براءة عائشة أم المؤمنين من قذف الروافض الملاعين ـ(مكتوب)



ـ( براءة عائشة أم المؤمنين من قذف الروافض الملاعين )ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد.
بالرغم من أن ربنا جل وعلا أنزل براءة أمنا عائشة رضي الله عنها مما رماها به أهل الإفك .وأصبحت براءتها قرآنا يتلى إلى أن يرفع هذا القرآن في آخر الزمان. إلا أننا إلى الآن نسمع ونرى الروافض - عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة - يرمونها بما برأها الله تعالى منه. وهذا تكذيب صريح لكلام الله جل وعلا. وعلى هذا فمن ردد الآن هذا الإفك والبهتان وتلفظ به وهو يعلم براءتها في القرآن الكريم فهو كافر مرتد.
وأيضا رغم التحذير الشديد، والوعيد الأكيد لمن يقذف محصنا أو محصنة من المؤمنين والمؤمنات بالزنا أو اللواط. إلا أننا نسمع ونقرأ كثيرا من ألفاظ القذف لأعراض المسلمين والمسلمات. وهذا فيه الهلاك في الدنيا والآخرة. فأحببت أن أحذر من ذلك. لأن البعض من المسلمين يجلس أمام التلفزيون أو يشاهد النت الخاص بقنوات الروافض وهم إلى الآن يتلفظون بقذف عائشة رضي الله عنها.
وكثير ممن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه فإن لسانه ليل نهار يخوض في أعراض المسلمين والمسلمات فيهلك نفسه في الدنيا والآخرة. فأقول :
** أولا : حرمة القذف والوعيد على ذلك.
** قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة النور 4 ]
**وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
[سورة النور 23]
** روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اجتنبوا السبع الموبقات. ....وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات "
** روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار قذف امرأته فأحلفهما النبي صلى الله عليه وسلم ثم فرق بينهما "
** روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله ثم قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين "
** وفي الصحيح أيضا لما رمى هلال ابن أمية زوجته قبل نزول آيات اللعان قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " البينة أو حد في ظهرك " ثم نزلت آيات اللعان.
** ثانيا : براءة عائشة رضي الله عنه من قذف الروافض :
** روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها حديثا طويلا خلاصته : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه. فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه. فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل الحجاب. ..فلما فرغ من غزوته آذن بالرحيل. ..فانقطع عقد لي فالتمسته وحبسني ابتغاؤه. واحتملوا هودجي على بعيري وهم يحسبونني فيه وسار الجيش. فوجدت عقدي ثم جئت إلى مكاني وظننت أنهم سيفقدونني. وبينما أنا جالسة غلبتني عيني فنمت. وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش فرأى سواد إنسان نائم. فأتاني فعرفني فقال :إنا لله وإنا إليه راجعون. وما كلمني كلمة. فأناخ راحلته فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة. فأتينا الجيش فهلك من هلك. وكان الذي تولى الإفك عبدالله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك. فخرجت بعدما نقهت مع أم مسطح. وكنا لا نخرج إلا ليلا وذلك قبل أن نتخذ الكنف. فلما فرغنا رجعنا فعثرت أم مسطح فقالت : تعس مسطح. فقلت لها : بئس ماقلت. أتسبين رجلا شهد بدرا. فقالت :أو لم تسمعي ما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي. فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أذهب إلى أبوي لأستيقن الخبر. ..فقلت لأمي : يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت : يابنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها. فقلت : سبحان الله أو قد تحدث الناس بهذا؟ فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت. ثم بكيت ليلتين ويوما ولا أكتحل بنوم. فبينما نحن جالسين دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس. ثم قال : يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا. فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه. فقلت لأبي : أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. فقال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت : ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : والله لا أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف : " فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون " فاضطجعت على فراشي والله ماكنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى. ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. فأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسري عنه وهو يضحك فقال : يا عائشة قد برأك الله. وأنزل الله : " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم. .... إلى قوله تعالى : وأن الله رءوف رحيم " العشر الآيات كلها
وهي قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
[سورة النور 11 - 20]
إذن بعد نزول براءة أمنا أم عبدالله عائشة في كتاب الله تعالى يأتي هؤلاء المجوس الروافض الملاعين ويقذفونها بما برأها الله منه. وهم بهذا مكذبون لله ورسوله وهذا وحده كفر مستقل.
** أخيرا : أقول :
أيها المسلمون. أيها المؤمنون - إن كنتم حقا مؤمنين - احفظوا ألسنتكم من كل سوء بصفة عامة. ومن القذف بصفة خاصة. فهاأنتم قد علمتم أنه من كبائر الذنوب عند علام الغيوب. ويوجب العقوبة في الدنيا قبل الآخرة. ففي الدنيا يجلد ثمانين جلدة. ولا تقبل شهادته وهو من الفاسقين. ناهيك عن تلويث سمعة المسلمين وإهانتهم في أعراضهم. ناهيك عما يجره ذلك من ويلات الفتن والتقاتل بين الناس والدماء التي قد تراق بسبب اللسان وخوضه في الأعراض.
وأخص بذلك النساء هداهن الله فكثير منهن - لغيرة أو لحسد أو لعشق محرم - تختلق الأكاذيب والحكايات بين عفيف النفس شريف العرض وبين عفيفة النفس شريفة العرض. لغرض دنيء ولهوى في النفس فتفسد العلاقات بين الأزواج وبين الأصهار. وتخرب البيوت وتهدم الأسر المستقرة. والأمر لا يعدو الكذب والافتراء. وهذا موجب كبيرتين بل ثلاثة. الكذب. والقذف. وتخبيب المرأة على زوجها. ولو كان ذلك حقا ويحدث بالفعل. فلا تخلو صاحبة ذلك من القذف لأنها من الصعب بل من المستحيل أن تأتي بثلاثة شهداء يشهدون معها أنهم أنهم رأوا فلانة تزني أو فلان زنى بفلانة. وهؤلاء ممن قال الله تعالى فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة النور 19]
فنسأل الله تعالى أن ينتقم من الروافض أعداء الإسلام وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. وأن يهدي المسلمين لحفظ ألسنتهم من الخوض في أعراض بعضهم بعضا.

وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------
كتبه // فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب ..!
الخميس ١١من ربيع الأول ١٤٣٩هجرية - ٣٠ من نوفمبر ٢٠١٧ م
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق