إتحاف السعداء بفضل ومنزلة الشهداء (مكتوب)




|| إتحاف السعداء بفضل ومنزلة الشهداء ||


الحمد لله رب العالمين وكفى.
والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى ورسوله المجتبى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد. 
لقد منح الله - عزوجل - المجاهدين في سبيله، الشهداء لإعلاء كلمته منزلة عظيمة، وثوابا كبيرا لا يناله غيرهم من سائر المتعبدين لله. ونظرا لأن لفظة الشهادة والمقصود بالشهيد أدخل بعض الناس فيها من ليس منها ولا من أهلها في شيء.
فأحببت أن أقف هذه الوقفة لأبين من هو الشهيد؟ !!
وما شروط الشهادة في سبيل الله؟ !!!
وما منزلة الشهداء وفضلهم عند الله؟ وما أنواع الشهداء؟
وما فضل تمني الشهادة ؟
وهل القتلى من جنودنا البواسل على أيدي الخوارج من الشهداء؟
مستمدا العون من الله تعالى، راجيا منه سبحانه أن يتقبل شهداءنا، داعيا إياه أن يبلغنا منازل الشهداء.
** أولا : من هو الشهيد؟
الشهيد : هو من قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا. ففي الصحيح : سئل النبي صلى الله عليه وسلم؟ يا رسول الله. الرجل يقاتل حمية ، ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه. أي ذلك في سبيل الله؟ قال : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "
وهناك بعض الشهداء الذين يدخلون في ذلك يأتي الكلام عنهم في العنصر الآتي.
** ثانيا : ما أنواع الشهداء؟
الشهداء كثيرون لأن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم نصت على أصناف كثيرة سماهم شهداء. لكن يجمعها ثلاثة أصناف أساسية :
الأول : شهيد له حكم الشهداء في الدنيا والآخرة. وهو الذي قتل في المعركة بين المسلمين والكفار وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا. فهذا شهيد في الدنيا نحكم له بالشهادة ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن في مكانه الذي نال فيه الشهادة. وشهيد في الآخرة أي له أجر الشهداء الذي يأتي الحديث عنه.
الثاني : شهيد في الدنيا لا في الآخرة. وهو الذي قتل في المعركة بين المسلمين والكفار. ولكن لم تكن نيته لرفع كلمة الله وإنما يقاتل رياء وسمعة. فهذا له حكم الشهداء في الدنيا أي لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن في ميدان القتال. لكنه في الآخرة في النار. لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أول من يقضى عليه في النار ثلاثة ومنهم : " رجل قاتل في سبيل الله حتى قتل. فيؤتى به فيعرفه الله نعمه عليه فيعرفها. فيقال : ما عملت فيها؟ فيقول : يارب قاتلت فيك حتى استشهدت. فيقال : كذبت وإنما قاتلت ليقال : جريء وقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه في نار جهنم "
الثالث : شهيد في الآخرة لا في الدنيا. أي ينال أجر الشهداء في الآخرة لكنه في الدنيا لا يأخذ أحكام الشهداء بمعنى أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في المقابر وهو الغريق والحريق والمطعون أي يموت بالطاعون، وصاحب الهدم والمرأة تموت بجمع أي بسبب الولادة، وصاحب ذات البين، والمبطون أي الذي يموت بداء البطن. ومن قتل دون دمه وماله وأهله ودينه. كل هؤلاء سماهم النبي صلى الله عليه وسلم شهداء.
** ثالثا : ما شروط الشهادة في سبيل الله؟
هناك شروط لابد من تحققها لينال صاحبها الشهادة منها :
[ ١ ] أن يكون الذي استشهد مسلما موحدا. أما من يقتل في المعركة على غير الإسلام فليس شهيدا. كما يقتل من على النصرانية في الجيش ويسمونه شهيدا! !!!
[ ٢ ] أن تكون الشهادة خالصة لوجه الله وفي سبيله. ليست لغرض آخر. كما مر في حديث الرجل الذي قاتل ليقال عنه جريء.
[ ٣ ] أن يكون الاستشهاد موافقا للسنة. فلا يقتل نفسه ولا يموت غالا. كما في الحديث الرجل الذي لم يتحمل ألم الجرح فتحامل على سيفه فقتل نفسه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو في النار " وكذلك الرجل الذي قتل في الجهاد ولكنه غل من الغنيمة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارا "
[ ٤ ] أن تكون الشهادة في سبيل الله - كما مر - أو في أمر مشروع. كمن قتل دون دينه أو دون ماله. ......إلى آخره.
[ ٥ ] أن يقتل مقبلا غير مدبر. قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
[سورة اﻷنفال 15 - 16]
- وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : " اجتنبوا السبع الموبقات. ...والتولي يوم الزحف. ....."
فنقول لهؤلاء الخوارج التكفيريين لما خرجوا في الثورات وملأوا الميادين، وكانوا يزعمون أنهم مجاهدون في سبيل الله، وقتلاهم شهداء عند الله. لماذا فررتم من الزحف وتركتم ميدان الجهاد إن كنتم صادقين؟ ألم تعلموا فضل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله؟ !!!ألم تعلموا عقوبة الفرار من الزحف؟ !!!! بل قادتكم حاولوا الفرار متنكرين في ملابس النساء والنقاب كما حدث من مرشدكم العام محمد بديع! !!! وآخر حلق لحيته وعمل بدلا منها دوقلاس مرتديا نظارة سوداء يغير شكله حتى يهرب لكن كشفت ألاعيبه كما حدث من صفوت حجازي. فلماذا تتركون ميدان الجهاد ألا تحبون أن تكونوا شهداء؟ !!! لكن الحقيقة أنكم كذابون تتجاجرون بالدين، والدين آخر ما يكون في حسبانكم لذلك بعتم دينكم بعرض من الدنيا.
[ ٦ ] أن يكون القتال تحت راية الإسلام. وقائد المسلمين. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ..... والإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به. ..."
** رابعا : ما منزلة وفضل الشهادة والشهداء؟
- قال تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [سورة آل عمران 169]
- وقال تعالى : (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [سورة النساء 74]
- وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة التوبة 111]
- في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الارض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع ألى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة "
- وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يكلم - أي لا يجرح - أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك "
- روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة.ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل "
- روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أرواح الشهداء في حواصل طير خضر لها قناديل معلقة تسرح في الجنة حيث شاءت"
- روى الترمذي وحسنه الألباني عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر ويأمن من يوم الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويشفع في سبعين من أهله "
** خامسا : من تمنى الشهادة بصدق نالها.
- في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه "
- وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق"
- وفي قصة الرجل الذي قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يعطيه نصيبه من الغنيمة. فقال الرجل ما على هذا خرجت معك ولكني أريد أن أرمى بسهم هاهنا - وأشار الى حلقه فأدخل الجنة. فقال له : إن تصدق الله يصدقك. فقاتل حتى فوجدوه كما قال. فقال صلى الله عليه وسلم : صدق الله فصدقه الله "
** أخيرا. هل جنودنا القتلى على أيدي الخوارج شهداء؟
من قتل من جنودنا البواسل - بتحقيق الشروط السابقة - على أيدي الخوارج نرجو له الشهادة. وقد بين نبينا صلى الله عليه وسلم أن خير قتيل من قتلوه، وقال : " طوبى لمن قتلهم أو قتلوه "
- وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وعليا رضي الله عنهما بالشهادة وقد قتلا على أيدي الخوارج.
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة في سبيله. ونسأله أن يرد كيد الخوارج في نحورهم، وأن يكتب جنودنا المسلمين الموحدين الذين يقتلون على أيدي الخوارج من الشهداء.
وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
===================
وكتبه || فضيلة الشيخ أبي إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ٢٠ جمادى الآخرة ١٤٣٩هجرية- ٨ مارس ٢٠١٨م
#مصر_سوهاج
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق