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الحلال الطيب وأن يبارك لنا فيه وأن يباعد بيننا وبين الحرام كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن يجعل ما يرزقنا زادا لنا إلى الجنة لا إلى النار.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأطهار الأخيار تسليما كثيرا.

___________

وكتبه ليلة الجمعة / فضيلة الشيخ ابي إسلام حازم بن علي خطاب 

١٣ من شعبان ١٤٤٢ من الهجرة _ ٢٦ من مارس ٢٠٢١م

ـ|https://hazemkttab.blogspot.com/




شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق