أذى الجار موجب لعذاب النار (مكتوب)



( أذى الجار موجب لعذاب النار )
الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على رسول الله الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد.
لقد أمرنا ربنا جل وعلا بالإحسان إلى الجار، وحذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتوعدنا بالعقاب الشديد عند رب العبيد على أذى الجار. ومع أن ذلك معلوم لنا جميعا، إلا أن الكثير منا لا يبالي بأذى جاره. بل يتعمد أذاه، وهو يعلم أنه يعرض نفسه لسخط ربه ومولاه.
وقبل أن أذكر شيئا من النصوص الواردة في ذلك. أذكر أن الجيران يتفاوتون في الحقوق. فبعضهم أعظم حقا من بعض. وهم ثلاثة :
- جار له ثلاثة حقوق. وهو الجار المسلم القريب. له حق الإسلام، وحق القرابة، وحق الجوار. وهو أفضلهم.
- جار له حقان. وهو الجار المسلم. له حق الإسلام وحق الجوار
- جار له حق واحد وهو الجار الكافر له حق الجوار.
** قال تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)
[سورة النساء 36]
* روى الترمذي وصححه الألباني. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره "
* روى أحمد والطبراني عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " ما تقولون في الزنا؟ قالوا : حرام. حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. فقال : لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره. قال : ما تقولون في السرقة؟ قالوا : حرمها الله ورسوله فهي حرام. قال : " لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره "
* روى الطبراني والبزار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم "
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
* ورويا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. ...." وفي لفظ مسلم : " .....فليحسن إلى جاره "
* روى البخاري عن أبي شريح رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والله لا يؤمن - ثلاثا - قيل : من يارسول الله؟ قال : " الذي لا يأمن جاره بوائقه "
* روى أحمد والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل : يارسول الله إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال : هي في النار. قال : يارسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها. قال : هي في الجنة "
* روى ابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول "
* في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره. ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه : مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمين بها بين أكتافكم "
* روى الطبراني والبزار وصححه الألباني عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره قال : اطرح متاعك على طريق. فطرحه فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يارسول الله لقيت من الناس. قال : وما لقيت؟ قال : يلعنونني. قال : قد لعنك الله قبل الناس، فقال : إني لا أعود، فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ارفع متاعك فقد كفيت "
* * من خلال الآية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرتها وغيرها مما لم أذكره يتبين لنا حقوق الجار ومنها :
[ ١ ] الإحسان إليه وإكرامه بكافة أنواع الإكرام.
[ ٢ ] قضاء مصالحه وحوائجه
[ ٣ ] عيادته في مرضه
[ ٤ ] مواساته في مصائبه وأحزانه.
[ ٥ ] إعانته بالبدن والمال والجاه.
[ ٦ ] حفظ أهله وماله في غيابه
[ ٧ ] الإهداء إليه
[ ٨ ] محبة الخير له كما يحبه لنفسه.
[ ٩ ] العفو عن زلاته وهفواته خصوصا إذا لم يعرف بالشر وتعمد الأذى.
[ ١٠ ] كف الأذى عنه بالقول والفعل ومن ذلك :
- سبه وشتمه والسخرية منه وتعييره
- إزعاجه بالأصوات العالية المنبعثة من التلفاز وغيره
- التضييق عليه في طريقه ووضع الأذى فيه
- إذاعة أسراره وكشف ستره.
- حسده وتمني زوال نعمته.
- النظر إلى محارمه ونسائه. إلى غير ذلك من ألوان الأذى.
** فنسأل الحق جل في علاه أن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا. وأن يجعلنا ممن يحسنون إلى جيرانهم لننال البشرى العظيمة الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد وصححه الألباني : " ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين بأنهم لا يعلمون عنه إلا خيرا. فيقول الله عزوجل : قد قبلت علمكم فيه وغفرت له مالا تعلمون "
.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
---------------------
كتبه // فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم خطاب
٢٦_ربيع الأول ١٤٣٩هــ// ١٤من ديسمبر٢٠١٧ مـ
============================
ـ(http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ )ـ

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق