يا إخوتاه ... إحذروا الهجر إلا في الله ..!(مكتوب ومرئي)

ـ[ يا إخوتاه ... إحذروا الهجر إلا في الله ..! ]ـ
رابط الفيديو ـ[ 
https://www.youtube.com/watch?v=BUQXjm7Kko8
الحمد لله رب العالمين وكفى.
والصلاة والسلام على نبينا المصطفى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد.
مع البعد عن دين الله من جانب، ومع سوء الأخلاق من جانب، ومع حب الدنيا وإيثارها على الآخرة من جانب ثالث. زادت الخصومات والقطيعة بين الناس - وللأسف - حتى بين الأقارب والأرحام.
وأنا لا أتناول - الآن - الكلام عن الهجر في الله وضوابطه، وإنما كلامي عن التهاجر والتقاطع بين المسلمين على أمور الدنيا.
والعجب أن التهاجر والتقاطع يكون على الدنيا، على مال، على أرض، على زوجة، .... ويظن أحدهم أنه يهجر أخاه في الله لأنه ظلمه أو هو المخطئ في حقه، فيستمر على هجره، لأن الهجر في الله لا يتقيد بثلاث الليالي التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يعلم المسكين - وقد يعلم - أنه واقع في الهجر المحرم الذي لا يتجاوز الثلاث.
وقد ورد الوعيد الشديد على الهجر والقطيعة بين المسلم والمسلم، فضلا عن الأرحام .
- في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك؟ فقال : " فأما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم. قالت : قلت أجل، والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك "
والشاهد قولها : ما أهجر إلا اسمك. لعلمها بحرمة الهجر.
- روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس. فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا. أنظروا هذين حتى يصطلحا "
- في الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام "
- روى الطبراني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحل الهجرة فوق ثلاثة أيام، فإن التقيا فسلم أحدهما فرد الآخر اشتركا في الأجر، وإن لم يرد برئ هذا من الإثم وباء به الآخر. وأحسبه قال : وإن ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنة "
- روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار "
- روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي خراش السلمي - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه "
- ذكر الخرائطي في ( مساوئ الأخلاق ص ٢٠٠ ) عن أبي الحسن المدائني قال : جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين - رضي الله عنهم - كلام حتى تهاجرا فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين : إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به "
والأحاديث والآثار في ذم التهاجر كثيرة ويكفي ما ذكرته.
** فأقول للمتهاجرين والمتقاطعين أين أنتم من قول الله - جل وعلا - : " (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [سورة النساء 114]
وقوله : " (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة الحجرات 10]
وقوله تعالى : " (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [سورة الشورى 40]
- روى أبو داود والترمذي وصححه الألباني عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا : بلى يارسول الله قال : صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " وفي لفظ : " لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين "
- روى البخاري في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول : والله لا أفعل. فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟ فقال : أنا يارسول الله، فله أي ذلك أحب "
- روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : اذهبوا بنا نصلح بينهم "
- قال الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - : " إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلا فقل : يا أخي اعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى، فإن قال : لا يحتمل قلبي العفو ولكن أنتصر كما أمرني الله - عزوجل - قل : فإن كنت تحسن تنتصر مثلا بمثل وإلا فارجع إلى باب العفو فإنه باب أوسع، فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله، وصاحب العفو ينام الليل، وصاحب الانتصار يقلب الأمور " ( حلية الأولياء ٥ / ١١٢ )
** كيف تقطع الهجر ؟!!!
ينتهي الهجر ويبرأ الإنسان من إثم الهجر بأشياء :
- إلقاء السلام عليه إذا التقيت به
- الذهاب إليه ومصافحته ومصالحته.
- مراسلته بأي طريقة
- الاتصال به بالهاتف واخباره بأنك لم تعد على هجره.
- إذا لم يتيسر ذلك وخاف أن تمر ثلاثة أيام على الهجر. ينوي بقلبه أنه قطع هجره وإذا لقيه لسلم عليه.
** أضرار الهجر والقطيعة :
١ - سخط الله وغضب على الهاجر إذا تجاوز ثلاثة الأيام.
٢ - سبب في تأخير مغفرة الله له حتى يصلح مع أخيه.
٣ - الهجر يفرق المسلمين ويضعفهم.
٤ - الهجرمن نزغات الشيطان يزيد بها التباغض بين المسلمين
٥ - الوعيد بدخول النار على من مات هاجرا لأخيه.
٦ - تزداد العقوبة على الهجر إذا أتم سنة، لأنه كقتله.
فنسأل الله تعالى أن يصلح بين المسلمين، وأن يوفق كل متهاجرين للتصالح وترك التهاجر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه،
والحمد لله رب العالمين.
- - - - - - - - -
كتبه //فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
الخميس ١٤ من المحــرم ١٤٣٩هجرية ــــ ٥ من أكتوبر ٢٠١٧ مـــ .
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق