يا أمة المليار ... ما للعب خلقنا !!! (مكتوب)



يا أمة المليار ... ما للعب خلقنا !!!

صوتي :- ـ[https://b.top4top.net/m_6525butm1.mp3
مرئي :- ـ[ https://youtu.be/FqA9jjjzgRk

= = = = == = = = = = = = = = = 
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وبعد
أن أمة الإسلام ليست قليلة، بل عددها يفوق عديدا من الأمم الأخرى، فهي الآن تقارب المليار ونصف المليار. ومع ذلك فلا وزن لها، وشأنها - الآن - لا قيمة له بين الأمم. وكأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يشخص واقعنا ففيه : " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال : لا. إنكم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم منكم. وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا : وما الوهن يارسول الله؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت "
وإن واقع الأمة واقع محزن ومؤسف. ففي الوقت الذي تباد فيه شعوب إسلامية على أيدي الوثنيين، وتئن شعوب أخرى تحت وطأة الاحتلال مابين يهودي تارة ومجوسي رافضي تارة ونصيري علوي تارة وصليبي حاقد تارة. نرى أكثر المسلمين في لهو ولعب وعبث وغفلة. قد انشغلوا بتوافه الأمور وسفسافها، فانصرفت عن جادتها وما ينفعها.
** أولا : اللهو واللعب مذموم في دين الله.
- قال تعالى : " (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سورة الجمعة 11]
- وقال تعالى : " (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
[سورة العنكبوت 64]
- وقال تعالى : " (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [سورة الحديد 20]
- وقال تعالى : " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
[سورة المنافقون 9]
- وقال تعالى : " ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) [سورة التكاثر 1]
* روى أبو داود والترمذي وصححه الألباني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب به الخير والرامي به والممد به. ...وكل لهو باطل إلا ثلاثة تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بسهمه ونبله فإنهن من الحق "
* روى أبوداود وابن ماجه وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يتبع حمامة يلعب بها فقال : شيطان يتبع شيطانة "
فإذا كان هذا الذي يلعب بحمامة وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شيطان، لأن الشيطان صرفه عما ينفعه وشغله باللعب. فكيف بمن يجري وراء جلد منفوخ - كرة القدم - ساعات وساعات ويلهث حتى يخرج لسانه، ويضيع وقته؟ !!
* روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة "
فإذا كان هؤلاء الذين يقومون من مجلس لم يذكروا الله فيه هذا وصفهم مع أنهم لم يرتكبوا المعاصي التي باللسان. فكيف بمن يجلس لمشاهدة المباريات ويسب ويلعن ويتلفظ بألفاظ القذف للأمهات؟ !!!
* ورد في كتاب ( مساوئ الأخلاق للخرائطي ) عن معمر بن راشد قال : بلغني أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا : قم بنا نلعب. فقال : ما للعب خلقت. قال : فذلك قوله تعالى : " وآتيناه الحكم صبيا "
**ثانيا : الفراغ الروحي لغير المسلمين جعلهم يفكرون فيما يشغلون به هذا الفراغ.
أما نحن - معشر المسلمين - فلسنا كذلك وعندنا ما يغذي قلوبنا وأرواحنا من كثرة العبادات. ومع ذلك فقد أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أننا سنقلد هؤلاء في ذلك. كما ثبت في الصحيح : " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا : اليهود والنصارى؟ ! قال : فمن؟ !!"
إذن هذا اللهو وهذا اللعب نحن نقلد فيه غير المسلمين
* ثالثا : التخطيط لإشغال الأمة عن جادتها.
فإن أعداءنا يخططون ليل نهار لإفساد المسلمين ولإشغالهم عما ينفعهم. وقد ظهر هذا فيما يسمى ببروتوكولات حكماء صهيون فذكروا أنه لابد من إشغال أمة الإسلام عن جهادها وعن كل ما ينفعها وإغراقها بالشهوات والملهيات.
إذن هذا الذي يحدث في الأمة الإسلامية من اللهث وراء المباريات ومتابعتها ليل نهار وإنفاق الأموال الطائلة في إعداد الفرق والجهد الكبير في تدريبها. ليس مجرد ممارسة للرياضة وتقوية لأبدان الشباب. وإنما هو مخطط مدروس لصرف الأمة وشبابها عن الجادة. حتى وصلنا إلى ما ترون! !!!
** رابعا : أمتنا أمة الجد والاجتهاد لا اللهو والفساد.
لما كانت الأمة الإسلامية جادة ولا تعرف اللهو سادت العالم وفتحت الفتوحات ونشرت الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وكانت تهابها كل الأمم. حتى الصبيان والصغار تربوا على الهمم العالية . فهاهما معاذ ومعوذ ابنا عفراء في غزوة بدر. سمعا أن أباجهل سب النبي صلى الله عليه وسلم فذهب كل منها إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من وراء الآخر وقال : ياعم أتعرف أبا جهل؟ فإني سمعت أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم. فوالله لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. فأشار إليه فانقضا عليه كالصقرين وضرباه في وقت واحد فأردياه على الأرض ثم جاء ابن مسعود فأجهز عليه "
- وروى الطبراني والبزار بسند رجاله ثقات عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى. فقلت : مالك يا أخي؟ قال : إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة. قال : فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده. فبكى فأجازه. فقتل وهو ابن ست عشرة سنة "
- وهاهو أسامة بن زيد وهو في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره يقود جيشا فيه أبوبكر وعمر رضي الله عنهما وكبار الصحابة. وشبابنا في هذا السن يبكي إذا انهزم الفريق الذي يشجعه. يبكي ويحزن إذا فاتته سهرة في نادي من النوادي. فهذا حال شبابنا. فإلى الله المشتكى.
فكيف تقوم للأمة قائمة وهذا حالها من اللهو والعبث؟ !!
الأمة تواجه أخطارا جسيمة في الداخل والخارج، ومع ذلك أكثرها في غفلة وفي لهو ولعب. فنسأل الله تعالى أن يعيد الأمة إلى رشدها وأن يردها إلى دينها ردا جميلا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. والحمد لله رب العالمين.
كتبه
حازم خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الجمعة ٢٢ من المحرم ١٤٣٩هجرية - ١٣ من أكتوبر ٢٠١٧ م
= = = = == = = = = = = = = = = 
فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب 
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ


شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق