أيها التكفيريون (مكتوب _ صوتي )



ـ( ليست كل معاملة مع غير المسلمين موالاة لهم أيها التكفيريون
صوتي ـ[ https://c.top4top.net/m_8121t9ln1.mp3
الحمد لله وكفى ...
وصلاة وسلام على النبي المصطفى...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد .
لا يخفى على أحد منا ما وصل إليه المسلمون من ضعف وذلة، بسبب بعدهم عن دينهم - في غالبه - وتفرقهم وتناحرهم فيما بينهم. مما جعل أراذل البشر وأحقرهم من يهود ونصارى وغيرهم يستهينون بأمة الإسلام، فيعبثون بأراضيهم وممتلكاتهم، بل بأرواحهم وأعراضهم بل بمقدساتهم ومساجدهم.
وبسبب هذا الضعف قد يتعامل المسلمون - حكام ومحكومون - بمعاملات فيها مصلحة للمسلمين ولو بدفع مايستطيعون من أموال للكافرين، بل بترك مواجهتهم بالسلاح والقتال - لضعفهم - فيعطي ذلك الفرصة للتكفيريين وللخوارج المارقين أن يشنعوا بحكام المسلمين وقادتهم بأنهم خونة وعملاء لأمريكا واليهود بل كفروهم بزعم أن هذه موالاة لهم ، فخلطوا بين المعاملة الجائزة شرعا أو المحرمة ولكنها لا تخرج من الملة. وبين الموالاة المكفرة التي تخرج صاحبها من دائرة الإسلام.
فأحببت أن أقف هذه الوقفة لأبين هذا الأمر - باختصار وقدر طاقتي - حتى لا يختلط الأمر على كثير من المسلمين بسبب تلبيس هؤلاء وخلطهم بين الموالاة المكفرة والمعاملة غير المكفرة أو الجائزة. فأقول :
لقد ورد التحذير الشديد في القرآن الكريم، وفي أحاديث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم من موالاة الكافرين. وقبل أن أذكر هذه الأدلة أبين أقسام الموالاة حتى نعرف الفرق بينها.
** تنقسم الموالاة إلى أقسام ثلاثة :
- الأول : موالاة الكفار محبة في دينهم ونصرة لهم على المسلمين لإظهار دينهم على الإسلام. فهذه هي الموالاة أو التولي المخرج من الملة. وعليه تنصب الآيات والأحاديث التي سأذكرها.
- الثاني : موالاتهم لغرض دنيوي مع سلامة الاعتقاد وبغض الكفر وأهله. لكن يعينهم لمصلحة أو خوف من بطشهم فهذه موالاة محرمة بل كبيرة من الكبائر. لكنها لا تخرج صاحبها من ملة الإسلام. وهي أكثر ما يقع من كثير حكام المسلمين مع دول الكفر الآن.
- الثالث : موالاتهم في الظاهر دون الباطن. أي عدم إظهار عداوتهم وبغضهم تقية فقط وهي التي قال الله - عزوجل -فيها : (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [سورة آل عمران 28]
فهذه لا بأس بها وجائزة.
** ومن الآيات التي تحذر من موالاة الكفار :
- قال تعالى : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [سورة النساء 138 - 139]
- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا) [سورة النساء 144]
- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [سورة المائدة 51]
- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [سورة المائدة 57]
- قال تعالى : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [سورة الممتحنة 1]
- قال تعالى : (تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) [سورة المائدة 80]
- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة التوبة 23]
** ومن الأحاديث :
- في الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن آل أبي - فلان - ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين "
- روى الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله "
- في صحيح البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم "
- ذكر ابن كثير في التفسير وابن هشام في السيرة أن عبدالله بن عبد الله بن أبي بن سلول قال : يارسول الله لقد بلغني أنك تريد قتل عبدالله بن أبي. فإن فاعلا فمرني آتيك برأسه. فإني أخشى أن يقتله واحد من المسلمين. فأرى قاتل أبي يمشي بين يدي فتغلبني نفسي فأقتل قاتل أبي فأكون قتلت مؤمنا بكافر. ......" الحديث.
** بعض الأمور التي يظنها البعض موالاة للكفار وليست كذلك
[ ١ ] ترك الكفار أن يبقوا على دينهم في البلاد التي يفتحها المسلمون. نظير الجزية.
[ ٢ ] إباحة معاهدة الكفار والعقود بينهم.
[ ٣ ] التخلي عن نصرة دولة مسلمة بسبب معاهدة بين الكفار وبين من يراد منه نصرة إخوانه المسلمين. أو بسبب الضعف
[ ٤ ] الاستعانة بالكفار لمصلحة المسلمين أو لرد عدوان مسلم عليه لا يستطيع رده إلا بهم جائزة. وليست موالاة للكفار. كما حدث في استعانة المملكة العربية السعودية بأمريكا لرد عدوان صدام حسين عليها.
[ ٥ ] حقن دماء الكفار رجاء هدايتهم أو لكف شرهم - لضعف وعجز المسلمين - ليست من الموالاة.
[ ٦ ] تحريم دماء الكفار المعاهدين والمستأمنين وأهل الذمة.
[ ٧ ] العدل مع الكفار. ولو حكم للكافر - بمقتضى العدل - على المسلم. ليس من تولي الكفار.
[ ٨ ] الإحسان والبر مع الكفار غير المقاتلين وكذلك مع القرابة والرحم منهم ليست توليا لهم.
[ ٩ ] محبة الكفار الجبلية الطبعية كمحبة الوالد والولد والزوجة لا تقدح في الدين وليست منهيا عنها.
[ ١٠ ] البلاد الإسلامية أو المنتسبة للإسلام تختلف - بحسب قوتها وضعفها - في الموالاة والمعاداة.
** أخيرا : العداء بين اليهود والنصارى قديم. فما سر المودة بينهم الآن؟ !!!
لعل هذا نفرد له خطبة كاملة - إن شاء الله - لكن أشير هنا فقط هذه الإشارة.
- لقد أخبرنا القرآن الكريم عن العداوة بينهما. فقال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [سورة البقرة 113]
- وأخبرنا أن اليهود أرادوا قتل المسيح عليه السلام. ولكن نجاه منهم فقتلوا شبيها له. فقال تعالى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) [سورة النساء 157]
- والتاريخ معروف ومملوء بقصص العداء بينهما - والمقام لا يسنح لذلك - لكن الذي جعل العلاقة بينهما علاقة مودة - في زماننا خصوصا - هو سيطرة الصهيونية العالمية وتغلغلها في بلاد الغرب وسيطرتها على مقاليد الأمور في هذه البلاد. جعلت من قادة هذه البلاد سدنة لها. فكل من أراد أن يصل للسلطة ويحكم هذه البلاد فلا يغضب اليهود. بل لا بد أن يقدم فروض الولاء والطاعة وأن يمنيهم ويعدهم بتنفيذ مخططهم وإلا ماوصل إلى سدة الحكم. بالإضافة إلى مايجده هؤلاء في كتبهم - العهد القديم والعهد الجديد على تحريفها - من التمكين لهم. وهذا يفسر كل ما يقوم به زعماء أمريكا واحدا بعد الآخر في مساعدة اليهود قدر استطاعتهم، وارضائهم وآخر ذلك القرار الغاشم المتهور من ترامب رئيس أمريكا بجعل القدس عاصمة لإسرائيل. متجاهلا مشاعر مليار ونصف مسلم تقريبا. بل معرضا حتى عن قوانين بلاده تجاه القضايا الدولية.
لكن الأمة الإسلامية لضعفها وهوانها مكنتهم من ذلك.
فإلى الله المشتكى.
وصلى الله على محمد وأله
والحمدلله رب العالمين
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كتبه // فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
الخميس ٢ من ربيع الآخر ١٤٣٩هجرية - ٢١من ديسمبر ٢٠١٧ م
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
#روابط_ذاتُ_صله
ـ( الدماء المعصومة بين نظر العلماء الربانيين وبين فهم التكفيريين)ـ
ـ( http://hazemkttab.blogspot.com.eg/2017/04/blog-post.html
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ـ( المنهج السلفي الصحيح هو العصمة من الفتن)ـ
ـ( http://hazemkttab.blogspot.com.eg/2017/04/blog-post_13.html
- - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ـ(الغدر ليس من أخلاق المسلمين )ـ
ـ(http://hazemkttab.blogspot.com.eg/2017/04/blog-post_21.html )ـ
--------------------------------------------------------------------
ـ( الغدر والخيانة عند الدواعش ديانة)ـ
ـ(http://hazemkttab.blogspot.com.eg/2017/04/blog-post_23.html )ـ
-------------------------------------------------------------------------
ـ( يا أهل مصر .. اتقوا الله في أمنها)ـ
ـ(http://hazemkttab.blogspot.com.eg/2017/05/blog-post_2.html )ـ
----------------------------------------------------------------------------
ـ( قاتل الله خوارج العصر شغلونا عما ينفعنا)ـ
ـ( http://hazemkttab.blogspot.com.eg/2017/05/blog-post_5.html
------------------------------------------------------------------------------
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق