قاتل الله الخوارج يقتلون المسلمين ويتركون الكافرين ( تعقيب على حادث الواحات )




قاتل الله الخوارج
يقتلون المسلمين ويتركون الكافرين
( تعقيب على حادث الواحات )
.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأصلي وأسلم على النبي الأمين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد
كلنا قد علم بهذا الحادث الأليم الذي تعرض له نخبة من الضباط والجنود البواسل في طريق الواحات من قتل بأبشع طرق القتل والتصفية من ثلة قليلة من الخوارج المأجورين، قد غدر بهم غدرا واضحا مبينا. نحتسب هؤلاء المسلمين عند الله ونسأله تعالى أن يكتبهم من الشهداء.
** أولا : ذم الخوارج في الشرع وأجر من قتلهم :
- روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عن الخوارج : " هم شر الخلق والخلقية، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه "
- ورويا أيضا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يخرج في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فمن لقيهم فليقتلهم، فإن قتلهم أجر عند الله "
- روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عن الخوارج : " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "
وإذا كان الخوارج قديما بهذه المثابة في كثرة العبادة ، ومع ذلك - لمخافتهم للشرع - توعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الوعيد الشديد. وأما خوارج العصر فمعظمهم لا يصلي ولا يعرف شيئا عن دينه.
- وروى مسلم أيضا عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لولا أن تبطروا لحدثتكم بما سبق على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكرامة لمن قتلهم " لذلك قاتلهم هو رضي الله عنه وقتلهم لكنهم قتلوه كما قتلوا عثمان رضيالله عنه وغيره من الصحابة.
- روى الإمام أحمد وابن ماجه وابن أبي عاصم وصححه الألباني عن عبد الله ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الخوارج كلاب النار "
** ثانيا : الإسلام يحرم دماء غير المسلمين - ممن لهم عهد - فكيف بدماء المسلمين؟ !!!!
- روى أحمد والترمذي وصححه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما " وفي لفظ : " من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة. ..."
أما قتل المسلم المؤمن الموحد، فدونك هذه الآيات والأحاديث :
- قال تعالى : (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) [سورة الفرقان 68]
- وقال تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
[سورة النساء 93]
- في الصحيحين عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قلت : يارسول الله أي الذنب أعظم؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت : ثم أي؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت : ثم أي قال : أن تزني بحليلة جارك "
- وفيهما عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء "
- وفيهما عن أنس - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس. ..."
- وفيهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما "
- روى الترمذي وصححه الألباني عن ابن عمرو - رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق "
** ثالثا : الحفاظ على الأمن واجب شرعي :
فنعم الأمن من أجل نعم الله علينا، كما ثبت في الحديث الصحيح : " إذا أصبح ابن آدم معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها "
والحفاظ على نعمة الأمن لا بد له من أسباب، ومن أعظم أسبابه - بعد توحيد الله وترك الشرك به - إعداد الأبطال من أبناء المسلمين سواء كانوا في الجيش أو الشرطة، وتدريبهم على التعامل مع أصناف المجرمين بكل وسيلة.
ولقد رتب الشرع المطهر على حفظ الأمن - سواء كان في الداخل والخارج - طالما أنه بنية الحراسة والرباط في سبيل الله وصد الخطر عن بلاد المسلمين، الثواب العظيم، كما في الحديث الصحيح : " رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها "
وثبت عند بعض أصحاب السنن وصححه الألباني قوله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله "
** رابعا : العجب من التكفيريين والمفسدين :
يقولون - ليجعلوا الناس تتعاطف معهم ويكرهوا أفراد الجيش والشرطة - يقولون عنهم : أنهم كفار ومرتدون ويستحقون ما حدث لهم، لأنهم - بزعمهم - يحاربون الدين ويقتلون ويعتقلون المتدينين، وهذا كذب وافتراء - ورب العالمين -
* فهل الجيش والشرطة يقتلون المصلين في المساجد؟ !!!
* هل يقتلون الفلاحين في المزارع؟ !!!
* هل يقتلون الموظفين العاملين في الدولة؟ !!!
* هل يقتلون التجار والبائعين في محلاتهم ومتاجرهم؟ !!!
* هل يقتلون غير المسلمين ممن لهم عقد أمان؟ !!!
إنما يقتلون الخوارج المفسدين في الأرض - وفي حدود ضيقة - إذا صالوا عليهم وبدأوا بالاعتداء والتفجير والتخريب، وهنا يشرع دفع الصائل أي المهاجم المعتدي ولو بالقتل. كما ثبت في الصحيحين : " من قتل دون دمه فهو شهيد "
بل الخوارج هم الذين يعتدون على الأبرياء ويقتلونهم. وصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يقتلون أهل الإسلام ويذرون أهل الأوثان "
** خامسا : لعن الله من آوى محدثا فكيف بمن أعانه؟ !!!
فقد ثبت في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ..... لعن الله من آوى محدثا. .." فإذا كان من يؤوي المحدث وهو المجرم ويخفيه ملعون فكيف بمن يعينه على الإجرام والإفساد في الأرض؟ !!!! فهذا أولى باللعن بل بالعقاب الشديد كما روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن أهل السموات وأهل الأرض تمالأوا على قتل مؤمن لأكبهم الله في النار "
لذا ينبغي على المسلم - وهذا واجب شرعي - إذا علم أي معلومات عن هؤلاء الخوارج المفسدين في الأرض وعن أماكن تواجدهم أن يبلغ عنهم، وإلا فقد دخل فيمن آوى محدثا، فيكون ملعونا.
فنسأل الحق - جل في علاه - أن يطهر الأرض من شر هؤلاء الخوارج المارقين، وأن يحفظ مصر منهم وسائر بلاد المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
==============
كتبه // فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ٦ من صفر ١٤٣٩هــ // ٢٦من أكتوبر ٢٠١٧مـــ
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق